• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما هي بذرة تكوين الأسرة الصالحة قرآنياً؟

فاطمة الركابي / الخميس 01 آيار 2025 / تربية / 585
شارك الموضوع :

وبما أن الروح طاهرة، والماء والتراب من المطهّرات، فإن الأصل في النفس البشرية هو الطهارة

من التعريفات الجميلة والدقيقة التي يُعَرَّف بها الإنسان في القرآن الكريم أنه عبارة عن [جسد وروح]؛ قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}، أما الجسد، فهو مكوَّن من [ماء وتراب]، كما في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}، وأما الروح، فهي سرٌّ من أسرار الخالق، كما ورد في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.

وبما أن الروح طاهرة، والماء والتراب من المطهّرات، فإن الأصل في النفس البشرية هو الطهارة، لا النجاسة، والطيبة، لا الخبث. وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بمعنى التكريم الإلهي له، إذ خلقه مكرَّماً، واستخلفه على هذه النفس ليحافظ على صبغتها الإلهية. وهذا يمثل دافعاً أصيلاً في الإنسان للبقاء في حالة طهارة، والعودة إلى ربه طاهراً – أي البقاء في حالة صلاح – لأن أصل العلاقات الإنسانية مبنيّ على هذه الطهارة. فالنفس الصالحة تنجذب بسهولة إلى مثيلتها، والعكس صحيح.

وهكذا نتوصل من خلال هذا التعريف إلى فوائد مهمّة في أصل تكوين الأسرة، كما تذكرها الآية:

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ، فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.

فنجد أن الدعاء المشترك بين الزوجين كان بأن يرزقهما الله ولداً صالحاً. وهذا أمر طبيعي، لأن النفس البشرية تميل إلى الصلاح دائماً، حتى وإن لم تكن صالحة بما فيه الكفاية. ولكن الاحتمال الأرجح، إن تمت شروط هذا الجعل الإلهي، كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}، أن هذا الدعاء يعكس علائم الصلاح الموجودة في نفس هذين الزوجين، اللذين أرادا تحققها في الثمرة الناتجة عنهما.

وفي ذلك إشارة أعمق إلى أن الإنسان الصالح لا يكتفي بما عنده من صلاح، لتكون أعماله صالحة، بل يظل في حالة تضرّع واستعانة بربّه، لتكون ثمرة هذا الارتباط صالحة أيضاً.

وهذا الأصل يؤكده وجود معنى عام للوحدة النفسية في العلاقات الإنسانية، ووجود معنى خاص لها في العلاقة بين الزوجين، كما بينت الآية ذاتها بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.

ولهذا، في هذه الآية لفتة جميلة تستحق التأمّل، وهي في قوله تعالى:

{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}،

فنجد أن هذا العبد الصالح طلب صلاح ذريته فقط، ولم يذكر زوجته، التي أنجب منها هذه الذرية، وكأن في ذلك إشارة إلى أن الزوجة قريبة من النفس، بل هي النفس ذاتها، إلى درجة شمولها بكل دعوة فيها ياء انتساب، كما في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيَّ – أَصْلِحْ لِي – إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ – إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. ففي كل ما دعا به لنفسه، إنما قصد به زوجته أيضاً، فهما واحد، وهذا يؤكد قيمة صلاح النفس، وعمق العلاقة بينها وبين النفس الصالحة التي ارتبطت بها بهذا الرابط المقدس.

وفي المقابل، فإن عدم اشتراك النفوس التي زُوِّجَت في هذه القيمة – أي الصلاح – يؤدي إلى عدم تحقق هذه الوحدة النفسية، كما في قوله تعالى:

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ، فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.

فوُصِفَ ابن نوح عليه السلام بأنه "عمل غير صالح"، لأنه ثمرة غير مكتملة الصلاح، لم تنتج من زوجين صالحين، كما قال تعالى:

{ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ، كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا، فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا، وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}.

وكأن الآية تشير إلى حقيقة أن صلاح الزوج وحده غير كافٍ لإنجاب ذرية صالحة، مما يبيّن عِظَمَ دور المرأة في إخراج أفراد صالحين للمجتمع الإنساني، ومقدمات ذلك هو أن تكون هي نفسها صالحة.

القرآن
التربية
الأب
الأم
الطفل
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    غصن نعناع

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الانضباط الذاتي ومواجهة الأفكار المغلوطة في العالم الرقمي

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    علامة المؤمن وزيارة الاربعين

    النشر : الثلاثاء 31 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    لا تعافر الحياة وانتبه للتدابير الإلهية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 23 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة