يُعد قصور الانتباه وفرط الحركة أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في العالم، خاصة وأنها تظهر عادة أثناء الطفولة.
وقال موقع "جيروزاليم بوست" إن علماء توصلوا في دراسة حديثة إلى ما يمكن اعتباره "الأسباب الجينية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
وتم إجراء الدراسة الجديدة من قبل باحثين من جامعة بن غوريون في النقب والمركز الطبي لجامعة سوروكا، ونشرت نتائجها في المجلة الأكاديمية "Nature Communications".
ووجدت الدراسة أن الجين الذي يؤدي إلى هذا الاضطراب قد يكون هو "CDH2"، وذلك بعد تحوره.
وذكر المصدر أن CDH2 هو جين يساعد في نشاط وتشكيل الدماغ، ويؤثر بدوره على المسارات الجزيئية ومستويات الدوبامين في بنيتين محددتين للدماغ، وهما المنطقة السقيفية البطنية وقشرة الفص الجبهة.
وتابع: "حسب دراستنا، هاتان البنيتان مسؤولتان معا عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تمهيد الطريق لفهم أعمق حول اضطراب فرط الحركة، وكيف يمكن معالجته مستقبلا. حسب سكاي نيوز
حقائق لا يعرفها الكثيرون عن اضطراب فرط الحركة وتشتت انتباه الأطفال
ولأنك قد تعرف إنسانا تم تشخيصه باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو ربما يكون مصابا به دون تشخيص، ولكن ما مدى معرفتك بهذا الاضطراب الدماغي الأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة؟ اكتشف كيف يؤثر هذا المرض على البالغين.
أكثر شيوعا من التوحد
يُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الحالة العقلية ومشكلة النمو الأولى بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، والذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يفوق عدد الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد بحوالي 4 أضعاف.
متوسط العمر عند التشخيص
تظهر أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) عادة بين سن 3-6، ويتم تشخيص الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الشديد في سن الخامسة تقريبا.
ويعاني 3 من كل 10 أطفال مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أعراض تستمر حتى مرحلة البلوغ.
ويمكن أن يصبح اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أكثر اعتدالا أو يتغير مع نمو الأطفال. وعلى سبيل المثال قد يخف فرط النشاط مع تقدمهم في السن، لكن قد يعاني الشباب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الاكتئاب أو اضطرابات المزاج أو مشاكل تعاطي المخدرات في المستقبل، لذلك يجب التعامل مع الأمر بجدية شديدة.
تركيب مختلف للدماغ
قد تكون بعض الأجزاء أصغر من المعتاد في دماغ الأطفال المصابين بنقص الانتباه مع فرط النشاط، على الأقل لبعض الوقت. وقد ينضج الفص الأمامي -الذي يتحكم بالنبض والتنظيم والتركيز- بشكل أبطأ عند الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وينتقل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وراثيا بين الأجيال؛ فإذا كنت مصابا به فمن المرجح أن يكون لديك أخ أو أفراد آخرين من العائلة مصابين أيضا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وربما يدرك بعض الآباء والأمهات أنهم مصابون بهذا الاضطراب بعد تشخيص أطفالهم.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهم غالبا ما يعانون من واحد أو أكثر من الاضطرابات العقلية أو العاطفية أو السلوكية. ويمكن لحالات مثل القلق والاكتئاب والتوحد وعسر القراءة أن تخفي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ ولذا فإن النسبة الحقيقية للبالغين في الولايات المتحدة -على سبيل المثال- المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من المرجح أن تكون أعلى بكثير من التقدير الرسمي بحوالي 4%.
ويمكن أن يؤدي عدم علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى تعرض الطفل لمشكلات معقدة في التعليم وتكوين العلاقات الاجتماعية وكذلك في شغل الوظائف بالمستقبل.
وقد وجدت الدراسات أن الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة بنسبة 60% للفصل من العمل، كما أنهم أكثر عرضة بـ3 مرات من زملائهم في العمل للاستقالة دون سابق إنذار.
لكن يمكن أن تكون بعض سمات (ADHD) نقاط قوة في الوظائف المناسبة؛ إذ تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعا واستقلالية وسرعة مقارنة بالآخرين. وقد تكون مهن مثل مهنة الفنانين ورجال الإطفاء والمدرسين والعاملين بمجال الإعلانات وأصحاب الأعمال الصغيرة مناسبة لمن يعانون من فرط الحركة.
الأعراض الأكثر شيوعا
الغفلة وغياب التركيز
لا تلاحظ الأمهات غياب تركيز طفلها إلا بعد الالتحاق بالمدرسة، حيث تنبهها المعلمة لقصور في تركيز الطفل أثناء تلقي الدروس أو طلب إنجاز مهمة أو نشاط محدد.
كذلك الأطفال المصابون بهذه الحالة فوضويون ويجدون صعوبة في الانتباه إلى التفاصيل والميل إلى ارتكاب أخطاء غير مبالين بأي قواعد، وقد يكون عملهم فوضويا ويبدو مهملا.
لديهم مشكلة في الاستمرار في حديث محدد ولا يميلون للاستماع للآخرين ولا يفضلون اتباع القواعد الاجتماعية.
يمكن تشتيت انتباههم بسهولة بأشياء بسيطة مثل أصوات تافهة أو أحداث عادة ما يتجاهلها الآخرون.
يجدون صعوبة في الانسجام مع الآخرين لأنهم لا يستطيعون قراءة مشاعر الناس وحالاتهم المزاجية.
منغمسون في أحلام اليقظة واهتماماتهم الخاصة.
فرط النشاط
قد يماطل الطفل ولا يكمل المهام مثل الواجبات المنزلية، أو ينتقل بشكل متكرر من نشاط غير مكتمل إلى آخر، ومن المؤكد أنه لن يستمر في الجلوس على المقعد لمدة تزيد عن ٣ دقائق.
يمتازون بكثرة التنقل والتململ الدائم وكثرة المشي والركض بصورة مرهقة للوالدين.
يجدون صعوبة في اللعب بهدوء أو ممارسة الهوايات الهادئة.
يقفزون على الأثاث ويواجهون مشكلة في المشاركة بالأنشطة الجماعية التي تتطلب منهم الجلوس بلا حراك؛ فعلى سبيل المثال قد يواجهون صعوبة في الاستماع إلى قصة.
الاندفاع
قد تشمل الأعراض ما يلي:
نفاد الصبر.
مواجهة صعوبة في انتظار دورهم أو تلبية احتياجاتهم.
التعجل في الرد ومقاطعة الآخرين.
يؤذون مشاعرهم لأنهم قد يتصرفون دون تفكير.
يمكن أن يؤدي الاندفاع إلى وقوع حوادث، مثل طرق الأشياء أو الاصطدام بالناس. وقد يقوم الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأشياء محفوفة بالمخاطر دون التوقف عن التفكير في العواقب، كالهروب من المنزل، أو الجري في الشوارع دون الانتباه لمخاطر الطريق أو التسلق وتعريض الحياة للخطر.
وتحدث العديد من هذه الأعراض من وقت لآخر لدى جميع الأطفال، لكن هذه السمات مستمرة لدى الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب على مدار اليوم وفي بيئات مختلفة؛ في المنزل والمدرسة أو لدى زيارة الأصدقاء.
لذلك إذا كانت هذه العلامات يعاني منها طفلك بصورة متكررة ومنتظمة فيجب استشارة المختصين، والتوجه إلى مختص نفسي ومختص أمراض المخ والأعصاب؛ من أجل التشخيص السليم وتحديد درجة إصابة الطفل بهذا الاضطراب، وكذلك التوجه إلى مختص تعديل سلوك الأطفال؛ لوضع خطة للسيطرة على تلك الأعراض بصورة صحيحة. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات