من الأمور التي تجعل الطفل يقع في الحيرة هي ازدواجية المعايير بين الأب والام، لماذا لم يعاقب على نفس الخطأ في المرة الثانية، ولماذا عوقب في المرة الأولى؟!. هل هذا خطأ فعلاً أم لا؟!
الطفل يقع في حيرة مع نفسه وقد لا يجرأ على سؤال الوالدين عن سبب هذه الازدواجية، فتمتد حيرته حتى الكبر، ويشعر بالظلم .
إن ازدواجية المعايير والقيم أمر خطير، ويبعث في النفس الحيرة والقلق والاضطراب، كذلك قد يختلف الوالدان أمام أولادهما حول معايير الصـواب والخطأ فيقوم الأب مثلاً بعقاب الطفل على أمر معين وتعترض الأم على هذا العقاب لعدم اقتناعها بأن ذلك الأمر خطأ، هذا الأمر يوقع الأبناء في حيرة وقلق وقد يفقدهم الثقة في الوالدين .
قد يقوم الأب أو الأم بعقاب الطفل على أمر ما، ثم يقومان بغض الطرف عنه عند فعل نفس الشيء أو ما يشابهه في مرة أخرى، أو يعاقبان الابن على أمر ما خطأ ثم يعمل نفس العمل أو نفس الخطأ أخوه فلا يعاقب بمثل هذا العقاب أو لا يعاقب نهائياً .
يمنع من المصروف:
قد يلجأ الوالدان لمنع المصروف عن الطفل كنوع من أنواع العقاب المرتدع عما لا يعجبهما، أو عما يفعل من أخطاء، ومنع المصروف عن الطفل عقاب جائر وغير سليم، لأن منع المصروف عن الطفل قد يلجؤه لسلوكيات شاذة أو منحرفة، كالسرقة مثلاً، لأن إعطاء مصروف ومصروف مناسب أمر في غاية الأهمية بالنسبة للطفل، فالطفل يعيش وسط مجتمع مثله من الأطفال.
وهؤلاء الأطفال جميعهم لديهم المصروف المناسب وأما أن يفـتـقـد المصروف كلية يشعر بالحرمان في وسط هؤلاء الأطفال، ويترك ذلك في نفسه أثراً سيئاً: وقد وجد أن حالات كثيرة من حالات سرقة الأطفال كان الدافع من وراءها انـتـقـاد الطفل للمصروف أو للمصروف المناسب مما كان يدفع الطفل إلى السرقة ليبين لأقرانه أنه مثلهم يستطيع شراء ما يشترون مثله، ولأن الطفل الذي يعيش وسط محيط معين لابد أن يكون مثله ، فمثلاً إذا كان هناك طفل فقير ينتسب لمدرسة معظم أولادها أو كلهم من ميسوري الحال، فإن هذا الطفل سيشعر بالخجل وسط هؤلاء الأطفال للفارق في المستوى المادي بينه وبينهم ، فينبغي على الطفل أن يوضع في المحيط المقارب له وأن يعطى المصروف المناسب لا القليل ولا الكثير عن الحد المطلوب.
عقاب الطفل دون إبداء الأسباب:
واستكشاف ما حوله ، وهذا أمر طبيعي في كل الأطفال ، وهذه الرغبة في الاستشكاف نقل وتهذيب بمرور الوقت ، ويستطيع الطفل التحكم في هذه الرغبات خصوصاً ما يختص منها بالتخريب والعبث بأدوات الغير، والاقتراب من الأشياء الخطيرة، ويساعد في هذا كثيراً فهم الطفل خطورة هذه الأشياء من قبل الكبار وخاصة الوالدين .
ويجب معرفة أن الآثار النفسية للاحتراق النفسي يمكنها أن تمتد لتُحدِث مشاكل بالصحة البدنية، فمثلاً: إذا كان لديك مشاكل مزمنة في النوم، فقد تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، كما أن زيادة مستويات التوتر تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فآثاره النفسية يمكن أن تؤدي لتعطيل التواصل وزيادة التوتر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التواصل والجدال والاستياء.
فقد لا تشعر بالتواصل الحقيقي معهم، ما يسبب مسافة عاطفية بينكما تؤثر على نمو الطفل، وتسبب له مشاكل لاحقة في الحياة. من المرجَّح أنْ يُعاني معظم الآباء احتراقًا نفسيًا خفيفًا إلى متوسطًا، خاصة في السنوات الأولى من عمر أطفالهم..
اضافةتعليق
التعليقات