• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

غير قابل للكسر

مروة ناهض / الأثنين 14 تشرين الثاني 2022 / تربية / 1819
شارك الموضوع :

إكتساب العادات وتغييرها عملية مُعقدة وليس بالسهلة فإنك حتى تبني الجديد تحتاج لكي تهدم القديم فلا يصح البناء على الأنقاض

المشهد الصباحي كان يقتصر بالعادة على فنجان قهوة وممارسة رياضة الركض لمدة نصف ساعة يحاول بها الاستعانة على بقية تفاصيل يومه مُعتقداً أن الرياضة الصباحية تُخفف التوتر وتزيد الانتاجية وتُقلل من أمراض القلب !

وحين بادرته بالسؤال من أخبرك بهذا؟

دكتوري فعل، فقد شدَّد عليَّ وأخبرني بـوجوب جعل ممارسة الرياضة عادة يومية من أجل صحة نفسية وجسدية أعلى وأنا اقتنعتُ بكلامه ومُنذ ذلك الحين وأنا أُمارس رياضة الركض كعادة صباحية!

هذه كانت إحدى مشاهد الصباح التي يسعى بها لقتل ملل الروتين وملىء الفضاءات التي تجلب له التعاسة بحد قوله !.

المشهد الثاني كان يحتوي صراعاً داخلياً يمتدُ لأجزاء من الثانية ! هل أسير بالمسار المُستقيم أم لا بأس بالسير عكس الإتجاه (رونك سايد) من أجل كسب بعض الدقائق خاصةً وأن هذا الطريق لا رقيب فيه ولا رجل مرور ولا حتى كاميرات! في كل مرة كان يدخلُ في هذا الصراع ويخرجُ منه منتصراً مخاطباً نفسه: هلك من لم يملك (واعظاً من نفسه).

أما المشهد الثالث فقد كان حانياً لدرجة إنك تستشعرُ حنانه يحتويك بكل ما فيك من دهشة .. فقد فاجئتني وأنا أراها تحمل بين يديها الزاكيتين (نبتة خضراء) تبسمتُ بوجهها وأخبرتها ما هذا؟

كنا بطريقنا لزيارة إحدى صديقاتنا التي حل المرض ضيفاً خفيفاً عندها إن شاء الله ، قالت هذا شيء بسيط لسلامتها ..

ومن أين أتيتِ بهكذا فكرة ، أنكِ تُهدينها نباتاً بدلاً من كيس حلوى كما إعتاد الجميع أن يفعل ؟

فقالت : وهل يصح أننا نُهدي (عادات سلبية) ؟ أليست الحلوى مُضرة بالصحة ؟ ثم كيف يمكن إهداء ما يضرُ بالصحة لروح تأنُ من المرض ؟

تتعدد مشاهد الحياة بتفاصيل لا تكاد تنحصر بين دفتيَّ ورق وحبر ونمارس باليوم الواحد مئات من العادات بعضها نفعلها دون وعي تحت سطوة العقل الباطن والأخرى بوعي ومجهود وقد يتناسى البعض خطورة عاداته وكيف إنها تصنع (ماهو عليه غداً).

يقول المولى أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) : 

وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يُحْصِيَ عَلَى نَفْسِهِ مَسَاوِيَهَا فِي الدِّينِ [وَفِي الرَّأْيِ] وَفِي الْأَخْلاَقِ وَفِي الْآدَابِ فَيَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي صَدْرِهِ أَوْ فِي كِتَابٍ ثُمَّ يُكْثِرُ عَرْضَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَيُكَلِّفُهَا إِصْلاَحَهُ وَيُوَظِّفُ ذَلِكَ عَلَيْهَا تَوْظِيفًا مِنْ إِصْلاَحِ الْخَلَّةِ وَالْخَلَّتَيْنِ وَالْخِلاَلِ فِي الْيَوْمِ أَوِ الْجُمُعَةِ أَوِ الشَّهْرِ.

فَكُلَّمَا أَصْلَحَ شَيْئًا مَحَاهُ وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى مَحْوٍ اسْتَبْشَرَ، وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى ثَابِتٍ اكْتَأَبَ وعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَفَقَّدَ مَحَاسِنَ النَّاسِ وَيَحْفَظَهَا عَلَى نَفْسِهِ وَيَتَعَهَدَهَا بِذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي وَصَفْنَا فِي إِصْلاَحِ الْمَسَاوِئِ ..

وأكاد أجزم يقيناً أن علماء التنمية والنفس لو إجتمعوا جميعاً على أن يأتو بمثل هذا الدستور السماوي في مراقبة النفس ومحاسبتها وبناء عاداتها الحميدة وإصلاح ما فسد منها لما إستطاعوا الاتيان ولو بكلمة !

فالمولى هنا يُدخلنا في مختبر علمي يجري تجاربه بكل دقة من أجل الوصول لـالهدف المرجو منا في هذه الدنيا !

فأنت حتى تتمكن من إصلاح نفسك لابد وأولاً من الوقوف عليها ومعرفتها لأنك على نفسك بصيراً ثم تدوين ما صلح منها وما فسد من أجل البدأ بعملية البناء والإصلاح ولعل العلة في التدوين من أجل الاقرار وعدم النسيان أو التغافل ولأن العقل البشري بطبيعته يميل لخلق التبريرات والأعذار فمتى ما رآه ماثلاً أمامه مكتوباً كان أدعى للبدأ بعملية الإصلاح ..

إكتساب العادات وتغييرها عملية مُعقدة وليس بالسهلة فإنك حتى تبني الجديد تحتاج لكي تهدم القديم فلا يصح البناء على الأنقاض !

وحتى تتمكن من هدم القناعات المُسبقة والموروثة من المجتمع أو الأسرة فأنت تحتاج لتملك من المرونة النفسية ما يكفي ليجعلك (غير قابل للكسر) وهذا ما يوضحه المولى صلوات الله وسلامه عليه :

١- فالعاقل وحده من يدرك خطورة هذا الأمر ولذا فإن هذا الخطاب موجه لكل ذي عقلٍ لوجوب توفر هذا العنصر حتى يعي المطلوب.

٢- ضرورة أن يتحلى الإنسان المؤمن بـبصيرة ثاقبة تمكنه من الوقوف على جادة الحياد ليحصي مساوىء نفسه في الأخلاق والدين والرأي مُبتعداً عن فخ التبريرات والتنصل من المسؤولية فلا ينشغل إلا بعيوبه وكيفية إصلاحها دون مراقبة الناس والإنشغال بهم وهذا لابد وأن يُدوَّن حتى يرى ثماره على أرض الواقع وحتى لا يكون فريسةً لـآفة التكبر والغرور التي تُثبط العزيمة وتجعله يستكثر القليل من أعماله فيتقاعس في إصلاح نفسه؟.

٣- التكليف الشرعي الذي لا يسقطُ تحت أي ظرف أو حكم هو إصلاح النفس واليقظة الدائمة حتى لا تسقط في مسالك الغفلة فـأغلب مجتمعنا اليوم صار يِعاني من نُدرة في الأخلاق الفاضلة وأعمال البر ووفرة بـأعمال الشر والسوء فالكذب والخيانة والرشوة والغيبة والأنانية وعدم حُب الخير والاخلاص والصدق صار من الأشياء البديهية والمُسلم بها والنادر هو أن ترى صادقاً أو مُخلصاً أو مُتقناً لعمله إذ نعاني اليوم من المفاهيم المقلوبة وضياع الهوية الاسلامية العلوية في عاداتنا وأفكارنا وسط هجمة شرسة هوجاء لا تعرفُ صغيراً ولا كبيراً ولا مؤمناً ولا مفسداً بل تُصيب الجميع إن لم يحترزوا منها.

٤- عملية البناء والاصلاح تحتاج لإطار زمني يحكمها ولن تحدث بيوم وليلة ولهذا تحتاج لفتيل العزيمة والإرادة وعُدة الصبر من أجل الاستمرار فالبعض يحتاج لأسبوع والآخر إحدى وعشرون يوماً ويذهب البعض لشهرٍ وحتى السنة من أجل إكتساب عادة حميدة.

٥- القلب البشري بطبيعته ملول يميل لـالتقلَّب والتغيير ولأنه هو النافذ في إدارة هذه الأمور فلابد وتفعيل قانون المكافئة والعقاب (التشجيع والمحاسبة) فإن أحسن فـكافئه وإن أساء فاجعل له جزاءً لسوءه .

٦- الإنسان المؤمن الفطن هو الذي يستفاد من تجارب الآخرين فيأخذ الصالح ويدع الفاسد فالمولى يقول: في التجارب عِلمُ مستحدث وهذا يعني إنك في مدارج الرُقي مستعداً لـالتعلم وكسب المرونة والاقتداء بالآخرين دون أن تأخذك العزة بالإثم فتكون عنصراً مُتعصباً غير قابل لتعلم، فعملية التفقد بمعنى البحث والتنقيب من أجل الفوز بالنفيس النادر فكل حكمة أو فعل تلاحظه من غيرك ويفتح أمامك آفاق للخير إحصده ولا تدعه !

الصحوة الأخلاقية والدينية التي نحتاجها في مجتمعاتنا اليوم هي ضرورة عاجلة تقع على كل فرد منه فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولية عن رعيته !

فإحياء ماجاء به نبي الرحمة (صلوات الله عليه) من الفضائل والمكارم (فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ (صلى الله عليه وآله) هو من أهم واجب المؤمن المُنتظر لإمام زمانه ليُجدد ما عُطِل من أحكام كتاب الله وعترته ..

الشخصية
التفكير
السلوك
الامام علي
نهج البلاغة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    المسلسلات التركية المدبلجة تخاطب الغرائز وتدمّر القيم...

    النشر : الخميس 02 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    المتعلّق لا يُحلِّق

    النشر : الأحد 02 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    كيف تكتسب سمات الشخصية الكاريزمية؟

    النشر : الأثنين 09 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    أيّهم تحب، البنت ام الولد؟!

    النشر : السبت 10 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    خطا النصر الزينبي

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    مواد خطرة تدخل في صناعة حفاظات الاطفال

    النشر : الأثنين 01 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 815 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 557 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 373 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 354 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 344 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 340 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1024 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 978 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 954 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 815 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 803 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 780 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 18 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 18 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 19 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة