تضخمت الأحداث في الآونة الأخيرة وأظهرت إسرائيل والدول الداعمة لها وجهها الحقيقي من انعدام الانسانية والوحشية إلى العالم كله، فقد شاهدنا المجازر التي فعلتها بحق الناس العزّل جراء القصف الصهيوني العنيف على غزة.
وطمست بدورها كل مفاهيم الانسانية واقتحمت جميع البروتوكولات العالمية من عدم التعرض إلى المدنيين والكوادر الصحية والصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى قصف المستشفيات... الخ.
والقلوب تدمى لكل المشاهدات التي نراها على القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، قد يتساءل الكثير ما هو دورنا في غضون الحرب التي تمر بها غزة، وما هو دور الشخص المسلم جراء ما يحدث من الظلم في العالم؟.
إن من أحد الطرق التي ستساهم في تضعيف الكيان الصهيوني هو عدم دعمهم ماديا، وقد يؤكد الجميع بأننا من المستحيل أن ندعمهم ماديا.
ولكن مع الأسف إننا نفعل ذلك دون أن نشعر من خلال شراء المنتجات التي تساهم في دعم العدو، فالكثير من الشركات الأجنبية أعلنت تضامنها المباشر ودعمها المادي للكيان الصهيوني، وهذا الدعم المادي ناتج من الأرباح التي تتلقاها الشركة جراء بيعها للمنتجات التي غالبا نكون نحن المشترين والمستهلكين لها.
فشراء المنتوجات الداعمة للكيان الصهيوني يعني أن الأموال التي دفعناها قدمتها الشركات إلى الكيان الصهيوني بالأسلحة والرصاص والبنادق والمسيرات... الخ، لهذا نكون قد ساهمنا وبشكل كبير في دعم الكيان الغاصب من خلال تقديم الأرباح إلى هذه الشركات الداعمة.
فأقل ما يمكن أن نقدمه إلى إخواننا في فلسطين هي مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل واستبدالها بالشركات الأخرى البديلة والمتوفرة في المنطقة، أو بالمنتوجات المحلية التي انعاشها سيسبب إحياءً كبيرا لاقتصاد البلاد.
"وتضم القائمة السوداء للشركات الكبرى الداعمة لقتل وتصفية الشعب الفلسطيني 22 شركة كبرى منها ما هو أمريكي ومنها ما هو أوربي، ومنها ما هو متعدد الجنسيات ومنها ما هو إسرائيلي مدعوم من الكيانات الأخري وهذه الشركات هي:
-أمريكا أون لاين تايم وارنر(AOL Time warner)
-أباكس بارتنرز (Apax Partners @ Co Ltd)
-كوكا كولا (Coca Cola) دانون (Danone)
-دلتا جليل (Delta Galil)
-ديزني (Disney)
-ايستي لودر (Estee Lauder)
-آي بي إم (IBM)
-جونسون آند جونسون (Johnson @ Johnson).
-كيمبرلي كلارك (Kimberly - Clark)
-لويس تروست (Liwis Trust Group Ltd)
-لوريال (L'oreal)
-ماركس آند سبنسر (Marks @ Spencer)
-نستلة(Nestle)
-نيوز كوربوريشن (News Corporation)
-نوكيا (Nokia) ريفلون (Revlon)
-سارة لي (Sara Lee)
-سيلفريدجز (Selfridges)
-ذا ليمتد (The Limited Inc)
-هوم ديبوت (Home Depot)
-إنتل (Intel)
وكما هو واضح من اختلاف جنسيات هذه الشركات فإن أنشطتها أيضا متعددة ومتباينة (حتى على مستوي الشركة الواحدة) من شركة تعمل في مجال الاتصالات إلى الكمبيوتر إلى الإعلام والنشر والانتاج الفني والسينمائي، إلى المشروبات والمأكولات إلى المطاعم والمقاهي ومحلات السوبر ماركت إلي المتاجر الشاملة الكبرى إلى مستحضرات التجميل ومستلزمات العناية الشخصية والعطور وغيرها. وتتوزع الأدوار بين هذه الشركات في شتى أشكال الدعم للكيان الصهيوني لكنها جميعا تصب في اتجاه واحد هو دعم الكيان الصهيوني في مواجهة العرب حتى أن بعض هذه الشركات تعمل علانية وبشكل منظم لدعم الاستيطان الصهيوني وجلب المزيد من اليهود وطرد الفلسطينيين.
كما أن هذه الشركات هي عناوين لعدة منتجات مختلفة فمثلا "شركة نستلة وهي إحدى الشركات العملاقة في العالم في مجال انتاج الأغذية، ولديها منتجات شهيرة مثل لبن نستلة (لبن للكبار وألبان للأطفال) ونسكافيه (هي المالك الأصلي للعلامة) وبيرييه، وفيتيل (علامة تجارية للمياه الطبيعية) وبور لايف، وكارنيشين، وليبييز، وميلك ميد، ونسكويك، وماجي (مرقة دجاج) وبويتوني، وكروس آند بلاكويل، وحلوى ومنتجات ألبان ميلك بار، وكيتكات، وكواليتي ستريت، وسمارتيس، وأفترايت، وليون، وايرو، وبولو، شريديس، وفليكس (أطعمة للقطط).
كما أنها تمتلك 17 مركز تطوير وأبحاث (R & D) على مستوى العالم تنفق عليها ما لا يقل عن 500 مليون دولار سنويا، ويوجد أحد أهم هذه المراكز في صحراء النقب لخدمة جيش الاحتلال الصهيوني ومتطرفي الصهاينة، حيث يطور أبحاثا عن الأطعمة النباتية والأطعمة التي توافق الشريعة اليهودية (الكوشير). وتمتلك الشركة السويسرية التي يسيطر عليها اليهود الصهاينة حاليا أكثر من 50 % من استثمارات وأسهم شركة 'أوسم' للصناعات الغذائية في اسرائيل، بخلاف ما أعلنته قيادات الشركة من استثمار ملايين الدولارات لدعم اسرائيل، وهو ما حدا بنتنياهو إلى منح نستلة جائزة اليوبيل نظير دعمها للكيان الصهيوني."
وهنا تكمن الفاجعة بأننا نحتضن مثل هكذا شركات ومصانع في بلداننا ونسمح لهم أن يتوغلوا فينا وندعمهم ونتسوق منهم الرصاص الذي سيصوبون به نحو قلوبنا ليقتلونا، هل يعي المجتمع العربي بأنه يساهم في قتل نفسه بهذه الطريقة؟!
إذن الطريقة الوحيدة لإلحاق خسائر والتوقف عن دعم مثل هكذا شركات هو مقاطعتهم تماما وعلى الناس جمعيها أن يتحملوا هذه المسؤولية وأن لا يتهربوا منها بحجة أن شخص واحد لا يؤثر... الكل هو مؤثر وعلبة واحدة من هذه المنتجات لها دور كبير في ارتفاع عدد الضحايا في غزة! والجميع سيقفون أمام الله والجميع مسؤولون "وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ" (الصافات/ ٢٤).
اضافةتعليق
التعليقات