الالتزام صفة مميزة تكسب صاحبها الاحترام والثقة بين الناس، وهو ما تبحث عنه العائلات عند اختيار شريك الحياة أو الأصدقاء أو حتى في العمل، يبحث صاحب العمل عن الإنسان الملتزم، والإلتزام يعني: المداومة والإيمان والأمانة.
فنحن عندما نداوم على الصلاة ونلتزم بأوامر الدين بالمجمل، كالصيام والزكاة والحج نكون قد حققنا أول المسير على طريق الإستقامة في باقي الأمور التي تحتاج الى الإلتزام في المعاملات والعبادات.
والحياة الزوجية تحتاج إلى الإلتزام بالعقد والمعاملة، فمن خلال ارتباط كلا الطرفين يكون لزاما عليهما الخوض في تشعبات الحياة، معتمدين على التزام كل طرف بواجباته التي قد يجامل فيها أحد الطرفين لصالح الطرف الآخر، كنوع من المحبة والتآلف.
ولاشك أن لذوي النهى دور في متابعة سير المجتمعات نحو التكامل، ولهم يعود الفضل في انتشار الأخلاق الحسنة فيما بينهم، فهم يمنحون الثقة للآخرين ليسيروا على طريق الهداية، فلا يمكن لأي طرف أن يكون مهتديا دون وجود هدى يجده منهم، ويمنحون بريقه للآخرين.
ولا بد للأطراف الملتزمة أن يكون لها خبر في البدء بعملية الإلتزام، حتى لا يكون طرفا مغبونا أمام الطرف الآخر.
ولا شك أن الحياة الزوجية تعتمد كل الأعتماد على الزوج الذي يقرر بمن يرتبط من النساء، ومن أي العوائل سيقترن، وإن كانت الفتاة مناسبة له أو لا، وللمحيطين دور في توثيق العلاقة ونشأتها أو هدمها وعدم بنائها.
والإلتزام قد يتأخر عند أناس دون آخرين، فهو كالعادة الإجتماعية التي يدمن عليها الفرد، ولا يمكنه القيام بها دون مساعدة من أحد.
والحياة بطبيعتها تحتاج إلى قوة الشخصية، والثقة بالنفس، والقدرة على خوض التجارب المستقبلية بإيمان وعقيدة.
كما إن الصبر يعدّ شرطا أساسيا في الإلتزام، فعليه يعتمد الإنسان في تجاوز العقبات التي قد تدفعه أحيانا إلى الاستسلام، وعدم القدرة بالمضي قدما، فيختار عدم المواجهة كنوع من التهرب من المسؤولية، أو أخذ قسطٍ من الراحة النفسية تاركا وراءه الخسائر المادية والمعنوية، أو يعود مرة أخرى لسلك ذات الطريق الذي سلكه قبلا، كالجندي المقاتل الذي يأخذ استراحة أمام مواجهة أو قتال، لكن هذه الراحة ينبغي أن تكون مؤطرة فلا يلحق الأذى بنفسه وبالآخرين، بدعوى عدم القدرة على النزال، أو الأمر خارج سيطرته، ولا يطيق ما كلفه الله به.
لذا ينبغي على المجتمع أن يأخذ بالحسبان، عودة المياه إلى مجاريها في أي شكل من أشكال العلاقات والمعاملات، ويترك باب الغفران مفتوحا أمام كل المذنبين والعصاة.
الحياة مليئة بالتجارب و العبر، وينبغي للإنسان في حياته أن يلزم نفسه بأمور لا علاقة للآخرين بها، كنوع من الرياضة الروحية مما يقوي ثقته بنفسه، ويقوي العزيمة في شخصيته، ويجعل هذا الأمر شيئ من طبيعة حياته ومسيرته.
اضافةتعليق
التعليقات