المستبطن لدى كثير من الناس ترك آثاراً سلبية وسيئة على اهتمام المربين في البيوت، مما أضعف من الدور الرئيس الذي كان عليهم القيام به في تهذيب أبنائهم.
إن هناك سناً مثالية لزراعة بعض القيم والمفاهيم في نفوس الأطفال وعقولهم، وإن إلقاء عبء التربية على المدرسة سيعني ضياع كثير من الفرص الذهبية من أيدي الأبوين، أضف إلى هذا أن كثيراً من المدرسين ليس لديهم الوقت ولا الرغبة في القيام بدور المربي الجيد لأنهم يعتقدون أن واجبهم الأساسي هو التعليم، وليس التربية؛ ومهما يكن هذا المعتقد خاطئاً، فإنه لا بد للأسر من أن تعمل على استعادة دورها الريادي في تنشئة أبنائها.
إن الهدف من التربية هو تنشئة جيل ملتزم بتعاليم دينه، قادر على التعامل مع معطيات، زمانه منضبط ذاتياً، ومقدر للمسؤوليات الملقاة على عاتقه؛ وهذا لن يتم إلا من خلال وجود مربين، يملكون ثقافة تربوية جيدة، ولهم وضعية سلوكية قويمة. والحقيقة أن الطفل الجيد هو الذي يتعرض لتربية جيدة، والتربية الجيدة تحتاج إلى اهتمام ورعاية ومتابعة، كما تحتاج إلى معرفة وممارسة، وفي ظني أن المربين اليوم يحتاجون اليوم إلى أمرين مهمين:
١- تعلم الأساليب والممارسات الصحيحة في تربية الأبناء، وأن يسلكوا المسالك، ويقفوا المواقف التي تساعد الصغار على الاستقامة، وتمثل القيم والأفكار والمفاهيم الصحيحة، والشيء الذي يجب التركيز عليه هنا هو أن ما يجب إيصاله للأطفال عن طريق الرؤية والمشاهدة والموقف سيكون قليل الجدوى إذا وصل إليهم عن طريق الأذن والخطاب والعتاب، حيث إن أفضل طريقة لجعل الأبناء يحترموننا، ويحترمون أنفسهم أيضاً هي أن نعاملهم باحترام، كما أن أفضل طريقة لجعلهم عطوفين ومدركين لمشاعر الآخرين، هي أن نعاملهم بعطف وحب، وأن يرونا نتعاطف مع الضعيف والمسكين والمظلوم....
۲- معرفة عدد جيد من المفاهيم والرؤى التي تتصل بجوانب الحياة المختلفة، مما يوجه السلوك، وينظم ردود الأفعال، ويصوغ التوجهات العامة للأبناء، وربما كانت المدارس ووسائل الإعلام، وحلقات التوجيه والإرشاد المختلفة، أقدر على امتلاك هذه المفاهيم والرؤى وإيصالها على النحو المناسب، ولكن من المأمول مع انتشار التعليم وتقدم الوعي أن يصبح في إمكان الكثير من الأسر المسلمة القيام بذلك.
اضافةتعليق
التعليقات