يلعب الاعلام دورا هاما في تزويد الدول والمجتمعات بالأخبار والمعلومات والأفكار، بكافة أشكالها المقروءة والمرئية والمسموعة، وتعمل على ربط المجتمع بالقيادة السياسية أو الدينية، وبالتالي أصبح الاعلامصوت الشعب أو صوت من لاصوت له لأنها تمثل رأي الناس.
وبالتالي تحرص كل دولة أو منظمة أو مؤسسة أو فكر أو عقيدة معينة، أن تستفيد من هذه الوسائل التي أصبحت متواجدة في كل بيت تقريبا، وأن تجد لها موضع قدم فتبث أو تنشر آراءها لتكسب قاعدة جماهيرية فتقوى شوكتها وتتشجع على الانتشار الأوسع وفي أكثر من وسيلة.
وفي سبيل ذلك تحشد هذه الجهات كل الوسائل لإقناع الرأي العام بما يُقدّم في قنواتها، وتستعين بخبراء علم النفس لإقناع العقول أكثر وكذلك تستخدم الوسائل التكنولوجية والفنيّة لجذب انتباه المشاهد أو القارئ.
الاعلام المهدوي
قد يسأل سائل، لماذا لم نستخدم مصطلح إعلام إسلامي أو ملتزم، أو محمدي، أو شيعي أو علوي وحسيني...
أولا: لأن كل تلك المسميّات تصب في قناة واحدة وهي صوت أهل البيت، فكلهم من نور واحد وهو محمد(ص)، وهم سلسلة مترابطة لايصح أن نأخذ حلقة دون أخرى.
ثانيا: جل عقائدنا موضع اختلاف لدى الاخر، ولكن قضية الامام المهدي بالذات من الأهمية والخطورة مايتوجب علينا التركيز عليها ولاسيما في وسائل الاعلام، وأيضا نقطة أنّ الامام المهدي هو إمام هذا الزمان وحجة الله في أرضه رغم غيابه عن الانظار، فكيف لاندافع عنه أو ننشر فكره ومبادئه، وواجبنا أن نقدّمها لكل العالم بقالب فنّي معاصر.
وفي ذلك تشير جين روت في كتابها (افتح الصندوق): لوسائل الاعلام دور في تحديد طريقة تفكيرنا.. إنها تعمل على اعطاء صورة مفصّلة عن ذواتنا.
فعقيدة وجود الامام وانتظاره تلقي ظلالها على كل مناحي الحياة، وأساسها مبدأ أن من لايعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية كما يذكر الحديث الشريف.
كيف ننصر الإمام إعلاميا؟!
من ملك الاعلام ملك كل شيئ، لذلك نرى تحكّم الآلة الاعلامية الهوليودية بحياة أغلب الناس، وعالم ديزني للصغار، ومن أهم الشرائح المتأثرة هم الأطفال، وهم الذين نتركهم لساعات أمام شاشات التلفاز وماتبثّه من سموم، أو متسمّرين أمام الجوّالات والانترنت المفتوح على 24 ساعة من دون أي تقييد أو حذر.
إذن البداية ولاشك يجب أن تكون من وإلى الطفل، وقد بيّنت الاحصاءات الصادرة عن برنامج الامم المتحدة الإنمائي أن 40 % من أبناء مجتمعنا العربي هم من الشريحة العمرية التي لاتتجاوز سن ال14.
لذلك يجب علينا أن نولي هذه الشريحة اهتماما بالغا، فهو عالم قابل للتشكيل على وفق مانريد.
فالاطفال هم أجيال المستقبل وهم الأمل في التمهيد لدولة الامام المنتظر، ورهان كبير للمستقبل.
وفي قضية الامام المهدي(عج) يجب أن نقدّم صورة تلائم فكر الطفل وخياله، فالعلماء والتربيون يذكرون الحاجات الاساسية للطفل وهي: (الحاجة الى الغذاء، والحاجة الى الأمن، والحاجة الى المغامرة والخيال، والحاجة الى الجمال، والحاجة الى المعرفة)، فكم من المفيد أن نوّظف هذه الحاجات ونربطها بالإمام الغائب الذي به يدفع البلاء عن اهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض تزهر الأرض ويعم الأمن والسلام المفقود في أراضينا وتكتمل عقولنا ويتقدّم العلم كثيرا على يديه.
وكل ذلك من الجميل أن يُقدم بفلم كرتوني أو فلم قصير يعتمد الأسلوب القصصي والدرامي، ويكون على شكل سلسلة أو حلقات.
هذا من جانب الأطفال، وأما الشرائح الأخرى وعلى رأسها الشباب، فمخاطبتهم أصعب بكثير رغم تعرّضهم الدائم لوسائل الاعلام كافّة.
الكثير من شباب اليوم لايعرف عن إمام زمانه سوى إسمه ويوم ولادته والقليل من المعلومات السطحيّة التي لاتُفيد في إقناع الاخر في وجهات نظرنا.
بطون الكتب مليئة بالأحاديث عن صاحب الأمر والقائم من آل محمد(ص) ومنها كتب الطوائف الاخرى بل حتى الاديان المغايرة من المسيح واليهود.
وتزخر الكتب أيضا بمعاجز للإمام أو قصص لأناس تشرّفوا برؤيته المباركة.
وعلى المعنيين في مجال الاعلام أن يأخذوا كل ذلك بعين الاعتبار وتقديم تلك المواد بصورة جديدة غير طريقة المحاضرات -على أهميتها وجدواها- والانتقال إلى وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا(اليوتيوب) و ساحة البرامج الحواريّة وحلقات النقاش بين الشباب حول كل مايُثار ولاسميا قضية الامام المهدي ووجه الانتفاع من الغيبة وفنون الانتظار والأهم من كل ذلك التمهيد لظهوره وإستقباله على أتم وجه.
اضافةتعليق
التعليقات