قد يتساءل الإنسان عن معرفة النور الداخلي الذي يؤكد عليه الكثير دونَ إيضاح وكيفَ يكون؟ إن الله تبارك وتعالى جعل في قلب كلٍ منا نور يكمنُ بداخل سائر البشرية وهو كفيل ليوصلنا إلى المولى عز وجل وهو مايُسمى بالبصيرة.
إن البصيرة هي بمثابة العين، والنور فإن عُميت البصيرة ضاع الإنسان في متاهات الحياة حتى وإن كان يمتلك البصر فالبصيرة مثلُها مثل بيت بلا نور..
فاللبصيرة وقع خاص على علاقتنا بالباري وعام على حياتنا، ولو أدركنا مدى أهمية البحث عنه لما رضينا بالظلام الذي نعيشه.
نستذكر قول الوحي لنبينا يوسف (ع)حينما عرضهُ البائع في سوق النخاسين فبادرهُ يوسف بالسؤال (لمَ تجمعت هذهِ الحشوّد الغفيرة أمامي).
فرد الوحي قائلًا (إنهم منبهرون بجمالك يايوسُف وجمالك هو الذي جذبهم إليك)
فرد يوسف بتساؤل (ولكن جمالي ليس بالقدر الذي أراه).
فقال: إن ما أقصد بجمالك ليس جمالك الظاهري ولكنهم ينجذبون إلى النور الداخلي الذي حباك اللهُ به وقد ظهر على وجهك أي (باطنك عكس على ظاهرك) إنهم يبحثون عن النور الكامن في صدورهم. يدفعون بك هذا الثمن لأنهم مُشتاقون لاقتناءك ليس حبًا بك ولكن لِشعورهم بالشوق لك فهم يرون برؤيتك راحة وللُقياك شوق، (إن اشتياق العبد لنورِ داخلهِ كإشتياق الملائكة لآدم أبو البشر).
هؤلاء قوم يمتلكون البصر لكنهم لا يمتلكون البصيرة قط. فقال إني استنبطُ من حديثك إنهم لايختلفون عني بشيء عدى البصيرة التي هي بمثابة النور في دواخلهم ..).
لذلك فإن الإنسان لا يختلف عن الأنبياء والأولياء بشيء سوى أنهم يمتلكون البصيرة والنور داخلهم مُضاء. فالنّجِد ونجتهد في البحث فبوجودها تَكمن السعادة والاطمئنان . إن أول خطوة للوصول للباري جلّ وعلى والتقرب منه هي البصيرة فمنها سيوّقد النور الوضاء بدواخلنا ..
فكما لكلِ منا قلب ينبض كذلك لكلِ منا بصيرة لكنها محجوبة ومايحجبها عن الظهور هي تراكم الذنوب وبلا شك البحث في بداية المطاف صعب لكن وجود النور أسهل بكثير من الضياع والتخبط بالظلام . البصيرة ماهي إلا نور علينا البحث عنه بين طوابير وسراديب قلوبنا.
وأول خطوة هي تحصين النفس ومحو الملكات السيئة التي تكمن بدواخلنا، للوصول إليها نحن بحاجة للتمسك بآل البيت وطلب العون منهم..
اضافةتعليق
التعليقات