استقبلت الحاجة ام لؤي (كنتها) بالزغاريد والتصفيق والصلوات حينما علمت بحملها المرتقب الذي طال انتظاره تسعة اعوام فكانت فرحتهم بقدوم الحفيد لا توصف وقد تكررت طقوس بهجتهم بعد شهور حينما علموا ان المولود ذكر .
لقد كان الاحتفال آنذاك يقتصر على هذه الفعاليات البسيطة تتخللها الصلوات والشكر لله على النعمة التي اقر بها اعينهم بعطاياه لهم بالذرية.
الا ان السنوات الفانية غيبت تلك الفعاليات لتستحدث بحفلات ذات طابع غربي لا تمت لمجتمعاتنا العربية الاسلامية البعض يراها حفلات اسراف والاخر يجد بأنها مبالغ بها فلا بأس بها ان كانت تقتصر على المقربين وبدون نقلها على منصات التواصل فهي مناسبة خاصة لا تستدعي الجلبة.
(بشرى حياة) تأخذنا بسياحة اجتماعية للاطلاع على آراء المشاركين معنا بهذا الجانب:
الحرم المقدس
تستذكر هناء جاسم المسلماني/ تدريسية طقوس حملها قائلة:
فقدت جنيني الاول بعد زواجي بخمسة شهور وحينما انهيت السنة الاولى من زواجي كتب الله لي الحمل مرة اخرى ولشدة فرحتي قررت انا وزوجي الذهاب الى الحرم المقدس لأداء مراسيم الزيارة والدعاء بحفظ الطفل وان لا اخسره مرة ثانية وان ينشأ مباركا محبا للخير .
كان ذلك نوعا مبسط لاحتفالنا انا وزوجي الذي اقتصر بيننا وبين الامام الحسين (عليه السلام) وبعد ما مضت الشهور الاولى للحمل واستقر الجنين في جوفي وتأكدت من سلامته اخبرت ذويي بحملي ليشاركوني فرحتي.
واضافت: بهذه المراسيم انجبت ثلاثة اطفال وارى انها اجمل المراسيم والمحببة الى قلبي وقد كنت حريصة على توثيق صورهم منذ اليوم الاول لهم كما اني واكبت الحضارة الالكترونية ولكن بطريقتي حيث كنت افتح لكل طفل حساب خاص على منصة التواصل لأوثق صورهم بالتسلسل من باب التسلية والفرحة بهم كفيدوهات قصيرة حينما يخطوا اول خطواتهم او حينما بدأوا التكلم بأول كلمة (بابا) او (ماما) او ارتيادهم اول يوم للروضة مثل مشاركاتهم بمجاميع الرسم والرياضة والالعاب وحفلة تخرجهم، واول يوم انتقالهم الى الصفوف الاولية وذهابهم الى المدرسة و غيرها من النشاطات الاخرى.
التمسك بتقاليدنا
وترى امل رميض/ موظفة ان هذه الحفلات امست للتباهي اكثر من التعبير عن فرحتهم بالمولد نفسه، فلا داعي لهذا الابتذال والتصنع والابتعاد عن اعرافنا وتقاليدنا الاسلامية اذ يمكننا ان نحتفل بطرق متحضرة ايضا ولكن تشبهنا يمكننا ان نقيم محفل ديني او بما يسمى (مولد) وسيكون افضل بكثير من تشغيل الاغاني الراقصة والطرب معها، فضلا عن جلسات التصوير التي هي بحث اخر اذ يمكن ان تقتصر على المولود بعد ولادته ولا داعي لتصوير مراحل الحمل وصور الايكو (السونار).
ختمت حديثها: ربما لا يحبذ البعض ما ذكرت اعلاه ولكني ارى ان هذه الحفلات دخيلة ويجب علينا التمسك بتقاليدنا.
بيبي شور
وشاركتنا سهير عبد العباس/ مهندسة قائلة:
إن حفلات بيبي شور اوما تسمى بحفلة (الإعلان عن جنس الجنين) انتشرت مؤخرا بين الاوساط الاجتماعية النسوية حيث تهتم بها بعض النساء بشكل مفرط وتحرص على تجهيز الاحتفال بشراء قوالب الحلوى والهدايا لمن ينجحون بتخمين نوع الجنين وسط تصفيق صاخب وهتافات وتلوين بعض الزينة بألوان خاصة ترمز ان كان المولود المنتظر ذكراً او انثى وغير ذلك من الفقرات التي تتخلل الحفل.
كما تنفق على هذه الحفلات مبالغ مالية كثيرة، لحفلة لا ارى لها حاجة والهدف منها هو التباهي بنشر الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى النقيض من سهير تقول تقى عامر/ طالبة جامعية:
لابأس بهكذا حفلات فنحن جيل اخر يجب ان نواكب الحداثة ولكن بالحد المعقول الذي يناسب اعرافنا الاجتماعية وقد حضرت مؤخرا هكذا احتفال لصديقتي وكانت اجواءها مناسبة بعيدة عن البهرجة والمبالغة وقد اقتصر الحفل على عائلتها واسرة زوجها وصديقاتها المقربات.
رؤية اجتماعية
وحول حفلات كشف الجنين وتأثيرها على المجتمع شاركتنا الاستشارية زينب الحربي من مركز الارشاد الاسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة قائلة:
انتشرت في أوساط العوائل العراقية في الآونة الأخيرة ظاهرة يقوم بها الوالدين وهي اقامة حفلة لكشف نوع الجنين أمام الأهل والأقارب و امام المتابعين من الجانب الالكتروني، اذ أصبحت هذه الحفلات تقام وتعلن للجميع وتقوم الام بتحضير الملابس والحلوى المناسبة لهذه الحفلة وتحضير ادوات التصوير وهذا الاهتمام الزائد بهذه المناسبة بعض الاحيان يترك جانبا سلبيا على بعض الوالدين وبعض المشاركين لهذه الحفلة منها على سبيل المثال يكون احدى الحاضرين او المتابعين من خلال المواقع الإلكترونية متزوجين لا يمتلكون اطفال ويبدئ الزوج بذم الزوجة او الزوجة تذم الزوج لعدم الانجاب وحرمانها من الأمومة او العكس حرمانه من الابوة بسبب مشاهدتهم لهذه الحفلة، او غضب أحد الزوجين على نوع الجنين بسبب انه يريد ذكرا والام تريد بنتا، او رفض أحد من اهل الزوج او اهل الزوجة على نوع الجنين وتصبح مشكلة فيما بينهم .
واحيانا تثير هذه الحفلة غيرة إحدى الحضور من الامهات او المشاهدين لها من خلال منصات التوصل الاجتماعي فتريد ان تطبقها عندما تصبح حاملا والوضع الاقتصادي لا يسمح مما تتسبب بمشاكل مع الزوج وذلك لضعف الجانب الاقتصادي .
واضافت الحربي: كما هناك بعض السيدات تصر على تطبيق ما شاهدته في حفلة كشف الجنين من غير مجتمع على حفلة كشف الجنين الخاص بها وذلك يكون مخالفا للعادات والتقاليد الخاصة للمجتمع الذي تكون فيه ولا ننسى بالذكر غياب الواعز الديني بهذه الحفلات وعدم الاهتمام بخصوصية الوالدين .
ختمت حديثها: ان اقامة مثل هكذا حفلات تدعو الامهات الى زيادة التباهي والفخر وينافسن بالصرف المادي وكيفية التعبير عن الفرحة ما بين المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات