تيمنًا بالولادة الطاهرة لسيّدة نساء العالمين الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ندوة ثقافية تحت عنوان (دور السيدة الزهراء في الدفاع عن الإمامة.. منهج وطريق)، قدّمتها الأستاذة: زهراء القلاف، من مملكة البحرين، يوم الثلاثاء الموافق 9/1/2024، في مقر الجمعية الكائن في كربلاء، حي الحسين.
طرحت القلاف تحت هذا العنوان مشكلة بحث، وأجابت عليها في نقاط أساسية، منها: قد يقول قائل أنَّ السيدة الزهراء انطلقت في مواقفها مطالبةً بأرض فدك ودفاعًا عنها بما هي فدك أي كأرض، هذا الاشكال وهو بديهي أن يكون الدفاع عن فدك مشروعاً، والمطالبة بأي حق من الحقوق هو أمر مشروع، ولذلك ورد أنَّ سكوت الانسان عن حقه ذُل، في البدء لو أننا سلمنا أن السيّدة الزهراء طالبت بها كأرض فهذا لا يعيب ولا ينقص من موقفها شيء فهو حق مسلوب والمطالبة به حق مشروع، إلا أننا نجيب؛ أنه حتى المطالبة بفدك كان هدفها منها المطالبة بالإمامة، ودفاعًا عنها، كيف، نجيب عن ذلك بعدّة نقاط، وهناك عدّة محاور للإجابة عن هذا الإشكال.
المحور الأول: نقرأ مجموعة مواقف تتضمنها مسألة فدك أيضًاً، ونرى أنَّ مجموع المواقف يؤيد بأنّ المطالبة بفدك لم يكن مطالبة بما هي أرض فقط.
المحور الثاني: نتعرف على الولاية ومسيرة السيّدة الزهراء (عليها السلام) بما عرفتها هي في بعض المواقف. ونلاحظ هذا المنهج والطريق الذي رسمته صلوات الله عليها.
ننطلق من قولها في الخطبة الفدكية: "وطاعتنا نظامًا للملة، وإمامتنا أمانًا من الفرقة".
نقف عند هاتين الجملتين، لابد أن نعرف القرائن في هذا النص لدينا، قرينة الحدث وقرينة السياق، وإن عنونت بأنها خطبة فدكية ولكن نرى بواطن هذه الخطبة، ومنها خرجت لتطلب إرجاع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الدار بعد أن اخذوه بعد الهجوم على الدار، وسياق النص كان في سياق تبيان الأحكام الشرعية والواجبات والضوابط الإلهية التي فرضها الله عزّ وجلّ على العباد وذكرتها وذكرت علل الأحكام. وهذا ماندعوه بعلم الأصول بالملاك أو علل الأحكام.
وبعد أن ذكرت السيّدة الزهراء الوحدانية والعبودية حتى وصلت إلى دور النبوة والإمامة، فتناولت المصطلحات الأساسية ومايرتبط بها، ثم شرحت القلاف معنى بعض المفردات في الخطبة وخارطة الدين وفقًا لها، وبعض المفاهيم عن الضرورات الدينية والضرورات المذهبية، وهذا ينسجم مع الكثير مما قالته السيّدة الزهراء عليها السلام.
ودورها في استقرار الأمور وإحقاق الحق، وموقع الإمامة ومرتبتها التي طمح لها الكثير من المُرسلين.
وعرّجت الأستاذة على مواقف اقتبستها من حياتها المباركة التي وإن كانت قصيرة في عمرها لكنها ثرية في مواقفها.
وتضمّنت الندوة مجموعة من التساؤلات والمداخلات التي تخص حياة السيّدة الزهراء (عليها السلام) ومحاور خطبتها الفدكية.
اضافةتعليق
التعليقات