يمثل الاقتصاد جانبا ضروريا في الحياة، ويعرف بأنه المحرك للإنسان نحو العمل والسعي الدؤوب، حتى وصفه بعض الفلاسفة بأنه الأساس، وإن كلا من الفكر والأدب وحتى الدين!!، تنبثق عنه، وتنتهي اغلب المساعي الاقتصادية الى البطن والزينة والقوة حيث تبذل الجهود للحصول على طعام الاقتصادية الى البطن والزينة والقوة حيث تبذل الجهود للحصول على طعام أكثر او زينة افضل. وقد يلجأ الأشخاص احياناً الى الخيانة والجريمة واراقة الدماء، ويرى الإسلام ان الاقتصاد ليس اساساً لكل شيء لكنه مهم في نفس الوقت.
وقد جاء في السنة الشريف: "من لا معاش له لا معاد له"، ولذا أكدّ الإسلام على العمل واعتبره من الأمور الأساسية المهمة للغاية وأمر الناس به ليحصلوا على لقمة العيش ويتمكنوا من بناء أنفسهم وتطويرها.
ينبغي الاهتمام بالتربية الاقتصادية لدورها المهم في حياة الانسان وبناء مستقبله. ويا حبذا لو يقوم الأب بوضع الحجر الأساس وإيجاد الرغبة والاندفاع عند اطفاله وهم صغار حتى لا يتهربوا في مرحلة الشباب من حمل هذه المسؤولية.
يقوم الأب علمياً بتوفير المأكل والملبس ووسائل الراحة والترفيه لأسرته ويتعرف الطفل ذاتياً على هذا الموضوع في سنوات الطفولة الأولى وينظر الى والده بأنه أساس القوة والاقتدار، فيطلب منه أن يؤمن له حاجاته، ويدرك إنه النواة اذ النواة إذ تعود جميع الأمور اليه.
ثم يشعر تدريجياً أن عليه ان يكون كأبيه وأمه في القيام بالوظائف وضرورة تعلم مهنة معينة، وتعتبر هذه الأرضية لاقتباس العديد من الاعمال وتعلمها، ومن الضروري ان يرافق ذلك دافع خارجي وهو حديث الأب وتشجيعه لولده وتشويقه للمضي في هذا الطريق.
التمرن على العمل والإنتاج:
عليكم أن تحثوا أولادكم منذ مرحلة الطفولة على ممارسة العمل والإنتاج، ولا بدّ أن يتناسب ذلك مع سن الطفل وإدراكه وفهمه. وليبدأ من سقي الورود مثلاً وتنظيف الرفوف والاعتناء بالمكتبة وترتيب المقاعد والمناضد احياناً.
إننا نعتقد بأن الطفل سيكون قاصراً على أداء عمل مفيد خارج البيت لو لم يتمكن من أداء عمل مفيد ونافع داخله، وسوف يفقد الثقة بنفسه.
وينبغي ان يؤكد الأب على الأعمال الشريفة التي توفر حياة حرة ونزيهة ثم تزداد كفاءة الطفل وخبرته تدريجياً بازدياد سنة نشوئه.
قيمة المال والانفاق:
من الامور المهمة في التربية الاقتصادية، والكشف عن قيمة المال والهدف، من الحصول عليه. ويجب أن يحدد الهدف من التبادل التجاري والحصول على لقمة العيش حتى يكون هذا دافعاً لاستمرار الحياة والمحافظة على الكرامة. ولن يكون للمال اية قيمة عندما يتعرض شرف الانسان وكرامته لخطر الضياع.
وينبغي للطفل ان يدرك حجم القوة الشرائية للعملة، والأجر الذي سيكسبه لقاء جهد معين، والحاجات التي يمكن توفيرها بواسطة هذا المبلغ. وعلى الأب أن يعلم ولده منذ الصغر على عدم الاسراف والتبذير ويربيه على حالة الاعتدال في الانفاق.
اضافةتعليق
التعليقات