أشار الباحثون إلى أن الفوائد كانت أكبر لدى الأشخاص الذين استخدموا البخاخات بشكل منتظم نحو ست مرات في اليوم، وأن المرضى الذين استخدموا بخاخات الأنف كانوا أقل عرضة لاستخدام المضادات الحيوية مقارنة بالذين يتلقون الرعاية المعتادة.
وفقاً لأكبر تجربة من نوعها فإن استخدام بخاخات الأنف عند ظهور أولى علامات التهاب الحلق أو السعال أو الزكام أو الإنفلونزا يمكن أن يمنع تطور الأعراض ويعزز سرعة الشفاء.
وبحسب ما أظهرت بيانات حوالى 14 ألف بالغ فإن بخاخات المحلول الملحي وبخاخات تركيبة الجل التي تباع من دون وصفة طبية، قللت عدد أيام الإصابة بأمراض الجيوب الأنفية والصدر والإنفلونزا ونزلات البرد بنسبة تصل إلى 20 في المئة.
وأشار الباحثون إلى أن الفوائد كانت أكبر لدى الأشخاص الذين استخدموا البخاخات بشكل منتظم نحو ست مرات في اليوم، وأن المرضى الذين استخدموا بخاخات الأنف كانوا أقل عرضة لاستخدام المضادات الحيوية مقارنة بالذين يتلقون الرعاية المعتادة.
وأكد الفريق أن نتائجهم قد تمثل طريقة بسيطة واقتصادية لمنع الأشخاص من الإصابة الشديدة بالتهابات الجهاز التنفسي.
أستاذ بحوث الرعاية الأولية من جامعة "ساوثمبتون" البروفيسور بول ليتل الذي قاد التجربة، ذكر أنه "بناء على هذه النتائج نوصي باستخدام بخاخات الأنف، خصوصاً للمعرضين لأخطار أعلى من الإصابة بالعدوى أو الذين يعانون الإصابات المتكررة، وهو إجراء فوري يتخذ لحظة ظهور أول علامات السعال أو التهاب الحلق أو أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا لمنع تطور الأعراض بصورة كاملة، كما ننصح باستخدام البخاخات بشكل وقائي بعد التعرض المباشر لأشخاص مصابين بالعدوى".
ولغرض الدراسة التي مُولت من قبل "المعهد الوطني للبحوث الصحية" National Institute for Health and Care Research (NIHR)، ونشرت في مجلة "لانسيت للطب التنفسي" Lancet Respiratory Medicine، فقد جمع الباحثون بيانات من 13799 مريضاً مسجلين في 332 عيادة طبيب عام، وكان جميع المرضى إما لديهم مشكلة صحية قائمة أو سبق لهم وأصيبوا بالتهابات الجهاز التنفسي أو كانوا عرضة للإصابة بالعدوى.
وبصورة عشوائية اُختير المرضى لتلقي إما بخاخ بتركيبة الجل للأنف "فكس فيرست ديفنس" Vicks-First-Defence أو بخاخ المحلول الملحي، أو استخدام مصادر عبر الإنترنت تقدم دعماً للأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي في مجالات التمرين البدني ومستويات التوتر.
وفي الدراسة قارن الباحثون البخاخات بالرعاية المعتادة التي تشمل استشارات "هيئة الخدمات البريطانية" (NHS) حول كيفية إدارة الأمراض التنفسية، وأظهرت البخاخات أنه تقلص عدد أيام المرض بنسبة تصل إلى 30 في المئة.
وفي الأثناء أشار الفريق إلى أن النصائح عبر الإنترنت لإدارة التوتر وممارسة التمارين الرياضية أسهمت في خفض انتشار العدوى بنسب متواضعة تصل إلى خمسة في المئة.
وأضاف البروفيسور ليتل أن "نتائجنا تشير إلى أن بخاخات الأنف تعمل بفعالية كبيرة في تقليل مدة وشدة الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي وتقليل التأثير في الأنشطة اليومية، وهذا أمر بالغ الأهمية وبخاصة في ظل الارتفاع المعتاد في حالات الإصابة خلال فصل الشتاء في المملكة المتحدة".
واستطرد، "قد يكون هذا الاكتشاف المهم للتقليل من استخدام المضادات الحيوية، ويمكن أن يكون أيضاً مهماً بصورة كبيرة في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية التي تعتبر واحدة من أكبر التحديات الصحية في عصرنا الحالي".
من جانبها قالت أستاذة علم النفس الصحي في جامعتي "بريستول" و"ساوثامبتون" لوسي ياردلي التي قادت الجزء المتعلق ببخاخات الأنف في الدراسة، إن "تحليلاتنا تشير إلى أن الفوائد كانت أكبر عندما استخدم الأشخاص البخاخات بشكل متكرر، إذ نصحنا بستة استخدامات يومياً عند ظهور أول علامات نزلة برد، لكن كثيراً من الأشخاص في الدراسة لم يستخدموا البخاخ بذلك التواتر". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات