ينتظر الصائمون قدوم شهر رمضان لتناول الحلويات الشهية والأكثر شهرةً في هذا الشهر، للاستمتاع بمذاقها الرائع الذي تصعب مقاومته.
لكن على الرغم من طعم هذه الحلويات الشهي إلاَّ أنَّ الأطباء ينصحون بتناولها باعتدال، إذ إنَّ أكل كمية كبيرة تؤدي إلى زيادة حجم المعدة أو تأخير عملية الهضم، أو حدوث اضطرابات في معدلات السكر. فما هي الكمية الواجب تناولها؟ وهل من حلويات صحية يمكن الاستعانة بها عوضاً من تلك التقليدية الخاصة بشهر رمضان؟
تجنَّبها على السحور
"تؤثر الحلويات في الصحة وتختلف من شخص إلى آخر"، بحسب ما تشير إليه اختصاصية التغذية ناتالي دجابريان لـ"النهار"، "وغالباً ما يرتفع معدل السكري في الدم بعد الإفطار أكثر من المعدل الطبيعي حتى لو لم تكن هذه المأكولات تحوي سكراً. لذا، من الصحي، تناول الوجبة الأساسية على الإفطار، تليها بعد نصف ساعة الحلويات. ولا ينصح بأكل الحلويات مباشرة بعد الأطباق الرئيسة على الإفطار إذ يؤدي ذلك إلى اتساع حجم المعدة وحدوث مشاكل في عملية الهضم، والشعور بالنفخة وتغير معدل السكري ما يزيد من الجوع، ويدفع بالصائم إلى إعادة تناول أطعمة تحتوي على سكر بكمية أكبر. أما في ما يتعلق بمائدة السحور لا يجب أن تكون الحلويات الطبق الوحيد الذي يتمُّ تناوله، كالكنافة مثلاً، أو القطايف. بل يجب تناول فطور صباحي صحي يضمُّ كل المكونات الأساسية، وتتبعه الحلويات لاحقاً كنوع من المكملات".
لتحمي صحتك... تجنّب التنويع!
تؤكد دجابريان أنَّه "لا يجب تنويع أصناف الحلويات على مائدة الإفطار، إذ يؤدي ذلك إلى رغبة الصائم في تناول الحلويات كلها الموجودة على المائدة، وإصابته تالياً بنفخة أو توعك أو تعب. من هنا، ينصح بعدم تحضير أو جلب الحلوى بشكل يومي في شهر رمضان، والاستعاضة عنها بالفاكهة. وكما نعلم، تحتوي الحلويات العربية على السكر والزبدة والسمنة التي تُثقل المعدة. لذا، يمكن استبدال هذه المكونات بحبوب الذرة ودوار الشمس. أما في حال الضرورة يمكن وضع الزبدة في الحلويات ولكن بكمية قليلة جداً".
ولكن ماذا يجب أن تتفادى؟
تُعدد دجابريان الحلويات التي يفضَّل تجنبها أو التخفيف من تناولها في شهر رمضان:
- الكنافة: يُفضَّل تناولها من دون الكعكة، على أن تكون خالية من القطر أو السكر خصوصاً لمرضى السكري. ومن الصحي، تحضير الحلويات في المنزل والتحكم بالمقادير ونوعية المحتويات التي لا يجب أن تحوي مواد حافظة.
- المكسرات: يعتبر الفستق والجوز واللوز من المكسرات الصحية للجسم إذا ما تمَّ تناولها نيئة أو مشوية لا مقلية.
- القطر: التخفيف من القطر أو الاستعاضة عنه بسكَّر لايت.
- تفادي شراء الحلويات المقلية، والأفضل تحضيرها في المنزل مع تحديد كمية الزيت بملعقة واحدة.
- الاستعاضة عن الكريمة بالقرفة.
- تناول كمية قليلة من العسل على الرغم من أنه صحي إلا أنه يحوي الكثير من السكر وسعراته الحرارية مرتفعة.
- القطايف، النمورة، البقلاوة، حلاوة الجبن، البسكويت والراحة، عيش السرايا، الحلاوة، المشبَّك، تحوي كمية كبيرة من السكر، لذا، لا يجب الإكثار من تناولها.
من الصحي، تناول المهلبية أو الأرز بالحليب (لما يحويه من كالسيوم بروتيني يساعد على الشبع)، كما تعتبر السنينية من أفضل الخيارات لأنها تصنع في المنزل ولا يتمُّ إضافة كمية كبيرة من السكر إليها.
كذلك، يمكن تناول الكاستارد والبسكويت بالشوكولاتة التي يحبها الأطفال. وينصح بالشوكولاتة الداكنة أو الحلوة ويمكن تناول قطعتين منهما بين الإفطار والسحور.
ما هي الكمية الأمثل؟
بعد تناول وجبة الإفطار، من الممكن تناول الحلويات ولكن بكمية محددَّة، وتصنفها دجابريان كالتالي:
- "الأرز بالحليب: لا يجب تناول أكثر من كأسين منه.
- البقلاوة: لا يجب تناول أكثر من 4 قطع بين الإفطار والسحور.
- القطايف: لا يجب تناول أكثر من 4 قطع.
- البسكويت مع راحة: لا يجب تناول أكثر من 4 قطع بسكويت وإثنين راحة.
- نمورة أو عيش السرايا: لا يجب تناول أكثر من قطعة.
- على السحور لا يفضَّل تناول أكثر من قطعة واحدة، فالسحور عبارة عن فطور صباحي، ولا يجب اعتبار الحلوى فيه طعاماً أساسياً، بل مكمِّلاً له. لذا، ننصح الصائم بالاستعاضة عن الحلوى بحبة فاكهة أو عصير يحُضَّر في المنزل، أو تناول سلطة الفواكه شرط أن تكون خالية من السكر أو الكريمة". حسب موقع النهار
لماذا نتناول الحلويّات في شهر رمضان... وما هي أضرارها؟
لا يمر شهر رمضان من دون تناول حلوياته التي تتعدَّد أنواعها وأشكالها ومذاقاتها. وربما هذه الحلويات لها جزء من "طعم" هذا الشهر ونكهته، ومن دونها قد لا يشعر الصائمون، وحتى من لا يصومون، بواحدة من لذّات هذا الشهر الفضيل.
وكما يعرف الجميع، فإنّه غالباً ما يرتبط شهر رمضان بعدد من الأطباق، التي تتغيّر من بلد عربي إلى آخر، وبين البلاد ذات الغالبية المسلمة غير العربية. وبالطبع، تكون أطباق الحلويات هي "نجم السهرة" بلا منازع بين الإفطار والسحور. وخلالها يتمّ تناول الحلويات.
وتشرح اختصاصية التغذية، نعيمه بواب إبراهيم، أنّ "سبب رغبة الصائمين في تناول الحلويات بعد الإفطار أكثر من الأيام العادية، هو السبب في تحوّلها إلى عادة. فغالباً ما يشعر الصائم بالحاجة إلى السكر، ويطلب الحلويات كردّ فعل لرفع معدّل السكر في الدم، بعد هبوطه نتيجة الصيام لساعات طويلة".
وتضيف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الحلويات تؤمّن للجسم كميّة من السّكر يحتاجها لصناعة الطاقة والحيوية وصرفها خلال الصيام، وتعديل ما ينقص منه خلال ساعات الحرمان من السكر والطعام".
وتشرح أنّ "تناول الحلويات يرتبط بإحساس السعادة. فتناولها يفرز هرمون "الستيروتونين"، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والارتياح". هكذا يشعر الجسم بـ"المكافأة" على الصيام، من خلال "رشوة السكّر" الليلية. فمن الطبيعي تلبية حاجة الجسم.
لكنّ المشكلة تبدأ حين نذهب بعيداً في تناول الحلويات: "فعند الإكثار من تناول هذه الأصناف، وكونها غنية بالسكر، فهي بالتالي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، خصوصا تلك المشبعة.
فمعظم حلويات رمضان تكون محشيّة بالقشطة ومقليّة بالزيت أو بالسمن، وغالباً ما تكون مشبعة بالفطر". وتُضيف: "هذه الحلويات، إلى جانب أنّها سببٌ مباشرٌ لزيادة الوزن، يجب التنبه إلى الكمية المتناولة منها، كونها تزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، أبرزها السكري. وكمية الدهون الموجودة فيها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، بسبب رفعها معدّلات الكوليسترول في الدم". فضلاً عن أن تناول الحلويات يتسبّب في عسر الهضم، "لأنها تحتوي على كمية عالية من الزيوت والدهون، خصوصاً المشبعة كما أسلفنا، فهي تحتاج إلى وقت أطول لهضمها، وتناولها بعد الإفطار مباشرة يزيد من صعوبة الهضم، فيزيد، بالتالي، من المشكلة وبشعور التعب. لذا من الأفضل تناولها بعد ساعتين من الإفطار على الأقلّ، حتى يكون الجسم قد هضم وامتصّ حاجاته، عندها يستطيع القيام بوظائفه على أكمل وجه، ويقوم بعملية هضم وحرق الحلويات بطريقة أسهل وأسرع".
وتُنبِّه من خطورة تناول الحلويات الرمضانيّة بكثرة، لأنَّها أيضاً "غنيّة بالسعرات الحرارية. فمثلاً كل 100 غ من القطايف تحتوي على ما يُقارب 330 سعرة حرارية. وكل 100 غ من الكنافة بالجبن، تحتوي تقريباً على 356 سعرة حرارية. أمّا العثملية، فتصل كميّة السعرات الحراريّة فيها إلى ما يُقارب 370 سعرة حرارية. وحلاوة الجبن تحتوي على 320 سعرة حرارية على الأقلّ".
وتتابع نعيمة: "في المقابل تحتوي الفاكهة على كميّاتٍ قليلةٍ من السعرات الحرارية. فالحصّة الواحدة من البطيخ مثلاً، أي كوب ونصف الكوب منه، تحتوي فقط على 60 سعرة حرارية، وحبة الليمون فيها 60 سعرة فقط. و3/4 كوب من الكرز يحتوي على 60 سعرة حرارية، لذلك من الأفضل تناول الفاكهة كسناكات في شهر رمضان".
ولتجنب زيادة الوزن وإغراءات الحلويات الرمضانية، ولتلبية حاجات الجسم، يكمن الحلّ في عدم الإفراط في كمية الحلويات المتناولة، واعتماد الاعتدال في الكميات، إضافة إلى حصر الخيارات بالأحجام الصغيرة، وإدخال الفاكهة على قائمة السناكات الرمضانية، وعدم حصرها في الحلويات. فالفاكهة تمدّ الجسم بالسكريات التي يحتاجها وتُعدّل مستوى السكر، وتؤمّن الطاقة والنشاط. حسب موقع العربي الجديد
اضافةتعليق
التعليقات