اذا كانت هنالك مشكلة في المجتمع فإن الاكثار من الحديث عليها لن يغير شيئا خلا ان يزيد من السلبية التي تلقيها تلك المشكلة على نفوس الآخرين الذين صاروا ضحيتها، وطرح الحلول لن يأخذ على عاتقه مسؤولية الحل!.
بل يجب ان نعمل على ايجاد حلول فعلية تطبق على قدر الامكان لنكون بذلك ساهمنا في نزع المشاكل من المجتمع ولو بنسبة !والحل يأتي بعد التشخيص وتحديد المسبب، ومن اهم المشاكل التي نعاني منها حالياً ازدياد عدد الفتيات الغير متزوجات!.
فلو شخصنا الاسباب لوجدناها ما جاءت من العدم انما مما جنته ايدينا فمنها:
*الغاء قانون اباحة الأرض:
ان من اهم الموانع في تزويج العازبات سقوط القانون الاسلامي القائل إباحة الارض لمن عمرها، فإن الشاب اذا لم يتيسر له المسكن لايقدم على الزواج وحينئذ تبقى العازبات، فإن كل فتاة وشاب بحاجة الى مسكن غرفة او ما شابه ذلك.
لكن الحال ان الحكومات قد استولت عليها مدعية انها ملك لها وان تملّكها يحتاج الى مال واجازة وموافقة الامر الذي يصعب على اغلب الشباب، ولكن ان طبق قانون اباحة الارض لأرتفع مانع من موانع الزواج واوجب بنسبة كثرة الزواج الذي هو من اساس بناء المجتمع الصالح.
*الغاء الأمة الواحدة:
ان الغاء قانون الامة الواحدة كان ثاني اسباب منع زواج العازبات، لأن الاسلام جعل المسلمين أمة واحدة لافرق بين عربيهم وأعجميهم، ووحدة الامة تعني عدم وجود الحدود الجغرافية بين البلاد الاسلامية وعندئذ يتمكن المسلمون من الذهاب والاياب والاقامة والسفر بكل سهولة ويسهل عليهم الزواج بفتيات من غير بلادهم.
*عدم تطبيق قانون الاخوة الاسلامية:
القانون الذي طبقه الرسول (ص) في المدينة وآخى بين كل المسلمين والمسلمات وازال كل الفوارق من نسب او عرق او مستوى مادي، الغاء هذا القانون حالياً صعب الكثير من الامور المتعلقة باختيار الزوجة المناسبة حسب ماتنصه اهوائنا .!
*قيود قانونية مفتعلة:
وهما اثنان مايرتبط بالعادات والتقاليد والمغالاة في المهر وثانيها الاغلال والقيود القانونية من قبل الحكومات وما اشبه.
*البطالة:
وازدياد اعدادها هي نتيجة تحريم الحكومات حرية العمل التجاري والصناعة والمنع عن المباحات الأصلية والمكاسب والتجارات إلا بإجازة الدولة.
كل ذلك ادى الى ازدياد نسبة العازفين عن الزواج فتفشت عدة مشاكل في المجتمع منها رفض الحجاب فتركت العديد من النساء حجابهن جانباً واخذن يتفنن في ابداء مفاتنهن امام الرجال علهن يجلبن انتباه احدهم وازداد الزنا والمفاسد الاخلاقية الأخرى والامراض الكثيرة بين العزاب والعازبات من نفسية وجسدية كالكآبة والقلق واليأس من الحياة وضعف البصر وسوء الهاضمة.
نعم اعرض المسلمون عن قوانين الاسلام واخذوا يركضون خلف نظريات الغرب التي صعبت المشكلة وعقدتها الى ان اصبح الحال على ما نحن عليه من تأزم، ولكن لو رجعنا الى حلول الاسلام المذكورة في القرآن والسنة النبوية لوجدنا انه علينا ان نبدأ بـ :
*نشر ثقافة الزواج:
فيلزم على المسلمون كافة ان يعملوا بكل ما آتاهم الله من طاقة لاجل ترويج هذا المستحب المؤكد عبر الحث عليه والكلام في مختلف المحافل والمجالس ومن خلال الكتابة والتأليف ايضاً.
*مساهمة اهل الخير:
ينبغي تشويق التجار والشركات واهل الخير وحثهم للمساهمة في مشاريع الزواج الكبيرة التي تسهل على آلاف من الفتيات والفتيان وتقدم لهم المعونات في بناء اسر سليمة عن النبي (ص): "اربعة ينظر اليهم الله تعالى يوم القيامة ويزكيهم منهم من زوج عزباً".
*الزواج المبكر والمهر القليل:
من الامور التي اكد عليها الاسلام من اجل حل مشكلة العزوبة هو الحث على الزواج المبكر،
واكد ان المهر القليل للمرأة ضروري فانه فيه سعادتها فروي "انه من بركة المرأة قلة مهرها ومن شؤمها كثرة مهرها".
كما ان بساطة العيش وعدم التقيد بالماديات مطلوب لرفع بعض من الأعباء التي تقف في طريق الزواج.
عندما نتأمل حال المسلمين في العصور الاخيرة نرى انه لا يمر يوم الا وتتصاعد فيه صرخات الناس من شدة الفساد والتفكك الاسري والفساد الملحوظ.
وفي واقع الحال ان السبب الرئيسي في هذا يعود الى المسلمين انفسهم اي انهم اخذوا بالمكروهات الاسلامية غرار العزوبة ورغبوا عن المستحبات الشرعية كالزواج فظهر في بلادهم الفساد واصبحت معيشتهم ضنكاً.
اضافةتعليق
التعليقات