تتحكم الغدة الدرقية بالتمثيل الغذائي في الجسم، حيث تخبره عن مدى سرعة العمل. وعندما لا تعمل الغدة الدرقية بشكل صحيح، فإن أنظمة الجسم لا تعمل بشكل صحيح أيضاً. ويؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسريع عمل أنظمة الجسم. أما الغدة الدرقية خاملة النشاط فتؤدي إلى بطء شديد في عمل أنظمة الجسم.
أما أحد الأسباب المحتملة لمشاكل الغدة الدرقية فهو وجود خلل في الجهاز المناعي. ويحمي الجهاز المناعي الجسم عادة من الأجسام الغريبة عبر صنع أجسام مضادة. لكن في بعض الأحيان، يصنع الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أجساماً مضادة تعمل ضد الأنسجة. وهذا ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية. ويتواجد نوعان من أمراض التهاب الغدة الدرقية بالمناعة الذاتية - مرض "غريفز"، والتهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو".
مرض "غريفز"
و"غريفز" مرض مناعي ذاتي يميل إلى الانتشار داخل الأسر. وغالباً ما يصيب النساء بين سن 20 و50 عاماً.
وعندما يُصاب الفرد بهذا المرض، يقوم جهازه المناعي بصنع الأجسام المضادة التي تحاكي هرمون TSH (هرمون الغدة الدرقية). وTSH هو هرمون الغدة النخامية الذي يتحكم في الغدة الدرقية. وعندما ينخفض مستوى هرمون الغدة الدرقية، يرتفع مستوى هرمون TSH، فتزيد الغدة الدرقية من انتاج الهرمون. أما عندما يرتفع مستوى هرمون الغدة الدرقية، فينخفض مستوى هرمون TSH، وبالتالي تتوقف الغدة الدرقية عن إنتاج الهرمون.
وترتبط الأجسام المضادة في هذا المرض بخلايا الغدة الدرقية، وتحفزها باستمرار لتكوين هرمونات. لذلك، تكون مستويات الدم لهرمون الغدة الدرقية مرتفعة جداً. ورغم المستوى المرتفع، إلا أن الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح على إنتاج المزيد من هرموناتها، لأن الأجسام المضادة تحاكي هرمون TSH.
وإلى جانب الأعراض المعتادة لفرط نشاط الغدة الدرقية، والشعور بالدفء والتعرق، وفقدان الوزن، والقلق، والعصبية، وحركات الأمعاء المتكررة، قد يعاني الأشخاص الذين يُصابون بمرض "غريفز" من مشاكل في العين مثل التهيج والاحمرار. وفي بعض الأحيان يمكن أن تتطور إلى حالة أكثر خطورة مع انتفاخ العينين ومشاكل الرؤية.
ويمكن لطبيبك استخدام اختبار الدم TSI، للبحث عن الأجسام المضادة التي تسبب مرض "غريفز". ويشمل علاج هذا المرض الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو اليود المشع أو الجراحة. وعادة ما يكون العلاج ناجحاً ويتحكم معظم الأشخاص بالمرض بسهولة.
التهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو"
مرض مناعي ذاتي يميل إلى الانتشار داخل الأسر. وهو أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال، وغالباً ما يحدث في منتصف العمر.
ويسمى التهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو" أيضاً بالتهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن أو التهاب الغدة الدرقية بالمناعة الذاتية. وعند الإصابة بهذا المرض، يقوم الجهاز المناعي بصنع الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية. ويسبب ذلك الالتهاب، ويتداخل مع قدرة الغدة الدرقية على صنع الهرمونات. ونتيجة لذلك، تنخفض مستويات هرمون الغدة الدرقية. وينتج جسمك TSH في محاولة لتحفيز الغدة الدرقية لصنع المزيد من الهرمونات.
وقد يستغرق ظهور الأعراض عدة سنوات. وغالباً ما تكون العلامة الأولى عبارة عن تضخم الغدة الدرقية. وهذا يسبب تورم في الرقبة، ويمكن أن يؤدي إلى صعوبة في البلع. وتشمل الأعراض الأخرى التعب، وزيادة الوزن، والشعور بالبرد طوال الوقت، والإمساك، وجفاف الجلد والشعر، ودورات شهرية غير منتظمة.
ويمكن لطبيبك استخدام اختبار الدم TPOab، للبحث عن الأجسام المضادة للغدة الدرقية التي تهاجم الغدة الدرقية. ويعالج الأطباء مرض "هاشيموتو" باستبدال هرمون الغدة الدرقية. والعلاج طويل الأمد هو فعال للغاية، إذا تم الالتزام به كل يوم. وقد يؤثر العمر والحالات الطبية الأخرى على كمية هرمون الغدة الدرقية التي تحتاجها. والعمل مع طبيبك سيبقي مرضك تحت السيطرة وستشعر أنك في أفضل حالاتك. حسب cnn عربي
مشاكل الغدة الدرقية: الأعراض والأسباب والعلاج
هل شعرت يوما بتعب كبير، وبدأ الشعر عندك يتساقط والجلد يجف أو يتقشر، وصرت تعاني من جوع مفاجئ أو زيادة أو نقصان في الوزن بشكل غير طبيعي؟ كل هذه الأعراض قد تكون إشارات لالتهاب الغدة الدرقية وخلل في عملها. فما الحل؟
تقع الغدة الدرقية أمام القصبة الهوائية وتحتوي على خلايا خاصة تدعى الخلايا الكيسية وظيفتها إفراز هرمونات الغدة. والغدة الدرقية هي من الغدد الصماء، أي أنها تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قناة. وهي تتحكم بعملية الأيض الحيوي المهمة لإنتاج الطاقة للجسم. وتعمل الغدة النخامية على إفراز هرمون (TSH) الذي يحفز الغدة الدرقية على العمل وإنتاج هرمون ثيروكسين.
ويشبه شكل الغدة الدرقية الفراشة، وهي حساسة جدا للإصابة بالأمراض. وعند إصابتها بخلل تتوقف عن إنتاج الهرمونات الضرورية لهذه العملية، كهرمون الثيروكسين (T4) وهرمون ثالث يود الثيرونين (T3) الذي يتحول إلى ثيروكسين في النسيج الجسمي.
ويقوم هرمون الثيروكسين (T4) وهرمون ثالث يود الثيرونين (T3) بزيادة مقدار الطاقة في الجسم والقيام بعملية الأيض الحيوي في الخلايا وتبادل السكريات والبروتينات والدهون وتنشيط الدورة الدموية وإتمام عملية الهضم الغذائي في المعدة، كما ذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية.
بالإضافة إلى ذلك تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورا مهما في نمو الجسم والتطور العقلي للإنسان وحتى قبل الولادة عندما لا يزال جنينا في بطن أمه، ولذلك يطلب الأطباء من المرأة الحامل إجراء اختبارات خاصة لمعرفة إن كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح أو لا؟
أولا: الإصابة بخمول الغدة الدرقية
الأعراض:
تختلف الأعراض من شخص لآخر، وذلك تبعا لحالة المريض وعمره ووزنه، وهناك بعض الأعراض الشائعة مثل:
التعب والشعور بالخمول والإعياء المستمر.
الشعور بالبرودة وعدم تحمل الجو البارد.
سقوط الشعر وجفاف الجلد وتقشره.
الإمساك المزمن، وزيادة الوزن غير الطبيعية رغم ضعف الشهية.
بطء النبض واضطراب في دقات القلب وتورم في العنق.
بطء في التفكير وعدم القدرة على الاستنتاج.
ضعف العضلات وعدم قدرتها على الحركة بشكل جيد.
الغدة الدرقية تقع أمام القصبة الهوائية.
العلاج:
علاج خمول الغدة الدرقية بسيط جدا وغالبا ما يكون عبر تناول حبوب بديلة لهرمون ثيروكسين لتعويض نشاطها. وحالة الخمول تعالج عادة عبر أخصائي أمراض الغدد الصماء وقلما تحتاج إلى تدخل جراحي.
ثانيا: فرط نشاط الغدة الدرقية
هناك سببان رئيسان لحدوث زيادة في إفرازات الغدة الدرقية وهما حدوث تكيسات أو أورام. والسبب الثاني هو الإصابة بمرض "جريفيز" الذي يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة ويسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
أعراض الإصابة بزيادة إفرازات الغدة:
ارتفاع كبير في نبض القلب.
ارتفاع ضغط الدم.
عدم الراحة النفسية.
فقدان الوزن.
التعرق غير الطبيعي.
الإسهال المستمر.
سقوط الشعر.
الكآبة وعدم القدرة على النوم.
العلاج:
العلاج يكون بأخذ أدوية تقلل من إنتاج هرمون ثيروكسين، كما تشمل الخيارات العلاجية الجراحة. حسب موقع الجزيرة نقلا عن دويتشه فيلله.
اضافةتعليق
التعليقات