خطت تُقى كعادتها بخطوات ثابتة وهادئة ورزينة في الحرم الجامعي..
لاحظت أن هناك همهمة واضحة بين الطلبة حيث كانوا في مجاميع دائرية يتناقشون تارة ويتجادلون أخرى ويبرهنون ثالثة أنه لايمكن أن تكون نزيهة كسابقاتها وكل يبدي برأيه بين مخالف ومتذمر..
بات واضحا لدى تُقى وهي تتقدم من زميلاتها سبب هذه الهمهمة وهي المسابقة التي أعلنتها رئاسة الجامعة.
أعلنت الرئاسة مسابقة لإنتخاب الطالب النموذجي أو الطالبة النموذجية في الجامعة لتكون الجائزة صرف راتب شهري للفائز أو الفائزة وتعيينه بمنصب مرموق في الرئاسة بمجرد تخرجه منها. هذا ماقالته صديقتها حنان بمجرد اقترابها منها.
أضافت سعاد: لا أتصور أن تكون نزيهة، أكيد فيها واسطات ومحسوبية..
سألوا تُقى: ماهو رأيك بهذه المسابقة؟
كانت تُقى متميزة بين زميلاتها، وكلمتها نافذة ومسموعة ولها أثر في نفوسهن، استطاعت أن تؤلف بين قلوب الكثير من الفتيات رغم اختلاف أفكارهن وتوجهاتهن لتجمعهن في حلقة واحدة.
أجابت: مسابقة جيدة حسب الظاهر ومغرية في نفس الوقت.
قالت هناء: أحب هكذا مسابقات بشرط أن تكون لها مصداقية.
جالت تُقى ببصرها بين زميلاتها فكانت تعابير وجوههن يوافقنها الرأي.
ثم أضافت: مارأيكن يافتيات أن نشترك في مسابقة خاصة وحقيقية ونزيهة وبدون أي واسطات، أنتِ وجهدك...؟
بدت آثار التعجب واضحة على وجوههن...
ولأزيدكنّ إيضاحا: القرآن الكريم يقول (واستبقوا الخيرات) هل فكرنا أن نتسابق في الايجابيات والنوايا الحسنة والتي هي مصداق الخير؟
قالت هناء: وكيف ذلك؟
أجابتها تُقى: ليكن عنوان المسابقة (مسابقة القرب المهدوي)، فالإمام المنتظر (عج) هو قائدنا وراعينا ووالدنا الحنون والرؤوف ومن منا سعى للتقرب منه..؟
سألت سعاد: وماهي شروط المسابقة؟
لنضع خطة كاملة لهذه المسابقة حتى تكون واضحة المعالم لدى من يريد المشاركة....
العنوان: خطوات نحو القرب المهدوي.
العامل التحفيزي: توقيعه الشريف (عجل الله فرجه الشريف): (لوعلم شيعتي كم أحبهم لماتوا شوقا إلي)..
هذا الحب هو الذي يعطينا أملا في الحياة..
وهذا الأمل هو الذي يعطينا قوة في تخطي الصعوبات..
وهذه القوة هي التي تتحول إلى شمعة متّقدة رغم الظلام الذي يحوطنا..
سألت هناء: هل برأيك هذا حافزا قويا؟
أجابت تُقى: ولم لا ياعزيزاتي فهذا ليس حبا مزيفا كما هو رائج بين الشباب، لينتقل الإنسان بين حين وآخر هنا وهناك، وإنما هو حبا حقيقيا يهدف إلى أن يرتقي بإنسانية الإنسان إلى أعلى الدرجات..
يسقي جذور الإنسان ليثبتها.. وليكون ثمره العمل الجاد والصالح والأخلاق السامية..
خطة العمل:
عمل كل ماهو ايجابي صغيرا كان أو كبيرا...
والابتعاد عن كل ماهو سلبي ذرة كان أو رملا...
تطوير الذات وتنميتها علما وفكرا وثقافة وأخلاقا وورعا، وعدم المشي في هذه المجالات بصورة أفقية لأن (من تساوى يوماه فهو مغبون) بل المشي بصورة تصاعدية وعمودية..
الابتعاد عن الدائرة الضيقة وهي الأنانية..
النظر إلى ماهو أوسع من دائرتك والتفكير في الآخرين ومساعدتهم..
قالت هناء: كل هذه الدقة...
أجابت تُقى: وأكثر من ذلك ياعزيزتي لأن أمامنا الموعود (عجل الله فرجه الشريف) يرى أعمالنا حيث يقول:( إنا نحيط علما بأنبائكم ولايعزب عنا شيء من أخباركم).
وقالت سعاد: ماذا تكون النتيجة؟
بقدر ماتكون النية صادقة وخالصة يكون التقدم...
وبقدر الجهد المبذول يكون الرقي...
وبقدر العطاء تكون السعادة...
وبقدر السعي تكون النتيجة ايجابية (وليس للإنسان إلا ماسعى)...
فأي درجة تطمحن إليها...؟
هل درجة ضعيف أو مقبول هو الهدف وتقبلن بها...
أو الطموح وعدم الرضا إلا بدرجة الامتياز...
قالت هناء: كم برأيكن سيكون المشاركين والمشاركات في هذه المسابقة؟
التفتن الفتيات إلى بعضهن وعلامات الاستفهام تلوح على محياهن إذ إنه لايخطر في أذهانهن رقما تقريبيا...
تحدثت تُقى: الجميع مشتركون في هذه المسابقة بدون أي فرق وتمييز لأننا في عصر الانتظار... ولكن هناك من ينسى... ومن يتغافل.. ومن يتكاسل.. ومن يلهو.. ومن يتلكأ... ومن يتثاقل... فلا يؤدي وظيفته...
ورغم كل ذلك تصلنا الرسالة لإفاضة ذلك الحب والرحمة اللامتناهي: (ولولا ماعندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والإشفاق عليكم لكنا عن مخاطبتكم في شغل).
وليضيف وينتظر من الإنسان البدء بالخطوة الأولى من خطوات التكامل: (فليعمل كل إمرء منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب مايدنيه من كراهتنا وسخطنا).
اضافةتعليق
التعليقات