إن مهنة التعليم ممارسة لمسؤولية عظيمة تجاه المجتمع السليم فهو أساس انطلاقه وأول بناءه فليس هناك شيء يسبق العلم والتعليم وله الدور الأكبر في حياة جميع الناس وفي تكوين شخصياتهم الاجتماعية والثقافية .
وقد قيل أن العلم نور والجهل ظلام فكيف إذا كان العلم متعددا فهنا يكون شعلة من الضياء وسراجا للعالم.
ومن هذا المنطلق أردت أن أقدم مقالتي هذه عن بعض الأسس التربوية التي أشار إليها سيد الساجدين وسراج المتعلمين الإمام السجاد مما فيها من رسائل تهم المعلم في أداء مهمته وخاصة في مرحلة الأساس وهي المسؤولة أولاً وأخيراً في تكوين الأسرة الناجحة التي تساهم بأعضاء صالحين في المجتمع.
منذ القدم بدأ الدين الاسلامي يلبي حاجات أفراد الأسرة المسلمة من الحماية والغذاء والتربية فكانت الأسرة بمثابة مدرسة مصغرة والأبناء يتعلمون من الأب والأم كثيراً من المهارات وفنون التعامل مع الآخرين مع فقدانها الكثير من المعلومات حيث كان التعليم بما هو متوفر.
لم تكن الوسائل التعليمية الحديثة كما هي الآن لذلك كان الأبوان يلجآن إلى التلقين والتقليد والقصص وكذلك الحكاية ولم يكن الغرض التعلم في كل الحالات، لكن الأبناء كانوا يتعلمون منها مفاهيم أساسية .
فكان المربي الإسلام زرع أبجديات أسس التعامل التربوي بواقع الروايات والأحاديث ونشر السلوك الحميد الذي يرتضيه الدين الإسلامي .
فعندما يقوم المعلم بعرض مادته بطريقة شيقة ومتجددة، بعيدة عن الروتين وأسلوب المحاضرات، فإن ذلك يساهم بقدر كبير في تحبب التلاميذ في المدرسة وتعزز فيهم حب العلم والتعلق بالمدرسة والرغبة في البقاء فيها أطول فترة ممكنة، وذلك عكس المعلم الذي يلقي دروسه بأسلوب جاف أشبه ما يكون بأسلوب المحاضرة في الجامعة. فهذا الأسلوب الخالي من الحوار والمشاركة يسبب الضيق والملل للتلاميذ.
ومن الأساليب الجيدة في تذليل صعوبات الدروس:
استخدام أسلوب الانتقال من السهل إلى الصعب ومن المعلوم إلى المجهول. فهناك صفات عديدة للمعلم الناجح أجمعوا عليها علماء التربية منها الصفات الشخصية. وهي من الأسباب التي تجعل المعلم محبوب .
1 - المهارة في التدريس وذلك بالابتعاد عن الرتابة والروتين بقدر الإمكان وإظهار المواقف الوجدانية من حزن وبشاشة أثناء دروس السرد والقصص.
2- الاهتمام بالعمل والمواظبة عليه والاعتزاز بالمهنة كمعلم تربوي نموذجي.
3- مواكبة كل جديد في مادة، وذلك بالابتكار وتطوير أساليب التدريس ومن سمات المعلم الناجح أنه يستطيع أن يختار الطريقة المحببة للتلاميذ مثل تغير مكان الصف أو طريقة الجلوس .
4- استعمال المفردات والتعابير الايجابية. وعدم إحراج الطالب، وتقديم النصح والتوجيه متى ما كان ذلك ممكناً، ومشاركتهم في حل مشاكلهم الخاصة والالتزام بالصراحة والصدق في التعامل معهن.
5- اتباع العدل والحياد في التعامل مع التلاميذ وعدم الانحياز إلى فئة دون غيرها. وتوضيح رسائل الدين الإسلامي بسلوك أخلاقي.
ومعرفة مهنة التعليم وميزاتها بين المهن الأخرى وأنها ميزه الله بها، وهي خصيصة العلم فالإنسان يملك عقل في جسد، والمعلم يتعامل مع العقول ويعطيها من نتاج فكره، ويسعى إلى النجاح لأن العائد من هذا النجاح لن يكون قاصراً على المعلم وحده بل يمتد نفعه وأثره، فعن الإمام السجاد (عليه السلام): "أما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله".
اضافةتعليق
التعليقات