لاغفاءة عزيزة الحسين على ثغر معشوقها سر الى الان لم ينكشف ، ولوصالها تراجيديا مؤلمة لم تتوضح مقاييسها وابعادها حتى هذه اللحظة.
لقد وصفها من سبقني بأنها اصدق عاشقة وفت بعهدها لمعشوقها عندما ترجمت (اموت عليك) عمليا فماتت عليه فعلا بعد اغفاءة بدت لأول وهلة انها اغفاءة طفلة متعبة من اثر نشيج وبكاء ، لكنها كانت اغفاءة سرمدية اختزلت فيها كل اوجاعها وعنفوان فقدها واشتياقها .
هي لم ترد ان يكون لوصلها هذا نهاية قصة لعاشقة مجروحة ومهيضة الجناح ، بل ارادت لهذا الوصل ان يكون بداية عشق سرمدي لا يفارق المحب فيه محبوبه ، فوضعت ثغرها على ثغره لترسم لنا صورة بالغة الأثر لعاشقة ذابت في معشوقها الى حد الممات .
عظيمة انت سيدتي يارقية ، حتى في اغفاءتك الموجوعة حتى النزف ، فياليت هذه الاغفاءة -سيدتي - توقظ ضمير من باتوا بلا ضمير!! ولكن هيهات وانّى لهم ان يحيطوا بكنه طفولة عاشقة تحوم كطائر ذبيح فوق نحر ذبيح ؟!
ومن هنا ادعو كل من يهتم للطفولة الى الوقوف في صف مظلومية طفلة الحسين عليه السلام .. ولنخصص لها يوما عالميا باسمها، لانها تمثل الطفولة المنتهكة في ظل حكم الطواغيت.
عندما انادي يارقية تجتمع كل آهات الكون لتشكّل آهاً عظيمة تُقلب على قلبي المواجع ... وتستثير كل دفائن الحزن المخبوءة.. وحين اصرخ يارقية فاني استنهض كل الضمائر بصرختي المدوية كي تتلمس طرق المساندة لا طرق الخذلان .
فاستفيقي ياضمائر العالم فعزيزة الحسين ادركت النصر بموتها العجائبي .. بقي عليكم انتم ان تسلكوا طريق العشق لتدركوا مذاق شهد ذاك الخلود المتسربل بالموت بدءً وانتهاءً .. فهل انتم ونحن قادرون على الولوج الى بوابة ذلك العشق الازلي ؟.
انها امنية شائق يتمنى.. فهل الى عشق العالين من سبيل ؟ وهل الى دنيا الهداة من بني السادات من ايادٍ تنتشلنا حيث سعادة الدارين وجنى الجنتين ؟.
كلمات سطرتها خجلا ... وفاءً لبعض وفاء سيدتي رقية وانّى ليَ الاحاطة بوفاءها كله.
اضافةتعليق
التعليقات