• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صناعة الصنم.. كيف تبدأ ومن يضع الأوسمة عليه؟

رقية تاج / الأربعاء 15 آيار 2019 / تربية / 2859
شارك الموضوع :

على غرار عادات العرب في الجاهلية، شيّدتْ تلك المرأة تمثالاً يحاكي شكل هبل واللات والعزى، إلا أنه ليس على سقف الكعبة ولا في معابد المشركين، ب

على غرار عادات العرب في الجاهلية، شيّدتْ تلك المرأة تمثالاً يحاكي شكل هبل واللات والعزى، إلا أنه ليس على سقف الكعبة ولا في معابد المشركين، بل في مكانٍ قصي داخل صغيرها، بنته حجراً فوق حجر حتى بات صنماً له هالة من القدسية وحصانة متمنّعة عن أي نقدٍ أو تشكيك!.

أول حجرٍ وُضع في أعماق الطفل كان بداعي الحب، رفضتْ والدته أي اساءة يتعرض لها في المدرسة، لم تشكّ أبداً في أقواله، صفحت عنه بطيبة قلب عن كل زلّة ومصيبة، صدّقته وكذّبت كل المدّعين بجبروته الآتي من الدلال، وهكذا تعزز شعور العظمة وكبر معه، وعندما بلغ ابنها مبلغ الرجال أحاط نفسه بمظاهر الترف المادي والمعنوي، لم يتزوج إلا من من عليّة القوم، رفض الدراسة أو العمل بأي وظيفة، فالبطالة عنده خير من العمل الوضيع، ولمَ العمل أصلاً وهو صاحب أموال تضاهي ثروة قارون!.

ماتت والدة ذلك الفتى، لكن الصنم الذي أُنشئ في داخله لايزال صامداً في مكانه بل تملأ الأوسمة صدره الحجري، تلك التي وضعها هو وأبناءه وأيضا أولئك الذين يحيطونه ممن أطعموا الصنم الحجري مداراةً لمصالحهم..

اليد التي صنعت الصنم في هذه القصة كانت الأم، وفي أخرى قد تكون الأب، وغيرها كانت العائلة أو العشيرة، أو حتى المدرسة والمعلّم، نهايةً إلى المجتمع ككل، وتكون الدواعي تارةً من  العاطفة، أو اسم وسمعة الشخصية، أو مايملك من مال وعلم ومكانة وقوة، أو تشكَّل ذلك الصنم من قبيل مرضٍ وعقدة نفسية وشعورٍ بالنقص لا أكثر، أو من جهلٍ وطمع وأخيراً من الخوف!.

أمّا النتيجة ياسادة ياكرام، فطاغوت متجبّر، أو ظالم لايقبل الحق، أو مغرور وأناني، أو ارهابي متطرّف يعبد نصّه الذي لايقبل التأويل أو أسياده المعصومين أكثر من الأنبياء!.

إنها الصنمية، آفة انتشرت على مر العصور، ومن مفرزات وجودها، جهل وعبودية وتخلّف وفقر وظلم وجرائم، ومن أشكالها صنمية سياسية واجتماعية ودينية ونفسية، وتختلف أشكال وأحجام تلك التماثيل، على حسب الزمان والمكان والموقف، وأيضا قد يكون ذلك الصنم مرئي أو غير مرئي.

على سبيل المثال وهو النموذج الأقرب والأشهر في تجسيد الصنمية، هو قضية تخليد القادة،    فالشعب الجاهل تأخذه روعة شخصية مليكهم وعظمته، فيبررون جرائمه وظلاماته، والأمثلة هنا لاتعد ولاتحصى، يقال: "نحن من نصنع غرور الاخرين، لأننا نعطي قيمة لمن لاقيمة له". فالناس هم من صنعوا تلك الحالة، إما خوفاً أو اعجاباً أعمى أو هم يريدون في قرارة أنفسهم من يأخذ القرار عنهم.

هذا على الصعيد السياسي أو الخارجي، أما نفسياً فهناك العديد من الأصنام التي تُعبد دون الله، ولايتسع لها المقال بحثاً، فهناك صنم اسمه نظرة الناس، العيب، وعلى سبيل المثال شبابنا يرفضون العمل في مهنة بسيطة أو لنقل بغير شهادتهم واختصاصهم، فيرون أنّ هذا الشيء ينقص من شأنهم، ولايليق بهم، وفي جانب آخر عندما يهاجر هذا الشاب نفسه إلى بلاد أوروبا سيقبل العمل بأي شيء، لماذا؟

لأن في تلك البلدان هذا الأمر مقبول اجتماعياً، وفي بلدانهم تحكمهم نظرة العيب والعادات والتقاليد أما نظرة الدين _التي لاترى في العمل المتواضع عيباً مادام في الحلال_ فهي غير مهمة ومهملة في هذا الجانب..

وأخيراً ، كيفية هدم تلك الأصنام إن لم تكن من الانسان نفسه فمن المجتمع، والمعاول يجب أن تكون العلم والوعي والحرية.. لأن "الانسان يولد حراً، لكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد"!.

الانسان
المجتمع
التربية
الظلم
الغرور
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    كوني زوجته الثانية!

    النشر : السبت 13 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هذا بيتنا... وهذه قصتنا؟!

    النشر : الأحد 05 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    النشر : منذ 23 ساعة
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    المــرأة الـمـحـامـيـة.. صـعـوبـات ومـتـاعـب وإثـبـات وجـود فـي ظـل ثـقـافـة ذكـوريـة

    النشر : الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    (نكدر للإسناد النفسي).. فريق يعزيز السلوك الايجابي

    النشر : الأحد 13 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    قِصَصٌ وَفُرَصٌ ١: أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ؟

    النشر : الأثنين 08 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 924 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 776 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 461 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 381 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 351 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 344 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1370 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1225 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1146 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 23 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 23 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 23 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة