كثيراً ماكنت أحاول أن أرتب كل شيء من حولي لكن في نهاية اليوم أجد كل شيء مبعثراً والفوضى تعم المكان، رغم الجهود التي بذلتها لكن الفشل كان يلازمني، اعتقدت في بداية الأمر أن الأطفال هم السبب في كل تلك الفوضى وسرعان ما انتفى هذا الإعتقاد عند دخولي لأحد البيوتات المرتبة والنظيفة والمليئة بالأطفال!.
شكل لي التنظيم تحدياً أساسياً فتخيلوا أن تستيقظوا في الصباح وكوب القهوة لايزال في أيديكم وأنتم تنظرون لتلك الفوضى اللعينة وتتخيلون أن لديكم عصا سحرية ترتب المكان في غضون دقائق!.
تلك كانت أولى مشاكلي إلى أن قرأت مقال للمدربة «لورا رولاندز» والأخصائي النفسي الإكلينيكي «آري توكمان»، ووجدت نصائح وتقنيات للتعامل مع الفوضى في المكان الذي تحاول فيه التقليل منها.
تقول لورا: "أحد الأخطاء التي يرتكبها المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه هي رغبتهم في تنظيم كل شيء في وقت واحد".
هذا ماكنت أصاب به أغلب الأحيان، أرغب دائماً أن أرى كل جهة في البيت منظمة وبنفس الوقت، لكن منذ الآن سأرتب غرف النوم وعندما أنتهي منها تماماً سأنتقل إلى الأخرى، سأوقت منبهي وأحدد مدة تقريبية لكي أنتهي من تنظيف المطبخ وعندما يرن جرس المنبه سآخذ كوب الشاي وأقطع العمل إنه وقت الراحة .
أيضاً كنت أترك العمل يتراكم وهذا الشيء تسبب لي بالإجهاد المضاعف فلو قسمت وقتي منذ البداية لما حدث هذا الأمر .
ولا أخفيكم أمراً أني ورثت عادة سيئة من أمي زادت من تشتت انتباهي وهي اقتناء الأشياء غير الضرورية أو شراء ما لا أحتاجه، يجب أن تكون صارمًا مع ذاتك في تعريف المزيد من الفوضى في حياتك بشكل عام، هذا ما يقترحه توكمان، ناهيك بأنه كلما قلَّ ما يدخل حياتك من ممتلكات جديدة، قلت حاجتك لإدارة هذه الممتلكات وترتيبها وتنظيمها. قاوم تلك الرغبة في شراء ما لا تحتاج.
وكذلك يجب على كل من يصاب بتشتت الانتباه أو صعوبة التخلص من الفوضى أن يضع له موعداً دورياً للقاء له مع فوضاه!، وأن يقلل من المشتتات فلا يعقل أن يبدأ بتنظيف غرفة ما وينهي خلال تنظيفه خمس مكالمات مثلاً ويشاهد فلماً!.
وأخيراً إذا احتجت المساعدة فلا تتردد في طلبها وتذكر أنه "لا تتوقع الاستمتاع بالتنظيم والترتيب، عليك فقط أن تمارس هذه المهمة على أي حال".
اضافةتعليق
التعليقات