قيل سابقا ان القراءة هي متعة التجول في عقول الآخرين ، ولأجل بث هذه المتعة في النفوس ،عقد الاجتماع الشهري لنادي أصدقاء الكتاب حيث ناقش كتاب (دع القلق وأبدأ الحياة)، وذلك في يوم الاثنين المصادف ٢١/٣/ ٢٠١٦ ، حيث كان الكتاب محطة ترفيهية ونقلة نوعية لمن يقرأه ، ولمست المشتركات ذلك وجاء متزامنا بتغيير مكان الجلسة الى الايس باك حيث ابدين شعورهن بالبهجة والارتياح.
كتاب دع القلق وابدأ الحياة (بالإنجليزية: How to Stop Worrying and Start Living) من تأليف الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي، نُشر للمرة الأولى في بريطانيا عام 1948 وتتابعت طبعاتهِ وتنوعت ترجماته ليكون من أشهر وأكثر الكتب مبيعاً في العالم وقد أستغرق تأليفه 6 سنوات.
اعتمد كارنيجي في كتابه الأسلوب القصصي المشوق واعتمد على عشرات القصص الحقيقية والأمثلة التي قابلها في الحياة، أو عايشها معارفه، ليبرز كيف يمكن للقلق أن يفسد على الإنسان حياته، كما يوضح أمثلة لهؤلاء الذين استطاعوا أن يحطموا قيد القلق لينطلقوا في الحياة، كما يتعرض الكتاب لمشاكل الأرق والضجر، ويستعرض جملة من النصائح والتوجيهات للتخلص من هذه الآفات، ثم يوجه كارنيجي نصيحته في آخر الكتاب بمعاودة قراءته مرات عديدة حتى يتشبع القارئ بما جاء فيه من معان.
حيث كان الكتاب يحتوي على اجزاء وكل جزء يحتوي فصول وكانت الفصول محطات تفصيلية للتخلص جذريا من القلق.
يحتوي الجزء الاول على : حقائق أساسية ينبغي أن تعرفها.
عش في حدود يومك: حيث يذكر فيه اذا أردت ان تتجنب القلق فعِش في حدود يومك ولاتقلق على المستقبل.
ويجب عليك عند كل مشكلة ان تسأل نفسك: ماهي أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث؟ وهيأ نفسك ذهنيا لقبول أسوأ الاحتمالات إذا لزم الامر، وحاول ان تنقذ ما يمكن انقاذه من هذا الاحتمال الذي هو اسوأ الاحتمالات، والذي أعددت نفسك ذهنيا لقبوله.
كما وذكر نفسك دوما بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك.
أما الجزء الثاني فكان: الطرق الاساسية لتحليل القلق.
أستخلص الحقائق فهنالك مقولة مفادها أن نصف القلق في العالم منشؤه محاولة الوصول إلى قرارات حاسمة قبل ان تكتمل لدينا المعلومات الكافية لاتخاذ قرار.
وبعد ان تزن الحقائق اتخذ قرارا، ومتى ما اتخذت قرارا أقدم على تنفيذه ولا تتهيب العواقب.
أما عندما يساورك القلق على عملك فأجب على الاسئلة الاربعة ودوّن اجاباتك:
ماهي المشكلة؟ ما سبب المشكلة؟ ماهي الحلول الممكنة؟ وماهي افضل الحلول؟
وجاء في الجزء الثالث: كيف تحطم عادة القلق قبل ان تحطمك.
فيتلخص بعدة نقاط:
- انشغل عن القلق بالاستغراق في العمل فأن العمل هو خير علاج للقلق.
- لا تهتم بالتوافه ولا تدع صغائر المشكلات تهدم سعادتك.
- كلما ساورك القلق على شيء سائل نفسك: ألا يحتمل ألا يحدث هذا الشي الذي اقلق من أجله أطلاقا .
- أرضَ بما ليس منه بُد ، وإذا أدركت ان الفرصة لتغيير شيء أو تبديله قد تجاوزتك فقل في نفسك: هكذا أُريد للأمر أن يكون ولا يمكن ألا ان يكون الامر هكذا .
- ضع حدا اقصى للقلق، قدر قيمة الشيء، ولا تعطه من القلق أكثر مما يستحق.
- دع التفكير في الماضي، فليست هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي ولا تحاول قط ان تنشر النشارة.
وكان للجزء الرابع :سبع طرق تعينك في اتخاذ اتجاه ذهني .
وجاء فيه:
- فلنعمر اذهاننا بخواطر الطمأنينة والشجاعة والصحة.
- فلنتجنب القصاص من اعدائنا، لأننا ان فعلنا آذينا أنفسنا أكثر مما نؤدي اعداءنا.
- بدلا من ان نفكر في الجحود دعنا نسلّم به، ليست السعادة في توقع الشكر على ما بذلناه، وانما في البذل ذاته، والشكر غرس يروى ويتعهد بالسقي لكي ينمو ويترعرع.
- أحص نعم الله عليك.
- الاخلق بنا الا نتشبه بأحد فأن التشبه انتحار.
- اجتهد ان تصنع من الليمونة الملحة شرابا سائغا.
- فلننس أنفسنا ولنحاول ان نوفر السعادة لغيرنا.
وفي الجزء الخامس: الإيمان هو أعظم علاج للقلق.
حكمة: لم يخلق الإنسان في الحياة ليفهمها وإنما خلق ليحياها.
إن المرء المتدين لا يعاني قط مرضا نفسيا ، (في كل 35 ينتحر أحدهم وفي كل 120دقيقه يقتل شخص في أمريكا).
فلماذا لا نتجه إلى الله إذا استشعرنا القلق؟ ولماذا لا نؤمن بالله ونحن في أشد الحاجة إلى هذا الإيمان؟ لماذا لا نربط أنفسنا بالقوة العظمى المهيمنة في هذا الكون؟
اذهب إلى غرفة نومك واركع لله، وأفتح له مغاليق قلبك! فإذا كنت قد فقدت إيمانك، فسأل الله أن يعيده إليك وقل اللهم إني لا أستطيع أن أخوض معارك الحياة وحيدا ، فاسألك يا ربي المدد والعون اللهم أغفر لي أخطائي وطهر قلبي من الإثم وأنر أمامي الطريق إلى السلام والإيمان وعمر قلبي بحب الناس جميعا و لا استثني منهم أعدائي، إنك يا رب سميع قريب مجيب الدعاء.
الجزء السادس : كيف تتجنب القلق الذي يسببه النقد.
- النقد الظالم ينطوي غالبا على اطراء متنكر، فمعناه على الارجح أنك اثرت الغيرة والحسد في نفوس غيرك.
- ركز جهدك في العمل الذي تشعر من اعماقك أنه صواب وصُم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.
- أحتفظ بسجل دوّن فيه الحماقات والاخطاء التي ترتكبها وتنتقد بسببها. ولا تستنكف ان تسأل نفسك الناس النقد الامين.
والجزء السابع كان:ست طرق تقيك الأعياء والقلق وتحفظ لك نشاطك وحيويتك.
- استرح قبل ان يأتيك التعب.
- تعلم كيف تسترخي وانت تزاول عملك.
- إذا كنت زوجة فتعهدي صحتك وجمال مظهرك بالاسترخاء في المنزل.
- اكتب هذه العادات الاربع: اخلِ مكتبك مما عليه من الاوراق باستثناء ما يخص المسألة التي بين يديك - افعل الاهم فالمهم - حين تظهر مشكلة احسمها فور ظهورها - تعّود النظام والركون الى الغير وإلاشراف.
- لتتقي القلق والاعياء أضف إلى عملك ما يزيد استمتاعك به.
- تذكر ان احدا لم يمت أرقا، وانما القلق الذي يلازم الارق هو مبعث الخطر.
واما الجزء التاسع : كيف تزيل متاعبك المالية .
٧٠٪ من القلق تسببها المتاعب المالية.
ويذكر الكاتب مجموعة قواعد يجب ان تضمن الالتزام بها في شؤونك المالية؟ وكيف ان تنظم ميزانيتك؟ منها:
- اجعل لنفسك ميزانية تتضمن كل احتياجاتك.
- تحر الحكمة في الانفاق.
- لا تصدع رأسك في التفكير في داخلك.
- اجعل لنفسك رصيدا ينفعك وقت الشدة.
- أمن نفسك ضد المرض والحريق والطوارئ.
وفي الجزء العاشر يروي المؤلف قصص واقعية يروي ابطالها كيف قهروا القلق.
وكيف كان للتخلص من القلق لديهم تغيير جذري في نمط حياتهم ، وتحولها الى منعطف اخر مليء بالأمان والاطمئنان واخذت حياتهم مأخذا سهلا لينا فهم لا يتعجلون امرا ولا يلقون بأنفسهم بين براثن الهم قلقا على أمر.
وقد استطلنا رأي بعض عضوات النادي حول الكتاب:
وكان رأي فهيمة رضا: كتاب في منتهى الروعة وارجو لكل انسان يسعى الى النجاح والتكامل ان يقرأ هذا الكتاب، فلو قرأه كل عراقي لتغيرت أرضنا خلال شهور الى دولة قادرة على مكافحة الارهاب والفساد وتصبح من الدول الكبرى. وكان من وصايا المرجع الكبير سلطان المؤلفين قراءة كتب ديل كارنيجي.
اما رأي اسراء: كتاب القلق كتاب رائع وجميل واسلوبه ممتع وجذاب ، يشد القارئ ويضفي جو ممتع للقراءة والامثلة استخدمت من الواقع وهذا الشي يشد القارىء ، بالاضافة الى تجربة الكاتب التي أثرت بها. الكتاب ليس فقط للقراءة مرة واحدة وانما وضعه كدستور صغير او مرجع نرجع اليه في اوقات الحاجة في مواقف القلق.
واما الاخت هدى: صراحة الكتاب جدا مفيد وغَيّـر كثيرا من تفكيري، اصبحت ايجابية تقريبا، واتمنى ان يقرأه أكثر عدد من الناس وخصوصاً فئة الشباب لأنهم بحاجة لـ هكذا كتب.
كما وذكرت رقية: استمتعت واستفدت كثيرا من هذا الكتاب.. فقد احتوى على افكار ومبادئ وحلول ناجعة لأغلب مشاكلنا المتفاقمة نتيجة القلق، وأجمل ما في الكتاب هو واقعيته اولا، على عكس اغلب الكتب التي تتناول مواضيع القلق والنجاح والسعادة،
وأسلوبه القصصي الشيّق ثانيا، فالمؤلف قدّم بين دفتي كتابه جرعات دوائية لأمراض عديدة مدّها لنا ابطال قصصه من علماء وكتّاب ومشاهير وأناس عاديين كذلك..
تميّز الكتاب بالإثراء الفكري وأضاف الى معلوماتي الكثير وكانت كلماته المحفّزة بمثابة ذبذبات ايجابية تغير الاستجابات الاتوماتيكية الخاطئة نحو العوائق المختلفة.
أنصح كل من ينشد الاستقرارالنفسي والفكري ومن يريد ان يحسّن حاله ومآله بتصفّح هذا الكتاب الجميل وقراءته.
اضافةتعليق
التعليقات