كون الإنسان مثقفًا بكمية المعلومات التي يملكها لا يعني أنه واع بأبعاد ما قرأ، أو أنه يطبق هذا كمنهج حياة إدراكيًا وينضج من خلاله، فكثير من المثقفين تكون الثقافة ليست سوى مصدر يستمدون منه الاستحقاق وصورة تغطي العقد. ستجد عقدهم تتنفس في زلاتهم وإسقاطاتهم، المحلل النفسي لا يسمع ما يُقال ويركز فقط على الأفعال، فكلنا نستطيع رسم أجمل الصور ولكن الواقع هو الحكم.
عقدة الاهتمام / الفضولي
تصيب من يعاني التجوف العاطفي. تجد هذا الشخص يتعلق بسرعة ويخاف التعلق في آن واحد، يخاف التخلي وتبدر منه سلوكيات دالة على التخلي السريع بناءً على افتراضات وهمية هو يبنيها في عقله. يكون في حالة جوع للاهتمام فيلتصق بك بشكل خناق - Suffocator- تسيطر عليه حاجته إلى الاهتمام وهذا يجعله منفّرًا جدًّا مهما لمع صورته، يصاحبه في بعض الحالات فضول مرتبط بخوفه من التخلّي، فضول بكل ما تقوم به يظهر على شكل لوم ومعاتبة ومحاسبة ومراقبة مما يجعلك تسأم الحياة معه.
احذر ممن يقول: «أخاف أن أتعلق بك في فترة التعارف فهو إما سيكون يعاني عقدة الاهتمام بجانبها الفضولي وإما من دونه، وإما أنه نرجسي متحايل عاطفي يريدك أن تعتقد أنه يخاف أن تتعلق به، لكي تشعر بالأمان معه وما إن يضمن شعورك يُكشِّر عن أنيابه ويرميك في صندوق الاحتياط.
قاعدة نفسية: يستخدم النرجسي إيحاء الصدق ليسقط أسلحتك ويُشعرك بأمان زائف فيحقق ما يريد كيفما شاء.
من يعاني جوع الاهتمام تجده لا يشبع من الوجود معك في بداية العلاقة ليس حبًا فيك بل لأنك تغذية لعقدته، ويعاتبك في أي لحظة تبعد فيها عنه، على عكس الاهتمام الصحي في العلاقات الناضجة حيث يعشق الشخص قضاء جودة الوقت معك ويحترم المسافات وحدود شخصيتك ولا تتكون لديه هذه المشاعر إلا من خلال الثبات على مواقف تراكميَّة تزيد على الـ 6 أشهر.
متعة المطاردة
جزء من طبيعتنا البشرية أننا ننجذب لمن هو صعب المنال، لمن يرى نفسه قيمة ويكون متفرّدًا، لمن نحتاج إلى أن نبذل جهدًا لنكسب قلبه فهو ناضج مشاعره ليست ضحية المصادفة، ولا تتكون بسرعة، البعض يعتقد أنها حيلة نفسية فيحاول جعل طريق الوصول إليه صعبًا بشكل خاطئ، في النهاية إذا استخدمتها كحيلة نفسية بتطبيق الانسحابات التكتيكية خلال العلاقة وتقليل مبادراتك مع الشريك قد تنجح نسبيًّا لكن لن تدوم وعقدك ستنكشف مع الوقت. يجب أن تكون مكتفيًا بذاتك ومتصالحًا مع عقدك كي تشعل متعة المطاردة في الشريك بشكل تلقائي.
لهذا السبب صاحب عقدة الاهتمام/ الفضولي سيكون منفرًا لأن سلوكياته تدل على اللا أمان واللا اكتفاء والحاجة. نحن البشر لا يجذبنا صاحب الحاجة بل من نحتاجه، لهذا علينا ملء احتياجاتنا بأنفسنا نسبيًا لكي لا ننجرف مع من نرى لديه بعض احتياجاتنا ولا نخضع له بل نحاول تكوين علاقة معه بروية واتزان.
عقدة الطفل وأبعادها المنفرة
هي تدل على أن الشخص ما زال يحمل الكثير من السلوكيات غير الناضجة منذ طفولته ولم تُصقَل. يشعر بها من يكون في علاقة معه فهم دائمًا يرددون: «أشعر أني أعيش مع طفل». السلوكيات غير اللائقة في المنزل هي بواقي طفولية لم توجه من قبل الأبوين عليها فتظل كعادات لا واعية، قد تكون جنسية أو عاطفية أو اجتماعية أو شخصية.
سوقية الحوار: الحوار هو مفتاح للجاذبية، وأي شخص يريد أن يزيد من جاذبيته عليه العمل على انتقاء مفرداته.
التسويف واللامسؤولية: تأجيل المسؤوليات، يعيش كأنه مع ذاته فلا يعرف كيف يكون مسؤولا عن شريك، واحتياجاته سواء كانت عاطفية أو جنسية أو مادية.
تابع وليس قائدا: لا يبادر في قيادة الرحلات أو العلاقة.
العالم الافتراضي: يكون منفصلا عن واقعه إما بالألعاب الإلكترونية وإما بمواقع التواصل الاجتماعي وإما الأفلام والمسلسلات، وهذا يساهم في هروبه من الواقع ويجعل إدراكه العاطفي والاجتماعي منخفضًا فهو لا يكترث بتكوين روابط واقعية بقدر الروابط التقديرية.
الهروب من المشكلة: حين حدوث مشكلة لا يواجه ويعتذر بوضوح ويفهم خطأه لإصلاحه، بل يحاول تهميش المشكلة وكأنها لم تحصل، أو التصرف بندية أو يكبت شعوره وينفجر لاحقا. من لا يعرف بناء رابطة لا يعرف كيف يحاور للوصول إلى نتيجة فيها تطوير متبادل للعلاقة. يستجيب صاحب عقدة الطفل لأسلوب التوبيخ وهذا يكون غالبا نمطا موروثا من تعامل أمه معه.
لها ارتباط وثيق باضطراب الشخصية الاعتمادية.
اضافةتعليق
التعليقات