يعتبر استخدام النظارات الطبية الحل الأنسب والأكثر أماناً للأشخاص الذين يعانون مشاكل في النظر، كمشكلة طول النظر أو قصر النظر أو السوائل في العين.
وتوجد خيارات علاجية أخرى كالعدسات اللاصقة أو العمليات الجراحية الخاصة بتصحيح النظر في الحالات المتقدمة.
ولكن السؤال: كيف كان يتعامل ضعاف البصر قديماً في ظل عدم وجود النظارات الطبية؟
حاول البشر قديماً وقبل اختراع النظارة، أن يتأقلموا مع مشاكل البصر.. فلم يكن الناس قديماً يقودون السيارات ولم يتوجب عليهم رؤية الإشارات أو الاعتماد في عملهم على استخدام الإنترنت كما هو الحال بمجتمعنا الحالي.. ولم يكن هناك تلفاز أومواقع تواصل اجتماعي أو ألعاب فيديو جيم تحتاج منهم رؤية قوية.
كانت هناك وظائف لا تعتمد على حاسة النظر، تمكن ضعاف البصر من أن يكون لهم قيمة معينة، مثل وظيفة المؤرخين الشفويين والموسيقيين والقيام برواية القصص.
ولم يكن ضعاف البصر يمارسون المهن التي تعتمد على الرؤية كالصيد وغيرها.
لم تكن القراءة شائعة قبل عام 1700 قديماً، فقد كانت الكتب مصنوعة باليد ونادرة جداً، ويقرأها أشخاص محددون وليس عامة الشعوب، حتى بعد أن تم اختراع الطباعة كانت الكتب المتاحة أكثر سهولة، ولكن لا تزال نادرة للرجل العادي.
وقديماً، قبل اختراع النظارة، كانت الأمية منتشرة في المجتمعات التي كانت تميل إلى ممارسة الزراعة والرعي وقطف البذور والثمار، فلم تكن المهام الحياتية المطلوبة قديماً تشكل عائقاً كبيراً للغاية. أما ضعاف البصر، حيث كانت أعمالهم بسيطة بصفة عامة؛ ولذلك لم يكن هناك حاجة لنظر قوي للتحقق من وضع الدجاج للبيض أو للتعرف على الأبقار أو لطهي الطعام، أو لحراثة الحقل، أو أي شيء آخر حقاً. أما ضعاف البشر الذين لديهم طول نظر، فكانوا يجدون -بلا شك- صعوبة أكبر في القيام بهذه الأشياء.
زد على ذلك أن البصر يميل إلى التدهور مع مرور الوقت وتقدم الناس في السن؛ ولذلك فقد كانت الأنشطة الهامة، مثل الصيد والقتال في الحروب، تعتمد بشكل كبير على الشباب.
كيف كان ضعاف البصر يواجهون المخاطر؟
كانت المشكلة الكبيرة في عدم قدرة ضعاف البصر في الدفاع عن أنفسهم من هجوم الحيوانات المفترسة.. فعند اقتراب أي حيوان أو أي خطر يداهمهم يكونون في وضع لا يحسد عليه، وقد لا يدركون الأمر إلا بعد فوات الأوان.
وبالتأكيد، كلما زادت مشاكل البصر زادت المشاكل التي يواجهها ضعاف البصر وازدادت المعاناة والمخاطر التي يتعرض لها هذا الشخص.
اختراع النظارات:
تعود صناعة النظارات الطبية لعام 1280م، وكان أوّل من صنعها الفيزيائي الإيطالي سالفينو دويلي أرماتي.
تعرّض هذا الفيزيائي في أثناء قيامه ببعض تجاربه العلمية لضرر شديد في عينيه، أفقده القدرة على رؤية الأشياء بوضوح فصمّم زوجاً من العدسات الزجاجيّة، مكنتاه من الرؤية بشكل أوضح، لينتشر اختراعه في إيطاليا كلها.
ونشر عالم الفلك والبصريات الألماني كبلر سنة 1604 أول دراسة علمية عن كيفية قيام العدسات المحدبة والمقعرة بعلاج قصر أو طول النظر.
كانت نظارات ذلك العصر تثبت فوق الأنف بدون ذراعين أو تثبت بواسطة رباط يدور فوق الرأس ويثبت بواسطة القبعة إلا أن أول نظارة تثبت بذراعين فوق الأذنين ابتكرت سنة 1727. حسب هاف بوست.
اضافةتعليق
التعليقات