التهابات الكبد الفيروسية تنتشر بصورة كبيرة في الكثير من بلدان العالم. لكن فهم كيفية انتشارها وكيفية الحد من انتقالها هي الخطوات الأولى لتقليل تأثيرها. وهناك الكثير من الخرافات مرتبطة بها، نتعرف على بعضها في هذا التقرير.
التهاب الكبد الفيروسي يتطور بسبب عدوى فيروسية أو بسبب استهلاك كبير للكحول، ولكن يمكن أن ينشأ أيضاً عبر تناول سموم أو أدوية أو بسبب بعض الحالات الطبية مثل أمراض المناعة الذاتية.
هذه بعض "الاساطير" أو الخرافات التي يتم تداولها بصورة شائعة مرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي، نقلا عن موقع "ألب شبيتسه" الإلكتروني.
جميع أنواع التهابات الكبد خطيرة بنفس القدر
ليس صحيحا، إذ أن بعض أنواع التهاب الكبد الفيروسي تشفى من تلقاء نفسها، دون تدخل طبي أو جراحي، فيما تتسبب بعض الأنواع الأخرى من الالتهابات بسرطان الكبد أو تلف الكبد الدائم.
وينقل موقع "ألب شبيتسه" الإلكتروني عن الدكتورة شيلي فاسينتي، وهي زميلة أبحاث في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا، قولها: "إن فيروسات التهاب الكبد مختلفة تماماً". ويتم تنصيفها بأنواع أي وبي وسي.
وتضيف الأخصائية: "مع التهاب الكبد (أي A)، غالباً ما يشعر الناس بالمرض الشديد لفترة قصيرة، ولكن من النادر جداً أن يتعرضوا لمضاعفات خطيرة أو مرض طويل الأمد".
أما "التهاب الكبد (بي B) "فخطير جداً وخاصة عندما تصبح العدوى الفيروسية الأولية لدى الشخص مزمنة، ولكن هذا يحدث نادرا إذ يصاب به ما 2-6 ٪ من البالغين، وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم الأعراض أبداً أثناء الإصابة الأولية.
والنوع (سي C)، لا يتسبب غالباً في ظهور أعراض في البداية، لكن "حوالي 60 بالمئة من المصابين به يعانون من عدوى مزمنة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى سرطان الكبد وتليف الكبد والموت إذا تُركت دون علاج"، حسب الدكتورة فاسينتي.
التهاب الكبد الفيروسي "سي" نادر الحدوث
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك 325 مليون شخص مصابون بالتهاب الكبد "بي" أو "سي" أو كليهما. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) إن هناك 115900 إصابة بالتهاب الكبد أي أو بي أو سي في الولايات المتحدة في عام 2019.
وفي عام 2016، قدرت منظمة الصحة العالمية أن 399 ألف شخص ماتوا بسبب التهاب الكبد الفيروسي سي في جميع أنحاء العالم.
ويعد التهاب الكبد بي أو سي معاً من أكثر الأسباب شيوعاً لتليف الكبد وسرطان الكبد. كما أنهما تسببا في معظم الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي.
يمكن الإصابة بالتهاب الكبد عبر التقبيل أو مس اليدين
على الرغم من انتشار هذه الأسطورة بصورة كبيرة، إلا أنها لا تزال خرافة دون دليل علمي. ونقل الموقع عن الدكتورة لورين نفيو أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في جامعة إنديانا الطبية في إنديانابوليس، قولها: "ينتشر فيروس التهاب الكبد سي عندما يتلامس شخص ما مع دم شخص مصاب بالفيروس من خلال أجهزة حقن المخدرات المشتركة مثلا، أو آلات الوشم غير المعقمة، والولادة.
جميع المصابين بالتهاب الكبد مصابون باليرقان
ذكرت الدكتورة فاسينتي أن اليرقان علامة على وجود مشاكل الكبد. لكن "ليس كل فيروسات التهابات الكبد تسبب مشاكل في الكبد على الفور".
وأضافت:" حوالي نصف المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي ليس لديهم أي أعراض على الإطلاق إلا بعد عقود من الزمن ويتسبب الفيروس في تلف الكبد بشكل سيئ لدرجة ظهور اليرقان أو أعراض أخرى لاحقا".
التهاب الكبد وراثي
هناك أسطورة مفادها أن التهاب الكبد سي وراثي وبالتالي يمكن أن ينتقل من جيل إلى جيل. هذا ليس صحيحا. "التهاب الكبد سي هو فيروس غير وراثي"، حسب الدكتورة نفيو.
في حالات نادرة، يمكن أن ينتقل التهاب الكبد من الأم إلى الطفل أثناء الولادة. ومع ذلك، فإن احتمال حدوث ذلك هو حوالي 2-8 بالمئة فقط.
التهاب الكبد الوبائي سي لا يمكن أن يعيش خارج جسم الإنسان
أوضحت فاسينتي أنه "في عام 2014، وجد باحثون من جامعة ييل وبعد تجفيف الفيروس على أسطح، بقي الفيروس سي لمدة 6 أسابيع كاملة وكان معدياً بدرجة كافية لإصابة شخص ما". وتابعت: "في السابق، اعتقد الناس أنه لا يمكن أن يعيش الفيروس خارج الجسد إلا لمدة 4 أيام. لكن لسوء الحظ، إنه فيروس مؤثر جداً".
لا يمكن أن يصاب الناس بالتهاب الكبد سي مرتين
هذه أيضا خرافة، حسب الدكتورة فاسينتي. وذكرت أنه "بمجرد أن يعالج شخص ما التهاب الكبد سي، يمكنه أن يصاب بالفيروس مرة أخرى. الأجسام المضادة من العدوى الأصلية لن تحميك مثلما يعمل اللقاح (وهو غير متوفر أصلا ضد النوع سي)".
وأكدت الدكتورة نفيو هذا الكلام وأضافت: "فيروس التهاب الكبد سي الذي يحدث لمرة واحدة لا يوفر مناعة لمنع إعادة الإصابة بالفيروس". لذلك لا يزال من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد عودة الفيروس بعد انحسار الإصابة الأولى.
أدوية التهاب الكبد الوبائي سي لها آثار جانبية سيئة
هذا ليس صحيحا، حسب ما نقل موقع "ألب شبيتسه" الإلكتروني عن الدكتورة لورين نفيو أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في جامعة إنديانا الطبية في إنديانابوليس.
وذكرت الدكتورة نفيو:" تشمل العلاجات الحالية لفيروس التهاب الكبد سي عادةً 8-12 أسبوعاً من العلاج بالأقراص عن طريق الفم. معدلات الشفاء الآن تزيد عن 90٪. هذه الأدوية الجديدة لها آثار جانبية قليلة ويمكن تحملها جيداً". حسب dw
التهاب الكبد والأطفال.. هذا ما يجب على الآباء معرفته
التهاب الكبد ينتشر بشكل "مقلق" بين الأطفال في الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ حتى الآن عن 11 حالة لأطفال من سن 1 إلى سن 6، ويتم التحقيق في عشرات الحالات الأخرى في أوروبا.
وأصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايت المتحدة، "تحذيرا" صحيا حول 9 حالات من التهاب الكبد الحاد غير الاعتيادي لدى الأطفال، في ولاية ألاباما.
وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أنه تم تحديد حالتين في ولاية كارولينا الشمالية وعشرات الحالات الأخرى في أوروبا.
ماذا على الآباء معرفته؟
يجب أن يكون الآباء على اطلاع بأعراض التهاب الكبد، التي تشترك مع الفيروسات الغدية والتهاب الكبد، مثل الإسهال والغثيان.
وقال ديفيد هيل، المتحدث الرسمي باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال: "الفيروسات عادة ما تأخذ مسارها دون الحاجة إلى تدخل طبي، لكن التهاب الكبد في بعض الأحيان يؤدي إلى دخول المستشفى، وقد يتطلب حتى زرع كبد".
وللتمييز بين أعراض الفيروس الغدي وأعراض التهاب الكبد، يجب على الآباء مراقبة الأطفال المرضى والبحث عن ألم شديد في البطن أو حمى أو بول داكن اللون أو براز فاتح اللون.
وقالت نيبوني راجاباكسي، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال، إن أكثر الأعراض التي يجب الانتباه إليها هي اليرقان، مما يعني تلون أصفر في الجلد أو في بياض العين.
وقالت إستر إسرائيل، رئيسة الوحدة المساعدة لأمراض الجهاز الهضمي والتغذية للأطفال في مستشفى ماس العام للأطفال: "في هذا الوقت، فإن ممارسة العادات الصحية الجيدة، مثل غسل اليدين أو تعقيمهما بشكل متكرر، والبقاء في المنزل عندما تكون مريضا، والابتعاد عن المرضى هي أفضل طريقة للوقاية".
وأضافت: "في هذه المرحلة، من الصعب معرفة مدى شيوع هذا الأمر، لكننا قد نرى المزيد إذا كان معديا. يجب أن ينتبه الآباء لعلامات التهاب الكبد، ويجب عليهم الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية إذا ما شعروا بالقلق". حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات