خصص هذا اليوم العالمي الكبير في دول الغرب، وأطلقه رئيس الدولة الأميركية في سنة 1981 يحتفل فيه الشعب في كل سنة في يوم 21 من ايلول سبتمبر، وهو يوم مميز لهم وله طابع وأثر بالغ في نفوسهم، لهذا فهم يولوه اعتبارا بالغا وأجواء مغايرة إذ يعتبروه يوما لتجديد السلام في البلاد.
وقد يبقى طابع وأثر اليوم في نفوسهم لمدة أيام ولكن لو دققنا إلى السلام الحقيقي لوجدنا أن السلام الداخلي أهم من السلام الخارجي لأنه دائما إضافة إلى انعكاسه على حياته الخارجية وبهذا يحصل على السلام الداخلي والخارجي إضافة إلى ديمومة النتيجة طوال الحياة، وليس لأيام معدودة ولو حاول الإنسان أن يركز على سلامه الداخلي لرأى كم التغيير الذي سيطرأ على حياته لأن الإنسان بفطرته يسعى إلى السلام لكي يحيا براحة، إن الإنسان الذي يسعى إلى الوصول الحقيقي لهذه المرحلة يجدها.
ولكن لابد من اتباع بعض المقومات الخاصة وتطبيقها بشكل جدي، أولا السعي الحقيقي لانشاد السلام، محاولة تشذيب وتنظيف الداخل الذي شوهه ألم ومتاعب الحياة، تقويم النفس، الاتزان في طلبات النفس وتلبية احتياجاتها، والرضا والتسليم.
هذا يحصل على السلام والسلام الذي نقصده هو القدرة على سيطرة النفس وتوازن الحياة ، بعد الوصول التام إلى هذه المرحلة سيكون الانسان صاحب هدوء تام واستقرار، وسيكون راضيا ومستقرا وبراحه تامة مهما كانت الظروف قاسية ومهما كان الوضع الخارجي غير جيد الاقتصادي أو سوء أوضاع البلاد مثلا فالبلد الداخلي والوطن الداخلي بسلام وهذا هو الأهم والأساس لمن ينشد الراحة والاستقرار فقد جعل الباري عزوجل لنا وطنا داخليا علينا الاعتناء به وزرع أرضه بالرضا وسقيه بماء التسليم لينبت لنا سلاما دائما ولكن الزرع بحاجة إلى أسمدة وعناية متواصلة كي لا يصيب الجذر شيء من التلف بضغط معين يؤدي إلى العصبية وحرق ماتم زرعه فيضيع التعب هباء منثورا.
لذا علينا تسليم المقادير للقادر والرضا للمرضي والحكيم، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): لانسبن الإنسان نسبة لم ينسبها أحد قبلي الاسلام هو التسليم.
إننا نتوقف عند عظمة التسليم باعتباره أفضل نسبة وتعريف للدين الذي ارتضاه الله لنا وجعله طريقا إليه وإلى السلام فالتسليم عنوان سيرنا نحو السلام وهو أساس فهم الإسلام في بناء الانسان وتكميله، ولكل صفة أو ملكة مايضادها ومناقض التسليم هو الشك والقلق في مجريات أحداث الحياة التي نواجهها.
في الآية 65 في سورة النساء، قال الله تعالى: "فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"، وهنا يتضح لنا أن لا إيمان إلا بالتسليم كما أن لا إسلام إلا به، إذا رضى الانسان عن الله ستطمئن روحه وتسكن ولا تعترض، ستهدأ، فتودع القلق والتفكير وتترك المقادير للقادر فلا تقلق على رزقها ولا على حياتها أو مستقبلها، فالرضا يوجب السكينة والهدوء والسلام الداخلي التام.
اضافةتعليق
التعليقات