التشتت الذهني هو حالة من عدم القدرة على التركيز لإنجاز مَهمّة ما، قد يكون ناجمًا عن عوامل مختلفة، منها ما يرتبط مع التقدُّم في السن ومنها ماله صِلة بالتوتر والقلق، أو استخدام أدوية معيّنة، يمكن التخلُّص من التشتت الذهني باتباع نصائح تساهم في رفع قدرة الفرد على التركيز وتحسين مستوى أداؤه لأعماله.
وبالرغم من كون التشتُّت الذهني (Distraction) أمرًا قد لا يُعيره الناس اهتمامًا بالغًا، إلا أنّ له تأثيرًا لا يمكن إغفاله في حياة الإنسان، وطبقًا لما أقرّه مركز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC) فإن التشتُّت الذهني بانشغال السائق بكتابة رسالة نصيّة أو استغراقه بالتفكير بأمرٍ ما مثلًا يُعدّ أبرز العوامل المُسبّبة لحوادث الطرق، التي قد تُودِي بحياة الأفراد.
وتختلف أنواع المُشتتات من شخصٍ لآخر، فقد تُقسَم إلى:
مُشتتات داخلية: تسيطر على البعض في هذه الحالة مجموعة من الأفكار الناجمة عن القلق حِيال أمرٍ ما، ما يسلبهم قدرتهم على التركيز فيما يستوجب عليهم فعله.
مُشتتات خارجية: يُواجه البعض الآخر صعوبة في تجنُّب مصادر التشتيت المُحيطة بهم، مثل الضوضاء وغيرها، ما يُعيق قدرتهم على التركيز في أعمالهم. أعراض التشتت الذهني قد يؤثر التشتت الذهني سلبًا في إنتاجيّة الأشخاص الذين يُعانون منه، سواءً في الدراسة أو العمل، وغالبًا ما يواجه الشخص الذي يعاني من التشتت الذهني مجموعة من الأعراض:
- مواجهة صعوبة في أداء المهام اليومية. صعوبة التفكير بوضوح، ومن ثم عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- عدم القدرة على تَذكُّرِ أماكن الأشياء، ومن ثم تكرار فقدان الكثير من المتعلقات. ضباب الدماغ، عدم صفاء الذهن، ومشاكل في الذاكرة والتركيز.
- فقدان القدرة على التركيز لدى التواجد في أماكن بعينها، أو خلال أوقات معينة من اليوم. فقدان الطاقة البدنية والعقلية على التركيز.
- عدم القدرة على تذكُّرِ أحداث تمّت مؤخرًا.
- مواجهة صعوبة عند أداء المهام المعقّدة.
- تكرار الأخطاء.
- صعوبة الالتزام بالمواعيد الهامة، مثل مواعيد الاجتماعات في العمل، أو المواعيد المُقرّرة لإنجاز مهام معينة.
- التَّملمُل وعدم القدرة على الجلوس ساكنًا.
وكثير مايواجه هذه المشكلة طلاب المدارس والجامعات، وذلك نتيجة عدة أسباب، مما يؤدي انخفاض معدل التحصيل الدراسي، وعدم القدرة على استيعاب بعض المعلومات الدراسية، أو تذكر بعض المعلومات السابقة، وتطور هذه الحالة يؤدي للإصابة بالزهايمر، وبالتالي فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين، وتتعدد مشتتات التركيز أثناء المذاكرة في مرحلة المراهقة؛ مما يقلل من المعلومات التي يتم تحصيلها خلال جلسات الدراسة، أو جعل فترة الدراسة أطول؛ مما يُدخل الطالب في حالة ملل من المذاكرة.
ولتجنب التشتّت أثناء المذاكرة، هناك عدة طرق ذكرها موقع «reach out»:
1- فهم مستويات الطاقة لتحسين التركيز
تشير الدراسات إلى أنه من المرجح أن يحافظ الأشخاص على ذروة تركيزهم لمدة من ساعة إلى ساعتين في المتوسط على مدار اليوم.
بالنسبة لمعظم الناس؛ فإن أفضل وقت للتركيز هو الصباح، بالنسبة للبعض الآخر يكونون في ذروة تركيزهم أثناء وقت متأخر من الليل؛ لهذا لا بد من فهم ما هي الأوقات التي تمثل ذروة التركيز لكل شخص.
- تدريب الدماغ
للمساعدة في تجاهل مشتتات التركيز، يمكن لبعض تدريبات الدماغ أن تحدث فرقاً كبيراً، تقنية ABC هي طريقة مجربة أشاد بفعاليتها كثير من الناس وهذه الطريقة هي .
«A» تمثل الوعي - إدراك ما هو الإلهاء.
«B» تعني التنفس العميق - حان الوقت لإبطاء التنفس والتفكير في خياراتك.
«C» تمثل الاختيار كيف يمكن التعامل مع الإلهاء، إما عن طريق تجاهله، أو عن طريق التفكير في المشتتات لإبعادها عن طريق التركيز.
هذه الطريقة تعد شكلاً من أشكال التأمل، يمكن أن يحقق نتائج رائعة لبعض الأشخاص، ولكن قد يجدها آخرون صعبة.
- تعرّف على الفرق بين العمل والاسترخاء
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الطلاب يتشتت انتباههم بسهولة أثناء وقت الدراسة، هو أنه لا يوجد فرق تقريباً بين الوقت والمكان الذي يؤدون فيه واجباتهم المدرسية، والوقت والمكان الذين يسترخون فيه.
إذا كنت معتاداً على الدراسة على الأريكة أو في السرير؛ فقد يكون من الصعب الشعور بالتركيز؛ لهذا يجب إعداد مساحة دراسة مخصصة للاستخدام فقط في أوقات المذاكرة الخاصة بالامتحان.
- تقليل الوصول إلى الهواتف المحمولة والأجهزة
تعد تنبيهات التطبيقات من أكثر مشتتات التركيز أثناء وقت المذاكرة؛ لهذا يجب الحرص في بداية كل جلسة دراسة، على إبقاء الهواتف في وضع صامت - ويفضل أن يكون بعيداً عن الأنظار.
- إيقاف تشغيل الوصول إلى الإنترنت
قبل بدء الدراسة والمذاكرة، يعد إيقاف الوصول إلى الإنترنت طريقة ذكية أخرى لتقليل التشتيت، رغم أن بعض طرق الدراسة حالياً تعتمد على الإنترنت، إلا أنه عند وقت المذاكرة لا بد من إيقاف الإنترنت.
- سماعات الرأس
حتى إذا لم تكن بيئة الدراسة صاخبة؛ فإن وضع سماعات الرأس التي تمنع الضوضاء لها مفعول السحر على تحسين التركيز والابتعاد عن المشتتات؛ فإنها في كل الأحوال تحسن التركيز.
- إتاحة الأدوات
يعد إعداد قائمة بكل احتياجات المذاكرة حتى يمكن توفيرها لتصبح في متناول اليد من أجل جلسة دراسة فعالة، قد يشمل ذلك الأقلام وأقلام الرصاص والمساطر وورق القصاصات ومشابك الورق وورق الملاحظات اللاصقة وأقلام التحديد الملونة.
كذلك يجب توفير مياه باردة ونقية وبعض الوجبات الخفيفة السهلة مثل: الفواكه المجففة والمكسرات أو الفاكهة الطازجة.
إضافةً الى ذلك حافظ على الاستمرارية فيما تقوم به باستخدام تقنية "كن هنا الآن". متي شعرت بأن انتباهك قد بدأ بالتشتت فتوقف وقل لنفسك "كن هنا الآن" قد تضطر لفعل ذلك مرات عديدة، لكنك ستذكّر نفسك دائمًا بطريقة لطيفة بأنك تحتاج للتركيز على المهمة التي بين يديك.
إذا فعلت ذلك باستمرار فسوف تلاحظ أنك تقلل شيئًا فشيئًا من الوقت الذي تمضيه مشتت الذهن. وتجاهل عوامل التشتيت بمجرد ملاحظتك لها. لنقل إنك تحاول المذاكرة في إحدى المكتبات لكن ذهنك يتعرض للتشتت باستمرار من جرّاء قيام أحدهم بالكتابة على هاتفه.
ارصد ذلك الفعل الذي يشتتك ثم أخبر نفسك بأنك ستتغلب عليه، وفي المرة القادمة التي يحدث فيها ذلك الأمر احمل نفسك على ألا تنظر نحوه. استمر بفعل ذلك في كل مرة يحدث فيها ذلك الفعل الذي يشتتك، فما سيحدث في نهاية المطاف هو أنك لن تلاحظ ذلك الفعل مجددًا.
ومن الطبيعي أن تشعر بالرغبة في التسويف وتأجيل المهمات الأكثر صعوبة وإزعاجًا بالنسبة لك. يكون مستوى طاقتك في أعلى مستوياته في بداية وقت المذاكرة، لذا يُعد من الأفضل في الواقع أن تبدأ بالأشياء الأكثر صعوبة وأن تؤجل الواجبات الأسهل بدلًا منها. سوف يحافظ ذلك على تركيزك عاليًا اذاً عندما تكون في أمسّ الحاجة إليه. وقد تمتلئ الحياة بالمشاغل حقًا، لذا لا يعد من قبيل المفاجأة أن تجد أنك منشغل عن المذاكرة بفعل أفكار تخطر ببالك عن كل شيء آخر. بدلًا من التظاهر وكأن كل هذه الاحتياجات لا وجود لها، عليك أن تمنح نفسك متنفسًا. أمض 5 دقائق في التفكير حول كل ما يجول بذهنك، لكن عليك بعدها أن تخبر نفسك بأن الوقت قد حان للتركيز على المهمة الأساسية، ألا وهي المذاكرة.
اضافةتعليق
التعليقات