إن من أهم أسباب الشعور بالشقاء هو الكآبة التي تعتبر العدو الأول للسعادة.. فكم من اناس يملكون كل اسباب الرفاهية ولكنهم يعيشون منطوين على أنفسهم يعانون من الشعور بالإكتئاب والقلق.
إن الكآبة السريرية قد تكون شديدة الخطورة، وتتطلب عناية طبيب او عالم نفساني مدرب على معالجة هذا الاضطراب، فإذا بقي مزاجكم العكر مسيطرا عليكم يوم بعد يوم، واسبوعا بعد اسبوع، أو تحول كآبة واضحة فعليكم بمراجعة الطبيب.
ولكن يمكنكم ان تساعدوا أنفسكم، وإليكم بعض الاقتراحات الصادرة عن مراجع رائدة في هذا المجال:
أولا: اشغلوا أنفسكم بعمل بناء. يقول احد الخبراء: "ان الكآبة تتغذى من الجمود، والحركة عدوها الطبيعي".
فكلما تكاسلتم زادت رغبتكم في الكسل، ولمحاربة الجمود فلابد من تدوين برنامج عمل يومي من الصباح إلى المساء ، دونوا كل شيء بما فيه أوقات الاستحمام ووجبات الطعام. لانكم ان كنتم تعلمون من الكآبة حقا فستبدو المهمات الصغيرة كبيرة في نظركم. جزئوا النشاطات المعقدة إلى خطوات صغيرة منفصلة، فتبدو لكم اكثر قابلية للحل.
ثانيا: ساعدوا الآخرين.
يزداد إيمان الأطباء بجدوى مبدأ "حب الآخرين" كوسيلة ناجحة للتوصل إلى صحة افضل، ومن شأن العمل الطوعي والخدمة الاجتماعية وغيرها من التصرفات الودية (كالتبضع لاحد العجزة مثلا) ان تعطي نتائج علاجية.
ثالثا:اجعلوا الفرح بندا في جدول اعمالكم.
كثير من الأشخاص المصابين بالكآبة يتخلون عن التسليات التي تمنحهم متعة مما يزيد الأمور تعقيدا.
ولتغيير نمط حياتكم ركزوا على التفاعل الاجتماعي وخصوصا اللقاءات مع الأصدقاء وحاولوا الابتسام أيضا.
رابعا: مارسوا الرياضة بانتظام.
يقول أحدهم: «اذا ركضت فإني اشعر بتحسن لمجرد اني أنجز أمرا ما، ومهما كان بؤسي كبيرا قبل الجري، فإنه يزول بعده وأشعر بتحسن».
ويعتقد العلماء ان التمارين الرياضية كالمشي والجري والسباحة تعزز الثقة بالنفس، وتزيد الإحساس بالعافية وتقوي العزيمة، وهي إذ تساعد المرء على الاسترخاء، تخفف التوتر الذي يساهم في الكآبة.
خامسا: اعرفوا تقلباتكم المزاجية.
ليس الإنسان في حالة مزاجية واحدة، فهو أحيانا هادئ وأحيانا أحرى متوتر. والأمر لا يعود إلى أفعال إرادية دائما، بل بعضها يرتبط بالتقلبات الجوية، وبعضها البيئة، المهم أن علينا أن نعلم ما يدور في امزجتنا حتى لانسمح لتعكر المزاج ان يفرض علينا شروطه.
فإذا كانت لديك مشكلة لها ما يبررها، فإنها ستبقى بعد احسن مزاجك لتحاول إصلاحها، والحياة في هذه الحالة تتمثل في ان تشعر بالامتنان عندما يصفو مزاجك، وأن تتقبل الأمور عندما يتعكر وألا تأخذها على درجة كبيرة من الجدية.
وفي المرة التالية التي تشعر فيها بتعكر مزاجك، لأي سبب كان، فإن عليك ان تذكر نفسك "بأن ذلك أيضا سوف يمر".
وأفضل وسيلة لعلاج الكآبة هو القرآن الكريم، قال تعالى في كتابه الكريم: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك يُنادون من مكان بعيد).
اضافةتعليق
التعليقات