واجهتُ صعوبة جدا معها فهي متعلقة بالهاتف جدا. عندما كانت تنام تجعله تحت وسادتها. وعند الاستيقاظ أول ما تفعله هو التصفح به. تعلقت به شيئا فشيئا، عند الطعام وعند الجلوس معنا حتى أصبح الأمر مزعجا جدا.
كلما كنت أحدثها عن الأمر وعن سيئاته كانت تتهرب وهي تعزي الأمر بأنها ستتركه لكن ليس الآن لأن الأمر صعبا عليها .
حتى أصبح الأمر يؤثر على أوقات صلاتها. فتركت صلاة الفجر لأنها متعبة وأخّرت صلاة الظهر والعصر وأصبحت صلاة العشاء شاقة عليها .وهنا أصبح الأمر خطرا.
دخلت عندها وهي في غرفتها وكانت ممسكة هاتفها كالعادة وكان الإعياء بادياً عليها ، تحدثت معها وكانت غير منصتة لي أبدا أمسكت الهاتف وأخذته منها فقاومتني..
_حياة اسمعيني عزيزتي، في الدنيا العديد من الأشياء المهمة غير الهاتف والتي ستفوتك، مازلتِ طفلة وعليك الاستمتاع بما حولك فالعالم لا يتركز على ما يحويه الهاتف .
نظرت لي وهي حانقة ، اكملت الحديث حتى أمتص غضبها .
_أعلم أن عالمنا كان يختلف عن عالمكم الآن ، لكنة لا يختلف كثيرا عندما كنت بعمرك كان أكثر ما يشغل بالي هو أن أكمل دراستي كي أخرج لألعب مع صديقاتي .أو اشاهد برنامجي المفضل على التلفاز وكنت متشوقة لها كثيرا أخرج مع صديقاتي ، أمارس ألعاب البنات الجميلة أحاول أن أشاهد واتعلم شيئا جديدا دائما .
_أمي الهاتف فيه معلومات كثيرة جدا وفعلا قد استفدت منها .
_اعلم عزيزتي معلوماته كثيرة لكن الإكثار منه مضر أيضا.
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ). صدق الله العلي العظيم
كل شيئ له منافع ومضار ولكن الله أعطانا عقل لنفكر به ونوزن الأشياء أي شيئ زادت مضاره على سيئاته فهو حرام .
جلست منتصبة وهي منتبهة لكلامي وأصبح غضبها مشتتاً بين الرفض والقبول .وأكملت معها محاولاتي وقلت:
أن الله تعالى لم يخلق الإنسان لهوا ولعبا بل خلقه ليعبده، كما في قول الله تعالى:
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)).
انظري كيف يحدد الله تعالى ماهية الإنسان والجن وماذا يريد منهم وما لا يريد فإن اطعتِ الله بما يريد اعطاكي ماتريدين .
_اعرف امي صدقا الأمر أصبح مرهقا بالنسبة لي ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل .لم أستطع التوقف عن هذا الأمر مهما حاولت .
كانت أمي تقول لي دائما أن لكل أمر مرة أولى صعبة وإن استطعتي أن تقومي بهذه المرة الأولى. انا متأكدة بانك ستوفقين لإكمال الأمر .فقط ثقي بنفسك وامسكي زمام أمورك .مرة أولى فقط عندما تستيقظين صباحا لا تمسكي الهاتف أبدا اتركيه في اليوم الأول لمدة خمس دقائق دون أن تحركيه وفي اليوم التالي اجعليها عشر دقائق ثم أكملي على هذا النمط ولنرى ماذا يحدث .
ابتسمت لي وهي مقتنعة بكلامي واعطتني وعداً بالمحاولة .وبعد أيام من مراقبتي لها من غير أن اضغط عليها .وفي أحد الأيام جاءت الي وهي فخورة بنفسها وقالت :
أمي لقد كانت مرة أولى حقا لم أكن أعلم أن الأمر سهلا جدا فما هي إلا مرة اولى وبعدها يصبح الأمر سهلا جدا التخلي عن أي عادة سيئة لقد صدقت جدتي يا أمي .ابتسمت وأنا أرى بعض التغير أصبح على برنامجها احتضنتها وأنا أردد: اجل عزيزتي ما هي إلا المرة الأولى.
اضافةتعليق
التعليقات