من أقوال الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء، (يا خيرة النسوان)، من هذه السيدة التي نالت هذه المكانة حتى كانت خيرة النساء في عصرها، إنها السيدة سكينة بنت الامام الحسين (عليه السلام).
ويقال أن لها عدة اسماء منها سكينة - بفتح السين وكسر الكاف -.. وسكينة - بضم السين وفتح الكاف - وهو الاسم المشهور لها، وهناك قول أن اسمها آمنة على اسم جدتها والدة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسكينة لقب لها ولكنه صار اسما لها في الروايات والكتب المشهورة.
والدتها هي الرباب بنت امرؤ القيس أم عبد الله الرضيع، اختلف في تأريخ ولادتها فرأي قال سنة 42 للهجرة وآخر 47 للهجرة وفي أقل التقادير يكون عمرها في واقعة الطف عشر سنوات.
اختلف في وقت وفاتها: فتقول أنها توفيت في حياة الامام السجاد عليه السلام الذي تمتد امامته من سنة 61 في فترة ولاية خالد بن عبد الملك بن مروان على المدينة وهي في وسط فترة إمامة الامام السجاد عليه السلام فيكون عمرها عند الوفاة قريب الثلاثين سنة..
وعلى هذا القول لما توفيت (سلام الله عليها) أخبر خالد بن عبد الملك ليحضر تشييعها وكانت وفاتها في يوم شديد الحر فأخذ يماطلهم حتى صار وقت العشاء وكان قصده أن ينتن جسدها الشريف من شدة الحر وذلك لعدائه الشديد لأهل البيت (عليهم السلام) وخصوصا أن السيدة سكينة (عليها السلام) كانت ترد عليه لتحجه بسب أمير المؤمنين (عليه السلام) والقول الآخر في وفاتها وهو المشهور أنها توفيت في 5 ربيع الاول سنة 117 هجري في زمان الامام الصادق (عليه السلام).
وعند الجمع بين الأقوال في ولادتها ووفاتها تكون (عليها السلام) قد عاصرت مجموعة من الأئمة المعصومين عليهم السلام هم الامام الحسن السبط والامام الحسين أبوها وأخوها الامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق عليهم السلام، فهي تربت في بيت الامامة الطاهر.
واختلف في موضع قبرها بين أنه في طبرية الشام على شاطئ بحيرة طبرية وآخر أنه في مصر وقول أنها في دمشق في مقبرة الباب الصغير بالقرب من قبر أم كلثوم وفي هذه المقبرة دفن ابن عباس وبلال الحبشي وهذا القول نفاه الشيخ عباس القمي كما نقله عنه السيد محسن الأمين لأنه يقول أنه قرأ على صندوق القبر مكتوب: هذا قبر سكينة بنت الملك، ولم تكتمل الكتابة لانكسار الصندوق، وكلمة الملك لا تطلق على الأئمة عليهم السلام..
المشهور بين علمائنا أن زوجها هو عبد الله الأكبر ابن الامام الحسن السبط، وكان حاضرا في كربلاء واستشهد مع الامام الحسين عليه السلام واختلفوا هل حصل الزواج الكامل، النتيجة هي كانت زوجة له ولم تتزوج بعده..
أقوال الامام الحسين عليه السلام فيها:
قال عنها حينما جاءه الحسن المثنى بن الحسن السبط خاطبا لإحدى ابنتيه فاطمة وسكينة انها (غالبا عليها الاستغراق مع الله عز وجل) أي هي منقطعة لله تعالى.
قال فيها وفي أمها الرباب شعرا:
لعمرك إني لأحب دارا
تحل بها سكينة والرباب
قال في يوم عاشوراء عند وداعها:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي
منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
مادام مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي
تأتينه يا خيرة النسوان..
فوصفها بأنها خيرة النسوان..
افتراءات على السيدة سكينة:
تعرضت السيدة سكينة لافتراءات كثيرة من الأقلام المأجورة للإعلام الاموي المعادي لأهل البيت (عليهم السلام).
جهادها في كربلاء:
في كربلاء حيث تحملت مصائب كربلاء مع نساء البيت العلوي وعاشت كل أحداثها وكانت من الرواة لأحداث واقعة كربلاء وتعرضت للسبي مع عائلة الحسين.
بعد كربلاء.. واصلت مسيرتها الجهادية في نشر علوم أهل البيت والتصدي لطغاة بني أمية حيث ينقل المؤرخون أن والي المدينة في زمن امامة الامام السجاد عليه السلام خالد بن عبد الملك أحد أحفاد مروان بن الحكم وكان ناصبي يتكلم السوء على أمير المؤمنين عليه السلام، فكانت السيدة سكينة تلقن جواريها أحاديث الرسول ومناقب أمير المؤمنين وتقول لهن ارددن عليه، فكان الوالي ينزعج من ردهن فيضرب الجواري لأنه لا يتجرأ على السيدة سكينة، وفي رواية أنها هي كانت تضرب ستارا في المسجد وترد هي عليه..
وفي موقف يذكر على المنابر حينما أراد الامام الحسين عليه السلام توديع عائلته الوداع الثاني التفت إلى ابنته سكينة فرآها منحازة عن النساء باكية نادبة فوقف عليها وتكلم معها.
وبعد استشهاد الامام الحسين ولما مروا بضعن العائلة على جثث القتلى اعتنقت السيدة سكينة جسد أبيها الحسين عليه السلام فكانت تحدث أنها سمعته يقول:
شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني
أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني..
واجتمع عليها عدة من القوم وجروها عن جسد أبيها..
اضافةتعليق
التعليقات