ينظر الاسلام الى الاولاد أنهم ودائع الخالق جل وعلا بأيدي الاباء والامهات والمربين ويجب على الجميع أن يقوموا بوظائفهم في متابعة شؤونهم والدفاع عنهم وارشادهم وأن يحققوا تلك النتائج المرجوة ويوفروا سبل النمو والترقي في جميع المجالات فكيف اذا كانت بنت رقيقة المشاعر غزيزة العواطف.
حيث تشعر البنت بحاجة ماسة الى وجود المكمل التربوي في حياتها الاب والام .
وفي بحث تربوي وجدت ملخص تربية الابناء في كلمتين
( نمل ونحل ) الأولى كلمة *( نمل )* والتي لا بد من تجنبها والثانية كلمة *(نحل)* والتي يجب أن نعمل بها.
أولاً : حاربوا النمل في ثلاثة أحرف
١) ن = نقد ، قللوا من النقد، لا تكثروا الانتقاد لأبنائكم وبناتكم، فإن النقد يقلل من الثقة بالنفس، ويجعل هذا الإنسان مهزوماً مهزوزاً من الداخل.
٢) م = مقارنة ، تجنبوا المقارنة مع الآخرين، لا تقارنوه بإخوانه الصغار أو أخواته الصغار، لا تقارنوه بأولاد الجيران أو أولاد فلان، كل ولد متميز ومختلف عن الآخر. المقارنة الوحيدة المسموحة هي بين القدرات وبين الأداء.
(ماذا تستطيع وماذا تفعل ؟).
٣) ل = لوم ، تجنبوا اللوم وكثرة العتاب، (كأن يقول الأب: أنا وفرت لكم الأكل والمسكن وأنا أعمل وأكدح من أجلكم وأنتم لم تهتموا ) كثرة هذا الكلام وحتى يحس الأبناء بالذنب هذا أمرٌ خطير كذلك.
فالنقد والمقارنة واللوم يجعل العلاقة سلبية والفجوة تكون كبيرة بيننا وبين أبنائنا.
والسؤال هنا: إن كان مجتمعنا في كثير من الأوقات يكثر فيه النقد والمقارنة واللوم، إن تركناها وحاربناها نستبدلها بماذا؟!
ثانيًا : رحبوا بـ (النحل ) وفيها ثلاثة أحرف
١) ن = نجاح ، ركزوا على النجاح، كلما نجح هذا الابن وهذه البنت عززوا ذلك بالثناء وبالإشادة وبالفرح والسرور والابتهاج والشكر والحمد والثناء،
هذا الابن قام بأداء واجباته المدرسية فقل له: ما شاء الله هذه صفة من صفات الناجحين. كلما عمل عملا إيجابيا عززوها بالإشادة.
٢) ح = حسن الخلق ، في التعامل مع الآخرين ونبدأ بأبناءنا وبناتنا، يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ويقول عليه أفضل الصلاة والتسليم: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً). فلماذا نكون عنيفين خشنين مع أبناءنا وحسني الخلق نكون خارج البيت؟ فلنبدأ في بيوتنا (خيركم خير لأهله).
٣) ل = لين ، كن ليناً مع أبنائك، يقول الله سبحانه وتعالى: (فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
فاللين مطلوبٌ في كثير من الأوقات وخاصةً ونحن نتعامل مع أبنائنا مع فلذات أكبادنا.
فلنحارب النمل القاتل
(النقد والمقارنة واللوم)
ولنرحب بالنحل (النجاح وحسن الخلق واللين)
فاطمة الزهراء(ع) الام المربية:
كانت مهمة تربية الأطفل من الوظائف الحسّاسة والمهامّ الثقيلة التي ألقيت على عاتق الزهراء (عليها السلام) و تحمّلت فاطمة عليها السلام مسؤولية التربية، حيث إن شخصية الطفل المعصوم ـ في حاضره ومستقبله مرهونة بتربية أبويه ومراقبتهما ومتابعتهما له ـ وكل صغيرة وكبيرة من حركاتهم وسكناتهم وأفعالهم وسلوكهم ـ كأبوين ـ تؤثّر في روح الطفل الشفّافَة، فهو يقلّد أبويه، ويعكس سلوكهما تماماً كالمرآة.
من هنا أصبحت مسؤولية الأبوين مراقبة أطفالهم بدقّة، والإعداد لمستقبلهم بجدّية، وحماية فطرتهم السليمة من التلوّث ـ لأنّ الله خلقهم على فطرة الإيمان....
فكيف اذا كانت تربية أئمة تقدّمهم للمجتمع نماذج حية للإسلام، وصوراً متحركةً للقرآن الكريم وحقائقه ومعارفه. ومن الواضح أنّ هذا العمل ليس سهلاً يسيراً.
التربية النفسية في دار علي
حدّث يحيى المازني قال : كنت في جوار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المدينة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً ، وكانت اذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تخرج ليلاً ، والحسن عن يمينها ، والحسين عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها ، فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأخمد ضوء القناديل .
فسأله الحسن مرة عن ذلك ؟ .
فقال : أخشى أن ينظر أحد الى شخص أختك زينب .
ومن الطبيعي أن تنشد البنت لأبيها وتتعلق به ، وخاصة اذا ما فقدت البنت أمها فسيصبح أبوها حينئذٍ هو المنبع الوحيد للعاطفة والحنان والرعاية تجاهها عند بقية الناس وتضاعف القضية اذا كانت في بيت مفترض الطاعة ومنبع العلم لذلك تجد عزيزي القارئ علاقة السيدة زينب بأبيها علي بن أبي طالب عامل اضافي يتمثل في الصفات والسمات النفسية والأخلاقية التي يتمتع بها الإمام علي حتى قيل عنها زين أبيها.
فجمعت في خطاباتها وإجاباتها بين بلاغة الكلام والموقف، وفصاحة الكلمة والكلام، كما نقل عن حذلم بن كثير (وكان من فصحاء العرب) بأنه أخذه العجب من فصاحة زينب وبلاغتها، وأخذته الدهشة من براعتها وشجاعتها الأدبية، حتى أنه لم يتمكن أن يشبهها إلا بأبيها سيد البلغاء والفصحاء فقال: كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين.
اضافةتعليق
التعليقات