إذا كان ارتفاع درجة حرارة الجسم هي وسيلته لمحاربة العدوى، هل يجب عليَّ إذاً تجنب تناول الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول وأيبوبروفين؟.
الجواب: يُرجِّح أفضل جواب عن السؤال أنّ تناول خافضٍ للحرارة كالباراسيتامول أو الأيبوبروفين لعلاج الحمى ليس ضاراً ولا مفيداً، حسب تقرير لصحيفة صحيفة The New York Times الأميركية.
طوّرت الحيوانات، منذ مئات الملايين من السنين، الحُمى على أنَّها استجابةٌ تَطَوُّرِية من الجسم للعدوى. وأدى الوعي بهذه الظاهرة إلى ظهور مدرستين متميزتين في التعامل معها لكنهما متعارضتان. ترى إحداهما أنَّ ارتفاع درجة الحرارة ردُّ فعلٍ طبيعي من الجسم على العدوى، لذا ينبغي على الشخص ألّا يتدخل في ذلك. أما المدرسة الأخرى فتعتبر ارتفاع درجة الحرارة نتيجةً ضارة محتملة ناجمة عن العدوى، لذا ينبغي على الشخص كبحها لتقليل المضاعفات التي قد تنتج عنها.
تتمتع نظرية "الحرارة الصحية" بتاريخٍ مُشوِّقٍ
ففي حقبة ما قبل استخدام المضادات الحيوية، أوائل القرن العشرين، كان الأطباء يصفون للمريض علاج "البيوثيرابي"، وهو علاجٌ برفع درجة حرارة الجسم، كعلاجٍ لحالاتٍ مختلفةٍ بدايةً من مرض الزهري وحتى الحمة الروماتيزمية. وكانوا يستخدمون طُرُقاً عديدةً لرفع درجة حرارة المريض إلى ما بين 39.4 و41.6 درجة مئوية، (ودرجة حرارة الجسم الطبيعيّة هي 37ْ) لكن بغض النظر عن تصوَّر أيُّ شخصٍ أنَّ هذه العلاجات كانت مفيدة، فإنَّ تلك الدراسات أُجريَت قبل عصر المنهجية الإحصائية الحديث في إجراء البحوث. وربما يكون أكثر تعليقٍ دلالة على قيمة البيوثيرابي المحدودة هو السرعة التي هُجرت بها هذه الطريقة بعد بدء استخدام البنسلين.
هل الحمى تُحسِّن من أداء الجهاز المناعي؟
ومع ذلك، فأنصار فكرة فوائد الحمى مستمرون في الإشارة إلى نتائج مشجعةٍ لدراساتٍ تجريبيةٍ صغيرة. وتُرجِّح هذه الدراسات أنَّ الحمى قد تُحسِّن من أداء الجهاز المناعي، وتقتل البكتريا، وتساعد في تحسين فعالية المضادات الحيوية. ويُحاجج أنصار الفكرة أيضاً بأنَّ هناك أدلة محدودة على أنَّ الحمى في حد ذاتها – حتى وإنَّ كانت مرتفعة الحرارة – ضارة.
في العام 1997، قادت هذه المعلومات إلى تجربةٍ كبيرة عشوائية مقارنة بإعطاء عقار الأيبوبروفين لمجموعة من المرضى وإعطاء مجموعة أخرى دواء وهمياً أُجريت على 455 مرضى مصابين بإنتان وهي عدوى مهددة للحياة. وفي هذه الدراسة فشل الأيبوبروفين في منع تفاقم حالات الإنتان، وفشل في خفض خطر التعرض للموت. في العام 2015، نُشرت الدراسة الأوسع نطاقاً إلى وقتنا هذا، إذ أجرى باحثون في أستراليا ونيوزيلاندا تجربةً عشوائيةً مقارنة بإعطاء عقار الباراسيتامول لمجموعة من المرضى وإعطاء مجموعة أخرى دواء وهمياً تضمنت 700 مريض حالتهم حرجة ويعانون من من الحمى. ولم يجدوا اختلافاً في عدد الأيام التي احتاجها المرضى في العناية المركزة، ولا كذلك في احتمالات الوفاة بعد 90 يوماً.
لكن، ارتفاع الحرارة ضار أيضاً
يكون الارتفاع الشديد في درجات الحرارة للإنسان سبباً في متاعب صحية شديدة الخطورة، ويقوم جسم الإنسان بالتعامل مع هذه الحرارة الشديدة عن طريق إفراز العرق، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن لا يكون هذا الرد من الجسم كافياً للتخلص أو التخفيف من حدة هذه الحرارة، وحدوث الارتفاع الشديد في درجة الحرارة لجسم الإنسان يكون سبباً في تهديد المخ وجميع الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان بالخطر، وخاصة لدى كبار السن، والأطفال، ومرضى القلب.
إذن، متى ينبغي عليك الانتظار قبل تناول الأدوية الخافضة للحرارة؟
ربما يكون من الآمن الابتعاد عن تناول الأدوية الخافضة للحرارة في الوعكات الطفيفة. من ناحيةٍ أخرى، فمع إثبات التجارب السريرية الدقيقة أن هذه الأدوية لا تؤدي إلى نتائج اسوأ، فلماذا لا تُسهَّل الأمر على نفسك؟ لكن إذا استمر ارتفاع الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام عليك زيارة طبيب، أو إذا صاحب ذلك أعراض أخرى مثل الصداع والغثيان والألم والطفح الجلدي وغيره، وإذا كان المريض كبير السن أو طفلاً أو مصاباً بأمراض السكري والرئتين فإن زيارة الطبيب واجبة
علاجات طبيعية لارتفاع الحرارة
يمكنك أيضاً تجربة العلاجات الطبيعية لارتفاع الحرارة، وأهمها:
شرب الماء لتجنب الجفاف وفقدان الماء الذي يسببه ارتفاع الحرارة.
استخدام كمادات الماء البارد خاصة على الجبهة.
الراحة والنوم الكافي، والتخفف من الملابس الخانقة.
تنظيم الطعام وتجنب الأطعمة الثقيلة وتناول الخضراوات والشوربات الصحية. حسب عربي بوست.
اضافةتعليق
التعليقات