العدل هي لبنة اساسية لكل المجتمعات البشرية بغض النظر عن دياناتهم واعتقاداتهم، والعدل أهم عوامل السعادة التي يتمناها كل فرد مهما كانت منزلته في المجتمع.
أيضا الإسلام أعطى اهمية كبيرة لهذه القيمة الاجتماعية، حتى الله عزوجل من صفاته الذاتية، العدل؛ وحرم على نفسه الظلم مع القدرة التي عنده سبحانه وتعالى.
وبتحقيق العدل والمساواة يشعر الإنسان بالطمأنينة والاستقرار الفكري وراحة البال، وهنا أذكر قصة عن عدل أمير المؤمنين علي عليه السلام، عندما ضرب عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي عليه السلام في ليلة التاسع عشر من رمضان، وصى ابنه الإمام حسن عليه السلام فقال؛ "فإن أنا متُ فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة، ولا تحرقه بالنار، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إياكم والمثله ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وانا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا عفوا وكرما".
هذا كان مقتبساً من وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام في قاتله؛ فإذا دققنا في هذا الكلام النوراني سنلاحظ أن الإمام عليه السلام كان من أشد الحريصين على أن يعدل مع اعدائه حتى لو كان ذلك الشخص قاتله، فنلاحظ أيضا كيفية التعامل معهم، إذ أوصى عليه السلام ابنه أن يعامل قاتله بالمثل ويقتص منه بالعدل، فلا يمثل به أو يعذبه.
السؤال هنا، أين نجد هذه العدالة والمساواة في أيامنا الحالية، للأسف قد ابتعدنا عن الرسول وأهل بيته الطاهرين عليهما السلام ولهذا تسلط علينا من لا دين له ولا قيم، ونرى الحكام يبطشون ويقتلون من غير رحمة ولا عدالة مع أنهم يلبسون ثوب الإسلام ويرددون شعارات العدالة والمساواة وهم بعيدون عن كل هذا.
فأين هم عن أمير المؤمنين علي عليه السلام وسيرة حياته المشرقة، ولو اتخذوها قدوة، لساد الأمن والأمان في كل الدول الاسلامية.
"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" هذه العبارة تدل على أن كل فرد فينا يجب أن يغير ما في نفسه ومَن حوله؛ وأن يتخذ الرسول وأهل البيت عليهم السلام أسوة حسنة حتى يتمكن من تغيير المجتمع فتسود العدالة بين الناس.
اضافةتعليق
التعليقات