• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سفراء فوق العادة

هدى المفرجي / الأثنين 22 آذار 2021 / ثقافة / 2213
شارك الموضوع :

لم يعرفوا الدين أوراداً ومسبحة، بل أُشْبِعوا الدين محراباً وميدانا

سيرة فاح عطرها على الجوارح لتشد أجزاء الجسد الواحد منطلقة من قلب الحدث حتى تصل أقصى الروح فتفيض بما أوتيت به ناكرة كل ماهو حرام بلا تضلل فباتت مضرباً للأمثال في الأخلاق الكريمة ومعاملة نقية تربت على القلب قبل الكتف فتهدي كل من طمح للهداية وجذبت أمماً بكاملها وما كانوا تابعين لبلد معين أو هيئة وإنما كانوا كما قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾.

وكان من غذاء روحهم في طريقهم ما أنزل تعالى: (حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ مما يؤلم القلب ويجعله يتمنى لو أن منهم من هو في عهدنا من يمنحه الله شارات شرف واصطفاء لَما قال سبحانه: ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنهُمْ مَنْ يَنتظِرُ وَمَا بَدلوا تَبديلًا﴾ ولكننا ماوجدنا في وقتنا هذا سوى قلة قليلة وكثرة من أناس ذليلة تبحث في الطريق المعاكس مستوحشين طريق الحق.

وقد يخيل لك وأنت تصغي لهم بحسن الخلق والتدين أنهم وكلاء أو ماشابه ظنا منك أنهم على ساحل الهداية منذ أزمان ولكن لو تتبعت حالهم بشيء من الفراسة لوجدت أن الحال ينطق بحُسن المقال ورداءة الفِعال، وبين القول والفِعل كما بين السماء والأرض، كلمات كألفاظ المهتدين، وأفعال كأفعال الشياطين.

بعودة بسيطة إلى الخلف وأناس من العامة لم يكونوا من أصحاب الدعوة وإنما من اتبعها وفداها بنفسه راجيا قرب الله بأهل بيت النبي وما كان من هؤلاء الصديقين إلا التقرب بالروح والجسد فضربت بهم الأمثال وأصبحوا سفراء للأمة الإسلامية جمعاء فقد جرت العادة في الدول صاحبة السيادة دونما تدخلات أن تختار سفراءها من ذوي الكفاءة العالية لا من يمتون بنسب أو وساطة، والثقافة الواسعة، لأنهم يعكسون تقدم بلادهم ورقيها، وإذا كان هذا شأن البلدان وحرص القائمين على شؤونها في اختيار الرجل المناسب لمكانة السفير، فإن سفراء الإسلام والممثلون له لا بد أن يكونوا أولى بهذا الوصف وهذه العناية والحرص لأنه دين ودولة، وعقيدة وشريعة، يحتاج إلى  كفاءة عالية وذكاء عظيم، لأنهم يمثلون ديناً هو في الذروة بين جميع الأديان، وشريعة هي أكمل الشرائع وأتمها.

فأوكل  الإسلام هذه المهمة الدبلوماسية لسفراء حملوا أفضل الصفات وأقربها إلى الله، ولأن الإسلام دعوة عالمية، وليس مقصورا على قوم معينين، اختار سفراء فوق العادة.

وهذا هو شأن سفراء الإسلام فهم يمثلونه في عالميته، وسعة انتشاره وعظمته اصطفاهم تعالى ليمثلوه في أخلاقه وعظيم سجاياه، صفوة يحتلون مكانة عليا ليكونوا شامة بين الناس فجمعوا بين العلم والكفاءة الدنيوية، ومن أول السفراء الخاصين لحجة بن الحسن المهدي (عج)، وأبٌ للنائب الثاني ويُعدّ من أصحاب الحسن العسكري والهادي (ع) ويقال له السمّان عثمان بن سعيد العمري أول النواب الأربعة كان من كبار العلماء، ولكن الإمام العسكري عليه السلام دفعه للاتجار بالسمن (الزيت) ليوجد من ذلك تغطية ظاهرية لدوره الهام في ايصال الأموال إلى الإمام بسرية كافية.

فباعتباره بائعًا للسمن كان يملأ بعض أجرّة السمن بالأموال المتوفرة لديه من الحقوق الشرعية ثم يبعثها إلى بيت الإمام، استغرقت نيابة عثمان بن سعيد السنوات الخمس الأولى من غيبة الإمام المهدي التي بدأت سنة 260 هـ. فكان من الرجال الذين لا يلقون مواعظاً فقط، وإنما يصوغون ضمائر ويثبتون دينهم فعلاً ويضعون أساسا لبناء أمة وفكر لمن بعدهم لا فلسفة فارغة طبعت على صحائف ورق وإنما تطبع بنور على القلوب وكان للدين في أفواههم الكلمة العليا.

لم يعرفوا الدين أوراداً ومسبحة، بل أُشْبِعوا الدين محراباً وميدانا، لماذا الآن ونحن مسلمون ليس لنا تلك الكلمة ولا الشجاعة والتضحية؟

ربما كان فهمنا للدين خاطئاً، بيد أن أصحاب النبي والأئمة الأطهار ومن صاحبهم فهموا الدين فهماً صحيحاً.

إنهم أخذوا الدين كاملاً وأدوه كاملاً متوازناً لا يطغى أحد جوانبه وتشريعاته على الآخر، ونحن نضخم جانباً من جوانبه ونقصر في آخر، نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعض على أهوائنا نؤمن بالنوافل ونترك الفرائض، فبدا ديننا مشوهاً غير مقبول لكثير من أبنائه فضلاً عن أعدائه.     

ربما أغلبنا فهمنا الدين صلاةً وصياماً وحجاً وزكاةً، وكأنما ماقرأنا قوله تعالى: ﴿يَا أيهَا الذِينَ آمَنُوا اذْكُروا اللّهَ ذِكراً كَثيراً﴾ وقوله في المنافقين: ﴿ولَا يَذكرونَ اللَّهَ إِلا قَليلاً﴾، فأخذنا من الأولى ظاهرها بينما كان علينا التعمق أكثر وغضضنا البصر في الثانية قائلين الله غفور رحيم وهل يجازى الكريم ببخل!.

إنما ليس الإسلام طلقة فارغة تحدث دوياً ولا تصيب هدفاً كما يدعي هذا في يومنا من هو شبحاً أصم وأعمى، إن الإسلام هو نور الفكر، وكمال النفس، ونظافة الجسد، وصلاح  العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة فوارة في كل ميدان هو دين ودولة.

الانسان
الدين
الشيعة
اهل البيت
التاريخ
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    العَبرة تقود إلى العِبرة

    النشر : الأربعاء 02 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    زيارة الأربعين.. لمن بقلوبهم قاصدين

    النشر : الأثنين 27 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نادي أصدقاء الكتاب على مائدة عاشوراء

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بؤس الصورة وعمق المأزق

    النشر : الأربعاء 10 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    لماذا يجد بعض من يعاني الحساسية صعوبة في تناول التفاح؟

    النشر : الثلاثاء 27 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    هل نستطيع أن ننهج منهج السيدة زينب (عليها السلام)؟

    النشر : الأحد 08 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3744 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 455 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 367 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3744 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1325 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1194 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 869 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 11 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 12 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 12 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة