• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عن المنطق الأجوف وهلاك العاطفة

سمانا السامرائي / الثلاثاء 12 كانون الأول 2023 / ثقافة / 1621
شارك الموضوع :

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم

عليك أن تضبط انفعالاتك، أن تزن المواقف بميزان المنطق، ذلك ما يجعل منك شخصاً موثوقاً وراقياً، هذا ما أخبرت به طالباتي ذات مرة وعندها سألتني طالبة "هل يجب أن نتخلى عن العواطف إذن؟" كان سؤالاً بسيطاً نابعاً من الفضول الخالص، لكنه أحد تلك الأسئلة التي نريد جميعاً طرحها، نساءً ورجالاً..

تميل أغلب فلسفات العيش ومناهجه الرصينة إلى الدعوة إلى عقلنة الأمور، ومنطقية الفكر والفعل، وضبط النفس، وربط الغربيون العاطفة بالنساء ووصموهن بالضعف والخمول وعدم سداد الرأي بفعل هذه العاطفة، فحرموهن من الممارسات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

ثم تسرب هذا التيار الفكري إلى العالم العربي عن طريق الاحتلال وتسيد المشهد العربي حتى ظُن أنه عربي.

فأبى الرجل أن يكون مهزوماً منكسراً فنأى عن العواطف كلها، ولم تربي النساء رجالاً يحملون عواطف لأنهن رأوه نقصاً في شخصيته، ونبذت المرأة العاطفة ومحت كل آثارها لأنها ما أرادت أن تحرم من فرص النمو الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي في عالم شديد تنافس هي فيه الحلقة الأضعف والأجدد دخولاً على الساحة، مما جعل كثير من الشعوب تميل إلى التعامل الجلف والعلاقات الخشنة والباردة.

إن من المنطق استخدام العاطفة في مواقف العاطفة كعلاقة الأزواج ببعضهم وعلاقة الآباء وأبنائهم، فلو كان الأبوان عقلانيين بلا عاطفة في تعاملهما مع هفوات الأبناء، لظهرت للأبناء علل نفسية كثيرة، ولما بقيت علاقة سليمة لابن مع والديه، فالولد بحكم جهله كثير الخطأ، والأبوان بحكم محبتهما كثيرا الغفران، فهي العواطف الإنسانية هي ما تجمع الناس كغراء وتربطهم وتجعل هذا الرباط محكم طويل الأمد.

ولا ينحسر الأمر في العلاقات الإنسانية بين الفرد وما يحيطه بل يمتد إلى علاقته بالعالم أجمع، فإن لم يحرك قلبه ظل الشجرة الوارف ونسمات الربيع جاعلة إياه أكثر رأفة وأصفى مزاجاً فهو لم يعش حياة كاملة، وبالمثل ذلك الذي لا يغضبه الظلم، ولا يهزه بؤس الشعوب، ولا يحزنه ألم المتألمين، ولا يشعر بهوان وذل وعجز في المواقف العظام كسرقة بيته والتلاعب بإرثه ومستقبله وحكمه من سلطان جائر، فما هو إلا هيكل عظمي قادر على الحركة، بل لا يمكنه اتخاذ قرار حكيم لافتقاره إلى العاطفة، فقراراته مريضة ذات طبيعة أنانية ضيقة الأفق، لا يمكنها أن توصف بكلمة "منطقي" أبداً مع أنها في حينها قد تبدو في غاية المنطق، وإن كان قاضياً لحكم بأحكام تعسفية.

لذا فلتخش ممن لم تبكيهم غزة مثلاً، ولتبتعد مسافة مدن عمن لم يغضبهم الظلم الغاشم، ولتتحاشى أولئك الذين يرون سخطك ونقمتك لما يحدث من مذبحة أمام ناظريهم مبالغاً به، فتلك عاطفة نبيلة مُحرِرة تسمو بصاحبها وتريه الحق حقاً والباطل باطلاً، وتدفعه للتحرك لرفع الأذى والعدوان عن نفسه وعن غيره.

أما من يحسب أنه حاز المنطق كله بموت عواطفه، فقد خسر المنطق كله، وعبد نفسه وهواه ومصلحته، لأن الشعور هو رابط الأفراد المؤمنين ببعضهم، ورابط العبد بدينه، ودليله نحو النور.

قال تعالى: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)) (الفتح:29).

العاطفة
الانسان
التفكير
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    الديلفري.. وجبات غير صحية ومصاريف إضافية

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    كيفية التخلص من مشكلة الشرود الذهني

    النشر : الأحد 25 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    ماهو موقف الإسلام من اخترال المفاهيم؟

    النشر : الأثنين 22 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    عدد الأوعية الدموية في العين قد يكشف مبكرا عن مرض لا دواء له

    النشر : الأحد 14 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    صفات المؤمن

    النشر : الأربعاء 23 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    المعلم عبر أطوار الزمن المتغير

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 545 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 344 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 340 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 339 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 336 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1020 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 977 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 947 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 798 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 767 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 6 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 6 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 6 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة