باستطاعة الطبيب المُعالِج تشخيص مرض الحصبة طبقا للأعراض الواضحة التي تصاحب داء الحصبة، مثل الطفح، النقاط البيضاء ذات المركز الأبيض/ الأزرق الفاتح في داخل الفم في الجهة الداخلية من الخد، والتي تسمى أيضا نقاط كوبليك.
وقد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى فحص عينة من الدم حتى يتأكد من أن سبب الطفح هو داء الحصبة فعلا.
علاج الحصبة
لا يوجد علاج يساعد في التخلّص من داء الحصبة عندما يكون داء الحصبة في مرحلته الفعّالة. لكن، بالإمكان إعطاء الرضع غير الملقحين ضد الفيروس اللقاح بعد نحو 72 ساعة تقريبا من التعرض إلى الفيروس، بغية تزويدهم بالمناعة الضرورية ضد الفيروس.
النساء الحوامل، الأطفال والأشخاص ذوو جهاز المناعة الضعيف الذين تعرضوا لفيروس الحصبة يمكنهم أن يحصلوا على حُقن البروتينات (الأضداد) التي قد تساعد في محاربة الفيروس. اللقاح يدعى مصل مناعي على أساس الغلوبولين. هذه الحقنة تعطى على مدار 6 أيام من لحظة التعرض إلى فيروس الحصبة، إذ تستطيع هذه الأضداد أن تساعد في منع الإصابة بداء الحصبة أو تخفف من حدة الأعراض المرافقة لداء الحصبة.
إذا كانت الإصابة بمرض الحصبة مصحوبة بإصابة، أيضا، بعدوى جرثومية، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن، فقد يقرر الطبيب المعالج المعالجة بواسطة مضادات حيوية. أما الأطفال الذين يضطرون إلى الرقود في المستشفى من جراء الإصابة بمرض الحصبة سوف يتحسنون فور تناول دواء غني بفيتامين أ.
ولأن داء الحصبة معدٍ جدا، فإن عزل المصاب به يمكن أن يشكل إجراء علاجيا إضافيا في مواجهة داء الحصبة، إذ يتم عزل المريض لمدة تمتد من 4 أيام قبل ظهور الطفح وحتى 4 أيام بعد ظهوره، كما يفضل أن لا يعمل المصابون بالحصبة قرب أشخاص آخرين خلال هذه المدة الزمنية.
بالإضافة إلى ذلك، من المفضل أيضا أن يتم إبعاد المصاب بالحصبة عن الأشخاص المحيطين، مثل الأخوة والأخوات غير الملقحين ضد فيروس الحصبة.
الوقاية من الحصبة
التطعيم ضد داء الحصبة يعطى، بشكل عام، كلقاح مدمج في "تطعيم ثلاثي" يشمل، أيضا، لقاحين ضد مرضيّ الحصبة الألمانية / الحُمَيْراء والنكاف.
هذا اللقاح مكوّن من التركيبة الأكثر فعّالية ومأمونية لكل واحد من هذه التطعيمات. يتم إنتاج اللقاح عن طريق تناول الفيروس المسؤول عن نشوء مرض الحصبة من حنجرة شخص مصاب بداء الحصبة، وجعله يتكاثر في خلايا جنين الدجاج في المختبر.
عندما يُعطى فيروس الحصبة المجدد لطفل في إطار التطعيم الثلاثي، فإنه يتكاثر مسببا عدوى غير ضارة، حتى قبل أن يحاول الجهاز المناعي القضاء عليه. هذه العدوى غير الضارة تؤدي إلى تكوين مناعة ضد فيروس الحصبة لدى 95% من الأطفال لمدى الحياة.
ولكن، من المفضل إعطاء وجبة ثانية للقاح مرّة ثانية لكي يتم تطعيم الآخرين (الـ 5%) الذين لم يكوّنوا مناعة في التطعيم الأول، ولتحفيز جهاز المناعة ضد داء الحصبة لدى الـ 95% الآخرين.
وفي هذا السياق، قالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن بيانات أولية إن عدد حالات الحصبة في جميع أنحاء العالم ارتفع في الربع الأول من 2019 نحو أربعة أمثال ما كان عليه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان إنه تم تسجيل ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض في كل المناطق. وناشدت المنظمة زيادة نطاق التطعيم. ومرض الحصبة شديد العدوى ويمكن أن يودي بحياة طفل أو يصيبه بالعمى أو الصمم أو بتلف في المخ ولكن في نفس الوقت يمكن الوقاية منه.
وقالت المنظمة في تقرير ”خلال الشهور الأخيرة، كانت هناك زيادة في حالات الإصابة في دول تشهد عمليات تطعيم على نطاق واسع ومن بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وتايلاند وتونس فيما انتشر المرض بسرعة بين تجمعات من الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم“.
اضافةتعليق
التعليقات