اللعب نشاط مهم لحياة الإنسان، فمن خلال اللعب يشعر الفرد بالبهجة والسرور ويريح النفس ولكنه ذو وظائف متدرجـة بتدرج عمر الإنسان، فاللعب في مرحلة الطفولة والشباب والكبار مهم، وكل مرحلة لها طبيعتها، ولكن اللعب لا يتم على حساب الأعمال، بل ينبغي أن يـتـم في أوقات خاصـة تـأتي بالمرحلة الثانيـة مـن أعمـال القـيـام بالواجب، حتى أن الحياة بكل نشاطاتها المختلفة إطار من اللهو واللعب، قال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) (الأنعام:32).
يرتبط اللعب في المجتمعات الإنسانية بل وحتى الحيوانية، وفي المجتمع الإنساني يمثل اللعب أحـد مـبـاهـج الحيـاة وهـو مستمر باستمرار وجـود الإنسانية، فهو مرتبط بمراحل الحياة عند الطفل الرضيع واليافع بل ويدخل في كافة مراحل التعليم العام والجامعي.
أكدت البحوث التربوية أن الأطفال كثيراً مـا يخبروننا بما يفكرون فيـه ومـا يشعرون بـه مـن خـلال لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان وغيرها، ويعتبر اللعب وسيطاً تربويا يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، وهكـذا فـإن الألعاب التعليميـة مـتـى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالاً في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليهـا إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه.
يعرف اللعب بأنه نشاط موجـه يـقـوم بـه المتعلمين لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية وأسلوب التعلم باللعب هـو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للمتعلمين وتوسيع آفاقهم المعرفية. اللعب نشاط حر وموجه قد يكون على شكل حركة أو عمل موجه، يمارسه الطالب بصورة فردية أو جماعية، ويستغل طاقة الجسم العقلية والحركية، ويمتاز بالسرعة والخفة ولا يتعب الذي يمارسه ويتصف بعدة سمات منها:
1. نشاط لا إجبار فيه وغير ملزم للمشاركين فيه.
2. معد للمتعة والسرور وينتهي إلى التعلم.
3. مطلب أساسي لنمو الطالب ولتلبية احتياجاته المتطورة ولتعليمه.
ويعد اللعب عاملاً أساسيا في إنماء عقلية الأطفال فضلاً عن تطوير مهارات أخرى جسمية وانفعاليـة واجتماعية، وعليـه ظهـرت نظريات عديدة تفسر اللعب منها نظرية الطاقة الزائدة للفيلسوف الإنكليزي (هربت سبنسر) والنظرية التلخيصية التي نادى بها (ستانلي هول) وغيرها من النظريات ، ونصبت الأبحاث إلى كيفية استثمار اللعب لصالح إنماء الإنسان.
وهـو مـن أهـم مـا تتميز به الطفـولـة فمـن خـلالـه يمكن أن يتعلم الطلبة الكثير مما يكتسبونـه مـن المفاهيم والمهارات والاتجاهات حيـث أن الطاقة التعليمية والنفسية والجسدية التي يبذلها الطلبة الصغار في اللعب، تفوق بكثير الطاقة التي يبذلها في التعليم النظامي وممكن أن توظف نـشـاطات اللعب المختلفـة والعـروض الفكاهية والطرائف والمسابقات في تعليم الرياضيات، ويشير بياجيـه أن اللعب عمليـة نـشطة، حيوية ينظم فيها الطفل البيئة وفق استيعابه لمتغيراتها ووفق ما تسمح به أبنيته المعرفية بهدف تحقيق التوازن، أي السيطرة عن طريق المعالجة الحسية وتقليب الأشياء، وتعديل الصورة المتكونة لديه، حيـث مـن خـلال اللعب يمكن للطفـل أن يقيم دنياه الخاصة بما يتناسب مع تخيلاته فتراه يمسك لعبته، ويتكلم معها، ويشبهها بأشياء كثيرة..
فوائد أسلوب التعلم باللعب:
1 - يؤكد ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة.
2- يتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين.
3- يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها.
4- يعزز انتمائه للجماعة.
5- يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل.
6 - يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها.
مميزات الألعاب التعليمية
1- تزويد المتعلم بخبرات أقرب إلى الواقع العملي.
2- تساعد علـى زيـادة ايجابيـة المتعلمين مـن خـلال التفاعـل الاجتمـاعي أثنـاء ممارسة اللعب.
3- تكسب المتعلمين أنواع تعلم كثيرة (معرفية، مهارية، وجدانية).
4- تساعد على تحقيق أهـداف وظيفيـة المعلومات مثل القدرة على تطبيق الحقائق والمفاهيم والمبادئ في مواقف الحياة المختلفة.
5- في تنفيذ الألعاب التعليمية يسود جو من المرح والاسترخاء والتفاعل مما يؤدي إلى زيادة التعلم.
6- تحقيق المتعة والتسلية والنشاط عند الفرد.
7- تتيح الألعاب التعليمية الفرصة لنمو التخيل والتفكير الابتكاري.
8- تنمية القدرة على الاتصال والتفاعل مع الآخرين أي تنمي الناحية الاجتماعية عند الأفراد وتغرس في نفوسهم احترام الآخرين.
9- زيادة تشويق المتعلمين لعملية التعلم.
10- تقـوي ملاحظــة المتعلمين وانتباههم وتعـودهـم عـلـى سرعة التفكير في حل الصعوبات.
11- مساعدة التلاميذ السلبيين إلى مشاركين ايجابيين مـن خـلال التفاعـل الاجتماعي.
12- تنمي الناحية العقلية وتثير العقل على التفكير.
اضافةتعليق
التعليقات