إن الطفل الصغير عبارة عن شجرة طرية جديدة الجذور جديدة العهد في الحياة وهو أيضاً أرض خصبة قابلة لاستقبال أي شيء جديد ولا يردعه عن ذلك سوى الأسلوب المتقن والفني في كيفية تعامل الوالدين معه وتأديبه وإلا فهو محض تقبل أي شيء سيء أو حسن وبسهولة، ويتبادر للكثير من الناس تساؤل وهو ترى لماذا يسرق الطفل وكيف نواجه هذا السلوك؟.
إن كل طفل يشعر بالحاجة للملكية شعوراً تلقائياً وقد يظهر هذا في الفترة الأخيرة من السنة الأولى لكن للأسف الكثير من الآباء يهمل هذا فتراهم غالباً ما يحضروا لعبة واحدة ليشترك بها كل الصغار أو أنه يشعرونهم أن كل ما في المنزل ملك للكبار فقط فيجعلونه ينضج بدون ممتلكات خاص به، والخطأ هنا يكمن في أن الطفل عندما ينضج على هذا النحو قد يصعب عليه التمييز بين خصوصياته وخصوصيات غيره وما يحق له وما لا يحق له وقد يصبح أكثر ميلاً للاعتداء على ممتلكات أقرانه.
فتشجيع الآباء لشعور الأطفال بالملكية من غير مبالغة يساعد على غرس مفهوم احترام ملكية الغير ومع مرور فترة النمو سوف يدركوا ما لهم وما لغيرهم خصوصا عندما يفهمهم آبائهم إن الاعتداء على ملكية الغير صفة غير محبوبة.
وكذلك على الآباء أن لا يبرروا موقف الابن عندما لايراعي حقوق ملكية غيره باعتباره طفلاً ذلك لان الطفل ينقل السلوك الذي اكتسبه خارج البيت كالمدرسة ومنازل المعارف وغيرهم وعليه يجب أن يكون للطفل أشيائه الخاصة التي لا تستخدم إلا بإذن منه لكي يتعلم الأمانة.
لكن على الآباء أن لا يستخدموا طريقة الإهانة والإذلال للطفل خصوصا أمام الآخرين كعندما يتنازع مع طفل آخر على لعبة مثلا بل يجب استخدام الأسلوب المهذب البعيد عن إحراجه لأنه من الطبيعي أن يحدث شجار بين الأطفال بسبب ملكية الأشياء أما إذا تطور الأمر إلى أن يأخذ الطفل النقود من جيب والده من دون إذنه فهنا علينا أن نعرف الدوافع لفعل هذا ومعالجتها.
وكما نعرف إن السرقة هي انحراف سلوكي ناتج من ظروف اجتماعية واقتصادية معينة وغالباً ماتكون السرقة بسبب الحاجة حيث يلجأ الفرد للسرقة لكي يحصل على ما هو عاجز عن اقتنائه لعدم حيازته للمال اللازم لشرائه فهذه هي القاعدة المعروفة.
لكن هناك حالات سرقة شاذة يعبر عنها بجنون السرقة وهو مرض نفسي عصابي فأصحابها لايقوموا بالسرقة لأجل المسروقات بل لأنهم يجدوا متعة في السرقة نفسها، وتعزا هذه الحالة إلى إن أصحابها قد عانوا في طفولتهم ما سبب لهم هذا المرض منها تعرض الطفل للحرمان والعوز أو فقدان أحد والديه والشعور بالإحباط والعجز وتقلب الوالدين في معاملتهم لأطفالهم كالضرب والعقاب الشديد أو تضارب آرائهم في التربية.
والأطفال كذلك هناك أسباب أخرى للسرقة لديهم لها عدة دوافع منها الرغبة بأن يكون الأفضل بين أقرانه فقد يسرق للتفاخر بما لديه أو ليرشوا زملائه ومثل هكذا طفل عادة يعاني من الشعور بالنقص
أو الجهل بمعنى الملكية واحترام ما يخص الآخرين والحرمان كالأكل فهو يسرقه لأنه جائع أو يسرق اللعب فهو بهذا يحاول إشباع حاجته النفسية، أو الانتقام ويحدث هذا في الأسر التي تتسم بالصرامة والقسوة فيفعل ذلك للانتقام منهم، أو التخلص من مأزق أو إشباع الميول أو الهوايات فقد يسرق لإشباع عاطفة أو هواية محببة لديه كمن يحب جمع الطوابع.
ومن أسبابها الإحساس بالنقص كما يحدث في الأسر المفككة والتي يكون فيها الوالد لا يهتم بأولاده فعندما يرى أقرانه يلبسون أفضل الملابس وينفقون فيحاول أن يجاريهم أو يكون مثلهم فيقوم بالسرقة،
أو الغيرة الشديدة فالسرقة رد فعل نفسي لها، وعلينا أن نعلم أن الطفل لا يسرق من يحبهم أو يشعر بصداقتهم ولذا يجب علينا أن نشبع الأطفال بمشاعر الحب والصداقة مع وجود الحزم في المعاملة والقدوة الحسنة حتى يكبروا ولديهم ثقة عاليه بأنفسهم.
اضافةتعليق
التعليقات