بينما كنت أبتاع قالب من الحلوى (كيكة) في السوبرماركت المخصص بمناسبة عيد ميلاد ابني، أدهشني قالب بمحاذاته كتب عليه عبارة: (مبارك الطلاق) الأمر الذي اثار امتعاضي فهل هناك امرأة تفرح بخراب بيتها وطلاقها حتى وإن كانت على مشاكل جمة مع زوجها، كما إن تعاليم ديننا الاسلامي تمنع الاجهار بهذا النوع من القضايا الاجتماعية.
ابتذال أخلاقي
ترى الناشطة المدنية منار قاسم أن الاحتفال بهكذا مناسبات نوع من الابتذال الأخلاقي فهي ليست بمناسبة سعيدة وإن كانت تلك المرأة معرضة للتعنيف في بيت زوجها وتعاني ما تعانيه من الاضطهاد فلا يليق بسيدة محترمة أن تحتفل بطلاقها وتقيم حفل تدعو إليه الصديقات وذويها.
وأكدت قاسم أن هذه الحفلات دخيلة مصطنعة لا تمت لواقعنا وعاداتنا الأصيلة بصلة.
أزمة نفسية
فيما قالت رواء غانم/ موظفة: العديد من المناسبات دخلت البيوت العراقية وأغلبها من أصول غربية وأصبح التباهي بها علنا دون خجل على الرغم من حساسية الحدث مثل (الطلاق) حيث ترى بعض العوائل أن الطلاق يعد بمثابة مصيبة حالها كحال (الموت) خصوصا للمرأة لأن المجتمع لا يتقبل السيدة المطلقة كالرجل.
وأضافت: أعتقد أن من تحتفل بهكذا مناسبة هي امرأة غير سوية وتعاني من أزمة نفسية قادتها لإقامة احتفال بيوم طلاقها.
يوم عيد
من جانب آخر قالت بنين وهو اسم مستعار: يوم طلاقي كان يوم عيد بالنسبة لي وذلك لما عشته في كنف زوجي السابق، كان كابوسا مرعباً وحينما حصلت على الطلاق وحضانة بناتي فرحت كثيرا لكن الأمر لم يقودني لأقيم حفلة على العكس كنت قد دخلت في دوامة أخرى وهو تقبل المجتمع لي كسيدة مطلقة وأم لثلاث فتيات فمن الصعب جدا أن يشعر الآخرين بكمية الالم الذي تعيشه وبأنك كنت ضحية لزوج لا يقدر المسؤولية وأن طلاقك كان هو الخلاص الوحيد.
ختمت حديثها: لا أحبذ هكذا نوع من الحفلات، ولكن ربما ترسل رسالة بطريقة مختلفة عما قاسته هذه الفتاة حتى قادها الأمر للاحتفال بيوم خلاصها من سطوة رجل ظالم.
ترند السوشا ميديا
فيما تحدثت المهندسة أسيل البهادلي عن حفلة طلاق حضرتها لصديقتها قائلة: قادني الفضول إلى تلبية دعوة صديقتي في حضور حفل طلاقها لأشاهد مراسيم الحفل، ولأنها من المهووسات بالسوشيال ميديا وما يتناول اقامة هكذا حفل ليكون (ترند) على مواقع التواصل الاجتماعي غير مبالية بالصدى المجتمعي وانتقاد الآخرين لتصرفها غير اللائق.
ختمت حديثها: أعتقد أن هذه الحفلات تأتي تحديًا للمجتمع الذي يرى المرأة المطلقة بنظرة معيبة أو غير مقبولة، رغم أن الطلاق ظاهرة طبيعية ومنتشرة في جميع بلدان العالم، وحتى الدين لم يحرمه.
حق مشروع
وشاركنا الشيخ علي عبد الرزاق بهذا الجانب قائلا:
يعد الطلاق حقاً مشروعاً إذا تعثرت الحياة الزوجية سواء من الناحية المادية أو الأخلاقية أو الشرعية، وما انتشر مؤخرا بإقامة احتفال بالانفصال سواء للرجل أو المرأة أمرا مرفوضاً جملةً وتفصيلا وبالتالي حكم ذلك الفعل من حيث الوضع الشرعي والنفسي التحليلي أيضا لا يجوز شرعا، لكونه أبغض الحلال عند الله.
وأضاف: كما يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين بعد الانفصال قائمة على الاحترام المتبادل بينهما وعدم كشف عيوب الآخرين والتشهير بها، وعدم النكاية وكيد أحد الطليقين بالآخر فذلك تصرف غير ممدوح شرعا خصوصا إذا كان هناك أطفال.
مواساة للنفس
وكانت لنا وقفة مع الاستشارية النفسية نور مكي الحسناوي قالت من خلالها: شرع الله الطلاق وذلك لوصول الزوجين لمرحلة عدم التفاهم فيما بينهما ولكن قال أيضا هو أبغض الحلال وذلك لما فيه من مضرة نفسية واجتماعية قد تلحق بالزوج والزوجة والأولاد فلا يصح أن نقيم له الحفلات.
وأكدت قائلة: هذه الحفلات لا تعبر عن الفرح أبدا بقدر ما تحمله من ألم نفسي داخلي وكأنه مواساة للنفس، فقد يشعر مقيمها بشيء من الفرح الآني ولكن بعد فترة سيعتريه الندم خاصة في وجود الأطفال مما سيؤثر سلبا على حياتهم ونفسيتهم.
وأعربت قائلة: تعد اقامة هذه الحفلات من التصرفات غير السوية ولا تتناسب مع عاداتنا الدينية ويجب على المطلقين وخصوصا المرأة أن تواجه قرار طلاقها بعقلانية وحكمة تتناسب مع قداسة الأسرة وكيانها والمحافظة على أبنائها بتربيتهم تربية صالحة لينالوا مستقبلاً أفضل دون الإساءة لشريك حياتها السابق.
اضافةتعليق
التعليقات