إذا كنت متمسكاً بشعور الاستياء وغير قادر على التخلص من الضغينة التي تحملها في قلبك، فإنك تحرم نفسك من حياة أفضل، إن تعلم كيفية مسامحة من أخطأوا في حقك ومسامحة نفسك أيضا يعد من أهم الأدوات الضرورية للحفاظ على مستوى ثقتك بنفسك.
إن مسألة الغفران ليست سحراً سوف يغير العالم من حولك على الفور لكن المبدأ الذي تقوم عليه فكرة الغفران صحيحة، إن الطاقة السلبية التي ستنقذها في شعورك بالاستياء يمكن أن تسبب لك الألم وتمنعك من التقدم في حياتك، كما يمكن أن تدمرك جسدياً وعاطفياً.
وربما يكون من الضروري أن تسامح نفسك قبل قبل أن تسامح أي شخص آخر وإذا كنت غير متأكد من سبب غضبك أو إن لم تكن تعلم إذا ما كنت غاضباً من نفسك أم لا، فعليك التعرف على هذا الشعور السلبي ومعرفة سببه، اجلس بهدوء واسأل نفسك ما الذي فعلته، أو لم تفعله وسبب لك الشعور بالاضطراب ربما يكون ما تحتاج إليه هو الاعتذار لنفسك أو لشخص آخر، وربما يكون ما تحتاج إليه هو الاعتذار لنفسك أو لشخص آخر وربما يتطلب الأمر جلسات أخرى لفحص النفس كي تتمكن من التخلص فعلاً من هذا الشعور السلبي، لكن هذه العملية سوف تشعرك براحة مذهلة، إنك لن تتمكن من المضي قدما في حياتك إذا سمحت بأن يتملكك الغضب تجاه نفسك أو اتجاه شخص آخر فعندما يحدث ذلك يقول لك عقلك باستمرار إنك سيئ وفي النهاية تبدأ في تصديق ذلك.
وتتبع سلوكياتك هذا التوجيه غير السليم، إن الندم الحقيقي جزء من عملية مسامحتك لنفسك أو لشخص آخر أو الشعور بالأسف عما وقع من أخطاء كما أن الاستعداد للتكفير عما حدث يعد ضرورياً إذا أردت التخلص من الألم، إن التكفير هو أحد صور عملية الغفران، فعندما تدرك وقوع الأخطاء وتعتذر بشكل ملائم أو تطلب الغفران فسوف تتخلص من الألم وتتمكن من أن تكمل بقية حياتك في هدوء.
هل شعرت يوماً أنك تجد صعوبة في التسامح والعفو عن الآخرين عندما يخطئون؟
أو هل أساء إليك أحدهم وسبب لك جرحاً لم تتمكن من تجاوزه؟
فهناك أناس من أنصار "عدم الصفح عن أي شخص وإضمار الضغينة إلى الأبد"، بينما نجد أناساً يتبنون عبارة: "التسامح ليس ضعفاً، سامح الجميع".
وفي أغلب الأحيان، هناك مواقف نعتقد فيها أننا سامحنا أحدهم ولكننا لم نفعل حقاً، ويعاودنا الشعور بالضيق والاستياء في كثير من الأحيان.
لكن، قلما نجد مَن يدرك أهمية مسامحة نفسه في المقام الأول قبل اتخاذ مواقف من الآخرين، أغلبنا اعتاد على أن يطلق على نفسه الأحكام القاسية، فحتى لو لم نكن من أولئك الذين ينشدون الكمال، لكن قد يستقر داخلنا صوت ناقد حاد وقاسٍ، يحدث أيضاً أننا نشعر في بعض الأحيان بأننا لسنا جيدين بما يكفي، بغض النظر عن إنجازاتنا الخارجية.
هذا يجعلنا نطلق الأحكام على أنفسنا، ونصبح باللاشعور غير قادرين على التصالح مع ذواتنا، وغير قادرين على مسامحة أنفسنا عندما نرتكب الأخطاء.
يظهر البحث الذي أجرته برين براون، الباحثة في مجال الشعور بالخجل والضعف، أن هناك علاقة بين القدرة على قبول المساعدة والقدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين ومسامحتهم.
وإذا لم نتمكّن من الفصل بين قبول المساعدة والحكم على أنفسنا ولم ننجح في محاولتنا للشعور بالتعاطف مع أنفسنا، فعندئذ يصعب علينا أن نعفو ونسامح، بمعنى آخر، ينبع عجزك عن تقبل أخطاء الآخرين ومنحهم فرصاً ثانية من أحكامك القاسية على ذاتك.
عندما لا يكون بإمكانك أن تسامح نفسك وتتعاطف معها، فإنك تعامل الأشخاص الآخرين استناداً إلى المعايير نفسها، وتظل عالقاً.
إننا بحاجة إلى الشعور بالتعاطف مع أنفسنا قبل أن يصبح بإمكاننا التعاطف مع الآخرين، والعفو عنهم.
عندما يتعلق الأمر بمسامحة النفس، فأنت ترى نفسك من خلال عدستين؛ عدسة شخص ارتكب "خطأً"، وعدسة شخص تسبب تصرف ما في إيذائه.
وإليك الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها لتصبح قادراً على الصفح في الوقت الحالي:
ــ تحدث عن ألمك بوضوح.
ــ اتخذ قراراً بتجاوزه.
ــ تقبل الموقف ونفسك وتعاطف معهما.
ــ لا تطلق أحكاماً على الاخرين.
ــ تنفس بعمق بضع مرات، ويُمكننا أيضاً التدرب على التعاطف مع أنفسنا من خلال التواصل مع الآخرين وتحرير أفكارنا وعواطفنا.
ــ ويمكننا دمج ما نتعلمه أثناء تدربنا على التعاطف مع ذواتنا في تعاملاتنا مع الآخرين لنتمكن من الصفح عنهم.
فكلنا بشر، وكلنا لسنا بكاملين، وكلنا نستحق الحب والاهتمام.
وحتى لو جرحك أحدهم لدرجة يصعب عليك نسيانها، فاتخذ من هذا الجرح درساً يعلمك كيفية التعامل مع هذه المواقف في المستقبل.. لكن لا تحمل الضغينة في قلبك؛ لأنك وحدك من سيتأذى..
إن معرفة أنك قادر على مسامحة نفسك ومن أخطأوا في حقك سوف يجعلك أكثر ثقة في نفسك.
اضافةتعليق
التعليقات