يعد بدء مرحلة ما قبل المدرسة أو الروضة خطوة كبيرة انتقالية في حياة الطفل والأهل، ويلعب الوالدان دوراً أساسياً في إعداد طفلهما الصغير لهذه التجربة الجديدة.
يبدأ معظم الأطفال مرحلة الروضة في العمر ما بين ثلاث إلى خمس سنوات بحسب جاهزيتهم وقدراتهم وحاجاتهم لدخولها.
وعلى الرغم من أن الأطفال قد يشعرون بالإثارة والحماس لهذه المرحلة فإنه من الطبيعي أيضاً أن يشعروا بالتوتر والخوف من الابتعاد عن أهلهم والتواجد في مكان مختلف وجديد مع أناس جدد.
غالباً ما يفكر الأهل بقلق كبير باليوم الأول أو الأسبوع الأول لطفلهم في الروضة، إلا أن تجهيز الطفل يسبق ذلك بأسابيع أو حتى أشهر.
إن التواصل والحديث مع الطفل بشكل مسبق عن دخوله للروضة يمكن أن يساعد في تخطِّي هذه المرحلة بنجاح ودون مشاكل كبيرة.
تعرَّف معنا في هذا التقرير على بعض الاستراتيجيات وطرق التواصل لتجهيز الطفل للروضة والتعامل مع قلق الانفصال المرتبط بهذه المرحلة.
استخدم اللعب التخيلي لمساعدته على الفهم
هناك الكثير من الطرق التي يمكنك تجربتها في الأسابيع السابقة لتجهيز طفلك لدخول الروضة ومنها استخدام اللعب التخيلي للحديث لطفلك عن الروضة وشرح بيئتها ومساعدته على تقبل فكرتها.
على سبيل المثال، يمكن للأهل والطفل لعب دور المعلم والطالب وأصدقاء المدرسة وتمثيل فقرة الوداع والذهاب والوصول للروضة واللعب مع الأصدقاء وغناء الأغاني وقراءة القصص مع المعلمة.
هذا اللعب يحضّر الطفل نفسياً ويخلق لديه توقعات وفهماً أكبر لما يعنيه الذهاب للروضة ويجعله أكثر تقبلاً وحماساً للفكرة.
قراءة القصص المصورة التي تتحدث عن الروضة
هناك العديد من الكتب المصورة حول الذهاب إلى الروضة المتاحة في المكتبات بلغات مختلفة. حاول الحصول على قصص ذات رسوم توضيحية جميلة ومنوعة واقرأها مع طفلك قبل أسابيع أو حتى شهر من ذهابه للروضة.
اشرح لطفلك الشخصيات المختلفة في القصة وأدوارها وماذا يفعلون. ويمكن أن تشرح بعض القوانين التي يجب الالتزام بها في المدرسة من خلال القصة أيضاً أو تدريب الطفل على سلوكيات معينة مثل طلب الذهاب إلى الحمام أو إخبار المعلمة إنْ شَعَر بالمرض.
قم بزيارة الروضة مع طفلك واستمع لرأيه عنها
من المهم جداً أن يألف طفلك المكان الجديد الذي سيقضي عدد ساعات طويل فيه كي يشعر فيه بالأمان عند غيابك.
ينصح موقع Raising Children المهتم بالأمور التعليمية والتربوية، بأن تقوم باصطحاب طفلك، بعد اختيارك الروضة المناسبة، معك لزيارتها فقط. يمكن أن تتجول في المدرسة مع طفلك وأن تتركه يلعب فيها لوقت قصير وأن تعرفه على معلمه وباقي الأطفال.
بعد ذلك، يمكن أن تسأل طفلك عن الأشياء التي أحبها في الروضة وعن الأشياء التي لم يحبها أيضاً أو لم ترِحه. إجابات طفلك ستساعدك على معرفة النقاط التي تقلق أو توتر طفلك حتى تتعامل معها وتجد حلاً مناسباً لها.
من المهم أن تستمع إلى مخاوف طفلك بنفس قدر اهتمامك بالأمور التي تفرحه. قد يكون طفلك قلقاً من أنك لن تكون في الروضة، لذا عليك توضيح أنك ستقوم بالعودة بعد انتهائه من اللعب في ساعة معينة للعودة معاً إلى المنزل.
قُم بالتحضيرات للروضة مع طفلك
من حقيبة الظهر إلى صندوق الغداء وأدوات المدرسة وحتى الملابس، هناك العديد من الأشياء التي يجب شراؤها قبل دخول الطفل الروضة. لتزيد حماس الطفل وتقبله للروضة، قم بإشراك طفلك في عملية التسوق وشراء حاجيات الروضة وشرح الهدف من شراء كل شيء وكيف سيستخدمه.
هذه التحضيرات ستشعر طفلك بأنه " كبير" ويزيد من ثقته بنفسه.
انتبه للرسائل غير اللفظية التي يرسلها طفلك لك
قد يستطيع الأطفال في سن 3 سنوات التحدث بجمل من ثلاث كلمات أو أكثر. كما يمكنهم التعبير عن الكثير من الاحتياجات والمشاعر الأساسية كالفرح والحزن والغضب. لكن قد لا يكونون قادرين بعد على شرح مخاوفهم أو ما يقلقهم بشكل كامل وواضح، لذا فقد يلجأون للتعبير عن طريق سلوكيات مختلفة.
على سبيل المثال، قد يزداد تعلق طفلك بك أو تشبثه بوجودك في المرحلة الاولى من الذهاب للروضة أو قد يرفض القيام ببعض الأشياء التي يمكنه القيام بها للفت الانتباه وتلقي الاهتمام. على سبيل المثال، قد يطلب منك طفلك إطعامه أو تلبيسه على الرغم من أنه يستطيع القيام بهذه الأشياء بنفسه.
عندما تلاحظ هذه السلوكيات، تذكَّر أهمية التواصل مع طفلك.
حاول أن تسأل طفلك دائماً عن يومه في الروضة، ولكن تجنَّب الأسئلة المفتوحة فهي صعبة الإجابة. يمكن أن تسأله إن كان قد لعب بالمكعبات أو رسم رسوماً جميلة وأي النشاطين قد أحب أكثر. أو أن تسأله ما هو أكثر شي أسعده اليوم وإن كان هناك ما أزعجه أو أحزنه.
أخبر طفلك أنك تحبه كثيراً وأن الروضة هي مكان جميل يستطيع اللعب فيه مع باقي الأطفال ومشاركتهم الطعام والغناء.
تذكَّر أن طفلك يواجه تغييراً كبيراً في حياته وقد يحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية والصبر منك أثناء ذلك.
استراتيجيات تخفيف توتر الانفصال في الفترة الأولى
قد يكون الأسبوع أو الأيام الأولى هي الأصعب بالنسبة للطفل وكذلك للأهل، لذا يقدم موقع Babycenter المتخصص بالأمور التربوية بعض النصائح لهذه الفترة.
إبدأ بترك طفلك بشكل تدريجي
معظم الروضات تقترح فترة تجريبية مدتها من 3 أيام إلى أسبوع لتعويد الطفل على المكان الجديد.
يمكن لطفلك في اليوم الأول أن يبقى من ربع إلى نصف ساعة فقط ثم زيادة المدة تدريجياً كل يوم بحسب استعداد طفلك.
كما أن معظم الروضات تقترح بقاء الأهل مع الطفل في الأيام الأولى، في غرفة مجاورة أو في الممر حيث يمكنهم رؤيته.
البقاء لمدة 15-30 دقيقة مع الطفل هو فرصة لاستكشاف الفصل الدراسي ومقابلة بعض الأطفال الآخرين واللعب ببعض الألعاب.
عندما ترى أن طفلك يشعر بالراحة والاندماج، يمكنك توديعه ثم المغادرة.
حافظ على نبرة صوتك إيجابية ومتفائلة
يلتقط الأطفال ردود فعل الأهل ويتصرفون بناء عليها، لذا حاول ألا تبدو قلقاً أو حزيناً، ولا تقضي وقتاً طويلاً في الوداع، كما ينصح موقع Parents التربوي.
قل وداعاً سريعاً ومبهجاً وطمئن طفلك أن كل شيء سيكون على ما يرام وأنك ستعود لأخذه في ساعة معينة.
فكِّر في إنشاء روتين خاص للوداع
على سبيل المثال، يمكنك إعطاء طفلك قُبلة على راحة اليد "للاحتفاظ بها" طوال اليوم. أو يمكنكما غناء أغنية خاصة معاً قبل المغادرة. روتين الوداع يريح الأطفال ويساعدهم على فهم ما سيحدث بعد ذلك والاستعداد له. حسب عربي بوست
طفلك يبكي في الروضة؟ هكذا تتعامل مع الموقف
طفل يتمسك بأهله بشدة ولا يرغب في الانفصال عنها ودخول الروضة. مشهد دائم التكرار، فهل تترك طفلك يبكي أم تأخذه معك للمنزل وتحاول الحديث معه؟ خبير ألماني يقدم الطريقة المثالية للتعامل مع هذا الموقف.
بكاء الطفل لدى توصيله للروضة مسألة يعرفها معظم الآباء والأمهات وتجعلهم يشعرون بالحيرة بين مشاعرهم كوالدين التي تحثهم على البقاء، والتفكير العملي الذي يقتضي تدريب الطفل على قضاء وقت بعيدا عن الأم والأب. وتتمثل أولى خطوات علاج بكاء الأطفال في أول أيام الروضة، في التصرف الحاسم من قبل الأبوين؛ إذ يتعين عليهما ترك الطفل مهما بكى، ثم سؤال المعلمة بعد ذلك عن المدة التي قضاها في البكاء بعد ذهابهما.
ومن الطبيعي أن تمتد فترة بكاء الطفل إلى عشر دقائق، كما يقول الباحث الألماني في سلوك الأطفال فريتس يانسن في حوار لموقع "إلترن" الألماني، ويوضح: "ستعرف أن طفلك يسير على الطريق السليم إذ تراجعت فترة البكاء من يوم لآخر".
ويعتبر "الخوف من المجهول" هو السبب الرئيسي وراء بكاء الطفل في بداية أيام الحضانة. وهو خوف لا يتخلص منه الطفل إلا بمواجهته ليتأكد أن الروضة ليس بها ما يستدعي خوفه. ويوضح يانسن، أن فكرة الحديث مع الطفل ومحاولة التأكيد له أن الروضة لا تستدعي الخوف، لا تأتي عادة بنتيجة فالطفل في هذه الحالة يحتاج أن يواجه مخاوفه بنفسه.
ويحذر الخبير من ضعف الأب أو الأم في هذه اللحظة واصطحاب الطفل للبيت ويقول: "من يفعل هذا يجعل طفله يفقد فرصة التخلص من مخاوفه غير المبررة". حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات