في زمن أصبحت فيه التربية والتعامل مع الأطفال أصعب من ذي قبل والأساليب المتعارفة في التعامل معهم باتت غير مُجدية ولأهمية هذا الأمر وضرورة تعلم الأساليب الحديثة التي تحقق نجاحاً في تنشئة طفل سليم ارتأت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية إقامة ورشة ثقافية بعنوان (كيف ندخل إلى عالم تفكير أطفالنا) وكيف يتم ايصال المعلومة الدينية بشكل صحيح ومؤثر قدمتها الأستاذة فاطمة مرتضى معاش المختصة في علم النفس يوم 20/3/2024 م في مقر الجمعية.
بدأت ورشتها بقصة تبين أثر المشاعر في التعامل مع الأطفال وكيف يكون التأثير على الأطفال بالمشاعر.
وأوضحت بأن تعليمهم يمر بأمور أساسية ثلاث ألا وهي: الفكر والمشاعر والسلوك، وللوصول إلى الهدف المنشود في تربية الطفل يجب أن نعرف بالضبط كيف يفكر الطفل؟
أما الفكر فيجب أن نعرف كيف يفكر أطفالنا وإن عملية التفكير تبدأ من الحمل إلى أن يصل إلى مرحلة البلوغ.
وما يمنع النمو الفكري عند الأطفال هو قلة الحركة واستخدامه لجهاز الموبايل لوقت طويل إضافة إلى نوعية طعامه، فالطفل الطبيعي يكون خياله واسعا، مقدمة لإبداعه والتكنولوجيا تقتل ذلك.
وبينت أيضًا كيفية التعامل مع المراهقين والمراهقات بالمشاعر. كما أشارت معاش إلى مراحل النمو الفكري والمعرفي لدى الطفل وهي: المرحلة الحسية الحركية من الولادة إلى عمر سنتين يستخدم حواسه فيكون في مرحلة استكشافية ويجب على الأم أن لا تمنع طفلها من أن يضع ألعابه في فمه فذلك يساعد على تنشيط فكره.
و مرحلة ما قبل العمليات من عمر ٢ إلى ٧ سنوات، معنى العمليات تعني الاستدلال بعلاقة السبب والنتيجة والطفل في هذه المرحلة لم يصل إليها بعد فلا يوجد لدى الطفل فيها حدود بين الواقع والخيال. وفيها لا يستطيع الطفل التركيز على أكثر من جانب من جوانب الموقف في نفس الوقت ويتأثر التفكير في هذه المرحلة بالملامح البصرية..
ثم تأتي المرحلة الثالثة مرحلة العمليات المادية المحسوسة من ٧ إلى ١١ سنة، وتشير المدربة إلى أن سبب تسميتها بهذا الاسم هو لأن الطفل في هذه المرحلة يستطيع التعامل مع القضايا المادية المحسوسة بطريقة منطقية.
وفي هذه المرحلة يمكن للأطفال تصنيف الأشياء على أساس الحجم واللون والشكل وما إلى ذلك تصنيف أوجه التشابه الأخرى والنظر في أكثر من سمة للكائن في نفس الوقت.
أما مرحلة العمليات المجردة التي تبدأ من (١١) سنة فما فوق فتظهر فيها الأنانية مجددًا، وفي هذه المرحلة يعتقدون أنهم يتعرضون لآراء وتقييم الآخرين.
ونوهت معاش إلى أن بسبب التأثير السلبي للتكنولوجيا وعدم نمو الأطفال بصورة طبيعية وأسباب اجتماعية أخرى الكثير منهم بقي في المرحلة الثالثة من نموه حتى بعض طلاب الجامعة ، وليس هناك حل إلا أن نبدل المفاهيم المجردة إلى مفاهيم مادية وملموسة. ويكون التأثير فيهم عن طريق الاهتمام والتواصل الفعال مع عدم استخدام الأساليب السلبية.
وأكثر أسلوب محبب ومؤثر في الأطفال هو الأسلوب الفكاهي بالفكاهة والحماسة إضافة إلى دمج الحداثة مع الأصالة أي الخروج من الطريقة التقليدية واستخدام أدوات مساعدة للتعليم، بهذا ينشأ الطفل تنشئة صحيحة سليمة.
وختمت معاش ورشتها ببعض التمارين العملية والأمثلة الواقعية.
وفي الختام تم استضافة المعلمة فاطمة بوردارا لتقديم درس نموذجي في كيفية عرض المادة الدينية للأطفال تحت عنوان الامام المهدي (عجل الله فرجه) مرفقا مع نماذج تعليمية متوائمة مع المرح واللعب.
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى دائمًا إلى إعداد أمهات واعيات يتزودن بالمعرفة والمهارة ليؤدين مهمتهن الصعبة ألا وهي التربية كأحسن ما يكون.
اضافةتعليق
التعليقات