إن تغير بسيط لساعة أو ساعتين في نوم الشخص يؤدي إلى تدهور أيام أو حتى أسابيع فكيف بتغير نظام النوم والنظام الغذائي لشهر كامل في شهر رمضان المبارك خاصة للأشخاص ذوي البنية الضعيفة أو الطلاب في المدارس والجامعات فالتواصل الذهني في الدرس أو المحاضرة يحتاج لوجبة الإفطار الصباحية بشكل أساسي أو على الأقل شرب الكافايين للمحافظة على يقظة ذهنية وفي هذا السياق كان ل (بشرى حياة) رحلة طلابية بين طلاب الجامعة وتلاميذ المدرسة فكانت الإجابات مختلفة:
أخبرتنا الطالبة فاطمة حسين هادي في الصف الرابع العلمي أن الصيام مجهد جداً خلال فترة الدوام وصعوبة الجلوس في المدرسة على أمل أن يرن جرس الدرس الأخير لأعود للبيت وأستلقي بانتظار أذان المغرب، يلازمني تعب واعياء بشكل عام وأفقد تركيزي وبعد الإفطار أشعر بنعاس شديد فيضيق وقت الدراسة لكنني أحاول أن أحافظ على مستواي الدراسي قدر الإمكان وهذا متعب لكنه ليس مستحيلاً.
ويقول الطالب محمد عيسى علي "أظن أن الصيام والدوام الجامعي من أصعب التجارب التي ممكن أن يعيشها الطالب الجامعي في التخصصات الهندسية والطبية كون التركيز مطلوب جداً في المحاضرة والحصول على هذا التركيز يتطلب غذاءً جيداً خاصة أنني أعتمد اعتماد كبير على وجبة الإفطار الصباحية، كما أن السيطرة على الوقت تحدي كبير واجمالا ينخفض الأداء ويضعف بسبب الارهاق العام وعدم القدرة على التفاعل الدراسي أما العلاقات الاجتماعية فهي أيضاً تتأثر خصوصاً كوني شخص سريع الانفعال، إن الحلول التي أتبعها هي استغلال رصيد الاجازات والغيابات".
وكان لزهراء حيدر اجابتها الخاصة:
"إنها تجربة متعبة ومنهكة خاصةً مع الصداع الذي يلازمني طيلة فترة الصيام أكثر من العطش والجوع، فأنا من الأشخاص الذين يهتمون جداً بوجبة الفطور الصباحية ولا أستغني عنها أبداً وانقطاعها يضعف تركيزي ويسبب النعاس والخمول خلال الدوام الجامعي وينخفض مستوى أدائي في الامتحانات وتضعف علاقاتي الاجتماعية فأنا أحاول الانعزال عن التفاعل مع الناس لأنني أدخل في دوامة من الضغط والارهاق بسبب الاختلال العام في جداول النوم والدراسة والتزامات العمل فإن محاولة الحفاظ على التوازن هو مهمة ليست هينة أبداً ولكن لم يضع الله تعالى علينا فرضاً إلّا لحكمة معينة يجب أن نتعلمها وأهم ما أتعلمهُ من تحديات هذا الشهر الفضيل هو صفة الصبر والتحمل في مواجهة كل هذه الضغوط، ختاماً جعلنا الله وإياكم من الصائمين والقائمين في هذا الشهر الفضيل".
وجنات غالب معيدة في كلية الهندسة أفادت برأيها قائلة:
"إن كوني معيدة في الجامعة أقدم محاضرات بشكل يومي طيلة الأسبوع هو اجهاد كبير خاصة أن الكلام المستمر يحتاج إلى شرب كميات من الماء فحتى أصل إلى آخر محاضرة من الدوام أكون شبه منتهية من التعب ولا أستطيع الكلام واجاهد كي أقدم المادة بالشكل المطلوب والمفيد للطلاب وكذلك الاحظ التعب على وجوه الطلاب كما أن التعامل معهم أصعب كون الكل متعب ويبدوا النعاس واضحاً عليهم كما أن بعضهم يغفوا أثناء المحاضرة بالتالي لابد لنا ككوادر تدريسية المحافظة على هدوئنا والتعامل معهم بروية ورحابة صدر حتى ينتهي هذا الشهر الفضيل وتعود الحياة لطبيعتها.
أما حوراء رافد/ طالبة جامعية كان جوابها:
"إن أكبر المشاكل التي تواجهني هي ترتيب وقت النوم مع الدوام والسهر المعتاد في شهر رمضان والامتحانات الشهرية تسبب بضغط على عقلي اضافة إلى الواجبات والتقارير التي يجب أن نسلمها اسبوعياً إضافة إلى مسؤوليتي الكبيرة في البيت فوالدتي موظفة وأعمال البيت من تحضير الطعام والتنظيف هي مسؤوليتي وهنا يكون وقت الدراسة ضيق جداً قد يكون عند البعض غياب وجبة الإفطار هي المشكلة لكن معي أكبر ضغط هو ضيق وقت النوم وكأن 24 ساعة تتقلص في شهر رمضان.
اضافةتعليق
التعليقات