يعد الخطاط الراحل يوسف ذنون من أبرز الأسماء التي كرست حياتها للحفاظ على فنون الخط العربي، واتفق علماء الخط العربي والاسلامي على أن يطلقوا عليه فقيه الخطاطين العرب، لما يملك من ابداع واتقانه خاصة في اطار الخط العربي الذي كرس له حياته التي تجاوزت العقد الثامن.
ولد يوسف ذنون عبد الله في محلة باب الجديد، دخل مدرسة ابن الأثير للأحداث عام (1939) ومنها إلى مدرسة باب البيض للبنين والتحق بعدها بالمتوسطة الغربية ثم المدرسة الإعدادية المركزية وتخرج فيها، ملتحقاً بالدورة التربوية ذات السنة الواحدة بالموصل وتخرج فيها، ثم عين معلماً في مدرسة المحلبية، وانتقل إلى مدرسة حمام العليل، فمدرسة ابن حيان، ثم انتقل إلى مركز وسائل الإيضاح بعد افتتاحه ومنه إلى متوسطة الوثبة، ولقد تعلم ودرس على آثار علماء الخط العربي.
اشتغل في التدريس كمعلم في معهد المعلمين، ودرسَ مادتي الخط العربي والتربية الفنية ثم انتقل إلى ثانوية الرسالة وأصبح مسؤول الخط العربي في النشاط المدرسي وأصبح مشرفاً تربوياً للتربية الفنية عام (1976 )، وقد ساعدته مثابرته وعمله السياسي مع القوميين العرب على التقدم السريع وكان يعد واحداً من الخمسة البارزين في هذه الحركة.
وبعد انتهاء مدة التدريس أحيل إلى التقاعد وقد عقد ندوات ومحاضرات في تاريخ وتطور الخط وأقام دورات عامة لتعليم هذا الفن الإسلامي في مدينة الموصل، ولهُ آثار فنية في الخط واللوحات على كثير من الكتب والمجلات، وكتب لوحات وأشرطة على جدران أربعة وأربعين جامعاً، وأقام معارض في الخط العربي ودرب طلبته على الخط، وساهم هو وطلابه في معارض بغداد منذ عام (1972).
آثار عمله في مدينة الموصل
في المدينة ستجد آثاره باقية على أهم المعالم المعمارية فيها خاصة جوامعها التي ازدانت بخطوطه، وقد وصل عددها إلى 250 جامعا ومسجدا، ولعل أبرز ما خطته أنامله: عبارة “قل ربي زدني علما” على بوابة جامعة الموصل العريقة، التي تأسست عام 1967 وهناك الكثير من اللوحات الموجودة في دول العربية.
الندوات
ــ يذكر أن الراحل يوسف ذنون وبعد تحرير محافظة نينوى من سلطة تنظيم “داعش” في تموز عام 2017 أقام مركزا ثقافيا خاصا بالخط العربي في مدينته الموصل شيده على نفقته الخاصة، اعتاد أن ينظم فيه كل أسبوع ندوات يستضيف خلالها نخبة من الباحثين الخطاطين والرسامين للمشاركة في محاضرات عن الخط والرسم.
ــ يضم المركز مكتبة تضم كتبا تاريخية وفنية ورسومات، اضافة إلى بحوث ودراسات يصل عددها إلى 120 بحثا ودراسة.
ــ شارك في تأسيس جمعية التراث العربي في الموصل وهو عضو في جمعية الخطاطين العراقيين وعضو فخري في جمعية رابطة الخريجين لتحسين الخطوط العربية في مصر.
ـــ شارك في العديد من المعارض الدولية للخط في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وماليزيا.
تكريمه
كرم من قبل رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر عام 1972 بمناسبة إقامة معرض الخط العربي الأول في بغداد. ولقد كتبت عنهُ بعض المقالات والدراسات.
مؤلفاته
ساهم يوسف ذنون في تدريس قواعد الخط العربي وكتابة عدة مؤلفات في مناهج التدريس والخط العربي، ومنها:
الكتابة وفنّ الخطّ العربي، النشأة والتطوّر.
درس التربية الفنية 1965م.
خلاصة قواعد خط الرقعة 1971م.
الخط الكوفي 1972م.
مبادئ الزخرفة العربية (التوريق) 1972م.
تحسين الكتابة الاعتيادية 1978م.
قواعد خط الرقعة 1978م.
قواعد الخط الديواني 1978م.
الواسطي موصلياً 1998م
توفي شيخ الخطاطين العراقيين في أحد مستشفيات الموصل (شمالي البلاد) رحل يوسف إثر إصابته بجلطة دماغية عن عمر ناهز 89 عاما، فقيه الخط العربي صباح يوم الجمعة وكان ذنون الذي يعد من أواخر الخطاطين الذين عاصروا العهد الملكي في العراق- نُقل إلى المستشفى قبل نحو أسبوع بعد تدهور حالته الصحية.
وبسبب كبر سنه، وعدم قدرته على الاستمرار في ممارسة الخط على النحو الذي كان عليه سابقا، افتتح مركزا مختصا في الدراسات والأبحاث التاريخية والفنية، سمّاه باسمه، ومن ضمن مهام هذا المركز إقامة الدروس والمحاضرات التعليمية عن الخط العربي ومدارسه المتنوعة.
وكان ذنون قد نال عام 1966 الإجازة من الخطاط التركي الشهير حامد الآمدي
(1891 – 1982 م ) ولم يكن من السهل على أي خطاط أن ينال شرف هذا التكريم من قبل الامدي، إذا لم يكن على درجة عالية من التمكن في جميع أنواع الخطوط العربية.
اضافةتعليق
التعليقات