بادرت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية إلى عقد دورة مختصة في اعداد المثقِف الأسري بالتعاون مع مركز البيت السعيد لمجموعة من الناشطات لإعدادهن كمدربات في هذا المجال، يهدف البرنامج إلى نشر الوعي والتثقيف الأسري في المجتمع والحفاظ على الأسرة من الضياع والتفكك.
قدّم الدورة المدرب والمرشد الأسري الشيخ صالح محمد آل ابراهيم من مركز البيت السعيد من السعودية مع 25 خبرة في هذا المجال، عبر برنامج سكايب لمدة (11) أسبوع غير متتالي بواقع محاضرة أسبوعياً. حيث بدأ البرنامج في 20/5/2023 الموافق 28 شوال 1444 هـ.
بداية أوضح الشيخ صالح الحاجة إلى هذا البرنامج، إذ لخصها في ثلاث نقاط وهي: تزايد عدد المشكلات في الأسرة، وتزايد عدد الطلاق، إضافة إلى نقص المثقفين والمتخصصين المتصدين لهذا المجال وقلة المؤسسات المتصدية لذلك.
وبيّن آل ابراهيم الهدف من برنامج الدورة وهو أن يستوعب مفهوم التثقيف لإعداد البرامج للمجتمع والاحاطة بسيماء المثقِف الأسري كما أن القدرة على تحديد الاحتياجات التثقيفية فهو حصانة للوقوع في المشكلات الأسرية وكذلك تمكن المشاركة من تعلم الأساليب الناجحة في التدريب ونهاية تعيين معوقات التثقيف الأسري.
كما وأضاف المدرب الأسري: إن التثقيف هو نشاط منضم يهدف إلى اكساب الفرد المهارة أو المعرفة أو الاتجاه المعين للوصول لأهداف معينة، وبعبارة أخرى أن عملية التطوير منضمة لاتجاهات ومعارف ومهارات لنمط سلوك الفرد ليقوم بأداء مهمة معينة أو عمل شيء محدد، وهناك خصائص لهذه العملية منها أنها عملية منظمة من حيث التخطيط والرقابة وقياس النتائج وكذلك هو ليس عملية تعلم وخبرة ولكن بحاجة إلى جهد وتنظيم للبرامج وسعي إلى تطوير مستويات المعرفة والمهارة عند برنامج أفراد الأسر، فالهدف النهائي للتثقيف هو تحسين أداء الفرد والأسرة في الحاضر والمستقبل ويشمل جميع المجالات التي يحتاجها الانسان.
ثم تطرق الشيخ صالح إلى عناصر الحدث التثقيفي وهي المثقِف وهو الذي يقوم بالعملية التثقيفية ولابد أن يتميز بالمهارات على المستوى المعرفي والمهاراتي والسلوكي، والمحتوى التثقيفي الذي يعرض للمتلقي، والمتلقي حيث يتم تحديد الفئة العمرية له والصفات التي يتصف بها فالمقبلين على الزواج يختلفون عن المتزوجين لمدة 3 إلى 5 سنوات أو هل الأسرة مستقرة أو غير مستقرة، اضافة إلى الأهداف والبيئة التثقيفية والأسلوب التثقيفي أو الأدوات التي يتم معرفة الاحتياجات التثقيفية وذلك عبر المحاضرة، النقاش الموجه، تمثيل الأدوار، وفرق العمل.
ومن الممكن أن لا تحتوي العملية التثقيفية على كل ذلك ولكن أنجحها من توفرت فيها هذه العناصر، كما وتطرق إلى مرحلة التقييم ولماذا يقيم المدرب عملية التثقيف؟ وذلك للفوائد التي تحملها هذه المرحلة: منها معرفة مدى الانجاز وإلى أي مدى حقق الأهداف، لقياس مدى تطبيق الأهداف، تحديد نقاط القوة والضعف، لتحسين الفاعلية والأداء، لقياس الأثر الذي قدمه التثقيف وللتخطيط الأفضل.
ويتم التقييم عبر ثلاث مراحل في نهاية كل جلسة تثقيفية وفي نهاية كل برنامج تثقيفي وبعد فترة زمنية محددة من البرنامج التثقيفي – وذلك عبر التواصل ممن حضروا في البرامج التي حضروها في السنة.
وقد تحدث المرشد الأسري: عن العوائق التي تقف بوجه عملية التثقيف منها: الجهل ، عدم القناعة بالتثقيف: أي غير مقتنعين أن الثقافة ممكن أن تغير حياة الانسان، عدم القناعة بشخص المثقف كالمريض عندما لا يثق بالطبيب القريب لذا يتكبد عناء السفر من أجل الوصول إلى طبيب ثقة، النظرة السلبية للتثقيف والمثقفين، الشعور بعدم الحاجة للتثقيف: بمعنى هو يفهم ويعلم ويعي أسلوب الثقافة الأسرية لذا لا يحتاج إلى التثقيف، التذرع بالشغل: ليس لديه وقت كي يشارك في هذه البرامج والأنشطة، الاحساس بالرهبة أو الخوف للحضور في مثل هذه البرامج، الشعور بالنقص بحضوره للبرامج التثقيفية، الشعور بالخوف من نظرة الآخرين وألسنتهم، الاعتقاد أن الحياة الأسرية هو أمر شخصي وعند الحضور لهذه البرامج تصبح عامة، الخجل والشعور بالحر ، عدم سماح الأزواج بمشاركة زوجاتهم لمثل هذه البرامج، عدم تلبية البرامج المقامة والمقدمة لاحتياجات المجتمع أو الحضور ويتلاءم مع متطلباتهم وعدم توفر جاذبية البرامج للحاضرين وافتقاده لعنصر الجذب.
ومن جانبها أضافت زينب صاحب (مديرة الجمعية): إن هذه الدورة إنما هي الخطوة واللبنة الأولى لبرنامج تم التخطيط له على مدى السنوات الخمس القادمة حيث نأمل أن يلبي هذا البرنامج الاحتياج للحد من الضياع والانهيار الأسري وبناء الأسرة السعيدة والمستقرة في المجتمع.
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى دائماً لتطوير المرأة والتأكيد على دورها في بناء الأسرة.
اضافةتعليق
التعليقات