تبدأ السنة القمرية الجديدة 2024 يوم السبت العاشر من فبراير/ شباط. وتجري الاحتفالات بها لمدة 15 يوما، إلى غاية انتهاء مهرجان الفانوس الصيني.
وترمز التقاليد الصينية إلى كل سنة باسم حيوان من الحيوانات 12 المذكورة في الأبراج الصينية. ففي عام 2024 سننتقل من عام الأرنب إلى عام التنين.
ولكن ماذا تعني كل هذه الرموز؟ سنشرحها لكم.
فالصينيون يشيرون إلى العام الجديد بمهرجان الربيع، لأنه يأتي في نهاية الشتاء، وبداية الربيع. وهو واحد من أربعة مهرجانات تقليدية، هي الأهم في البلاد، ويتزامن مع احتفالات العام الصيني الجديد، وفق التقويم القمري.
عندما نشير إلى فعاليات العام الجديد التي تحتفي بالتقاليد والثقافة الصينية، يمكن أن نتحدث حينها عن العام الصيني الجديد.
ولكن العديد من بلدان شرق وجنوب شرق آسيا تحتفل بالحدث نفسه أيضا، وتختلف الاحتفالات باختلاف ثقافة كل بلد.
والعام القمري هو المصطلح العام، ويشمل جميع الاحتفالات بالعام الجديد وفق التقويم القمري.
وتفضل البلدان الأخرى تعبير "العام القمري" على "العام الصيني" أو "مهرجان الربيع".
ولكن الكثير من المتخصصين الصينيين يعتقدون أن عطلة العام الجديد تعود أصولها إلى التقويم الصيني القمري الشمسي، المبني على دورات القمر والأرض، ودليل على نفوذ الصين في دول المنطقة.
وعليه فإن استعمال تعبير معين قد يثير الجدل.
يبلغ هذا العام عدد من يحتفلون بالعام القمري الجديد 1،5 مليار شخص عبر العالم.
وتحدث في الوقت نفسه أكبر عملية هجرة إنسانية على وجه الأرض، إذ يسافر الملايين من الناس لقضاء فترة العام الجديد مع العائلة والأصدقاء.
ففي فيتنام يسمى اليوم تيت نغويان دان، أو تيت، اختصارا، بمعنى مهرجان صبيحة اليوم الأول من العام الجديد.
وفي كوريا الشمالية والجنوبية يحتفل الناس بيوم سيولال. أما في منغوليا فيسمى المهرجان تساغان سار. ويسميه بعض الناس في البلاد مهرجان القمر الأبيض أيضا.
وجرت العادة أن تنظف العائلات الصينية بيوتها بحلول هذه المناسبة. ويرمز التنظيف إلى التخلص من سوء الحظ، وتهيئة غرف البيت لدخول الحظ السعيد.
وتجتمع العائلات والأصدقاء لتناول أنواع من الأطعمة المتميزة مثل الشعرية، والحساء الساخن، والفطائر، ونيان غاو أو كعكة الأرز، وكعكة الفجل، والسمك، واليوسفي، وهي أطعمة تجلب، الحظ للعام المقبل، حسب التقاليد.
يتحدد تاريخ العام الجديد بالتقويم القمري. ويتزامن مع ظهور القمر الجديد الثاني، بعد الانقلاب الشمسي الشتوي، يوم 21 ديسمبر كانون الأول، وعادة ما يأتي بين 21 يناير كانون الثاني و20 فبراير شباط.
وتستمر الاحتفالات لمدة 15 يوما. وتبدأ يوم ظهور القمر الجديد، وتتواصل إلى غاية اكتمال البدر التالي.
وقررت الحكومة الصينية هذا العام عطلة مهرجان الربيع الرسمية لمدة 8 أيام، من 10 إلى 17 فبراير شباط. ولا يدخل يوم عشية العام الصيني الجديد ضمن أيام العطلة الرسمية، وإن كانت الشركات تشجع على إعفاء موظفيها من العمل في ذلك اليوم.
أصول العام الصيني الجديد
يعتقد أن العام الصيني الجديد يعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما كانت عائلة شانغ في الحكم. وأصوله تلفها الكثير من الأساطير.
وتزعم الخرافة الصينية أنه يعود إلى معركة مع وحش اسمه نيان بمعنى "العام" باللغة الصينية.
وكان نيان يأتي على رأس كل سنة لترهيب أهل القرية. ولكن القرويين اكشتفوا أن نيان يخاف من الأصوات العالية، والضوء الساطع واللون الأحمر.
وبحلول كل سنة أخذ القرويون يعلقون الفوانيس الحمراء لتخويف نيان، ويستعملون المفرقعات النارية أيضا. ومن يومها لم يظهر نيان مرة أخرى.
حيوان العام الجديد الصيني
في التقاليد الصينية، يرمز إلى كل عام بحيوان مختلف، من الحيوانات 12 التي تتضمنها الأبراج الصينية، وهي: الجرذ، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الثعبان، الحصان، المعزة، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.
ويرتبط كل حيوان بمادة معينة: المعدن، الخشب، النار، والتراب. ولهذه المواد أيضا عام خاص بها يأتي كل 12 سنة.
وفي 2024 ننتقل من عام الأرنب إلى عام التنين الخشبي.
ويحل عام التنين الخشبي مرة واحدة في كل 60 سنة. وكان آخر عام للتنين الخشبي في سنة 1964، وقبلها في سنة 1904.
ويعتقد أن المولودين في عام معين بحيوان معين ومادة معينة يتمتعون بملامح فريدة في شخصياتهم تؤثر على حياتهم.
ويأتي التنين الرابع في ترتيب حيوانات الأبراج الصينية. ويرمز، في الثقافة الصينية، إلى الحظ السعيد والصحة القوية.
ومن بين الشخصيات المشهورة التي ولدت في عام التنين: الزعيم الشيوعي الصيني دنغ جياوبينغ (22 أغسطس آب 1904)، جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا أكبر سوق للتجارة الالكترونية في العالم (10 سبتمبر أيلول 1964)، الفنان الإسباني سلفادور دالي (11 مايو أيار 1904)، ورئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون (19 يونيو تموز 1964). حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات