قبل عدة أيام كان هناك شجار بين شاب في بداية العشرين وآخر في نهاية الثلاثين حول مباراة المنتخب الفرنسي فقال العشريني أن هذا المنتخب سيخطف كأس العالم ويجعلهم يبكون .
بينما ضحك الثلاثيني وقال لا تفهم شيئا بالكرة وهذا (عقلك المجمد) .سرقتني هذه الكلمات عن الشجار الذي وقع وأخذت أبحث عن هذه الكلمة ..
هل يجمد العقل فعلا؟
ظروف الصحة العقلية لا تميز بين جنس وآخر فجميعهم قد يعانون الاكتئاب والقلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
لكن قد يختلف التعبير عنها عند الرجال. لكن الصورة النمطية والوصمة المتعارف عليها عند الرجال، قد تصعب عليهم وعلى الأطباء التعرف على الوقت الذي يحتاجون فيه إلى دعم الصحة العقلية والنفسية فهناك أنماط اضطرابات الصحة العقلية والنفسية عند الرجال تشمل بعض الحالات الشائعة ما يلي:
الاكتئاب العام .
اضطراب حالة القلق الاجتماعي والنفسي .
اضطراب الوسواس القهري
الصدمة
كما يوجد اعتقاد شائع بأن النساء أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات الصحة العقلية من الرجال، خصيصًا عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب لكن هذا لا يعني عدم إصابة الرجال.
حقيقةً، في عام 2019، كان معدل انتحار الرجال في الولايات المتحدة أعلى بمعدل 3.7 مرة من النساء. ويتعرف الخبراء بتزايد على العوامل المعقدة التي تؤدي دورًا باختلاف كيفية تعرض الرجال والنساء لمشكلات الصحة العقلية.
في حين أن العوامل البيولوجية، مثل الاختلافات الهرمونية، تؤدي دورًا بالتأكيد، فإنها لا توضح كامل الصورة. قد تؤثر أيضًا النظرة النمطية حسب الجنس، واستراتيجيات المسايرة (التعامل مع الضغط)، والتحيز السريري، إضافةً الى عوامل أخرى، في الاعتقادات المتعارَفة حول من يعاني اضطرابات الصحة العقلية، دون النظر في كيفية التعرض لها، وهذا ما سنتطرق له.
أعراض الصحة العقلية للرجال التي يجب مراقبتها
قد يعاني الرجال والنساء أحيانًا نفس اضطرابات الصحة العقلية، لكن بطرق مختلفة بسبب مزيج من العوامل البيولوجية والاجتماعية.
قد تتضمن أعراض الصحة العقلية لدى الرجال ما يلي:
الغضب والعدوانية
الهياج
الإحباط
الإدمان بأنواعه
صعوبة في التركيز
مشاعر القلق المستمرة
ممارسة الأعمال عالية الخطورة
سلوك غير عادي يُقلِق الآخرين أو يعترض طريق الحياة اليومية
أفكار انتحارية
قد ترافق بعض اضطرابات الصحة العقلية، بما فيها القلق والاكتئاب، أعراضًا جسدية قد يتجاهلها الناس ومنها:
تغيرات في الشهية
آلام جديدة
مشكلات هضمية
اضطراب في النوم
النوم أكثر من المعتاد
غالبًا يكون الأصدقاء والعائلة أول من يلاحظ الأعراض، إذ قد يصعب على الشخص ملاحظتها عند التعرض لها.
لماذا يتردد الرجال في التواصل وطلب المساعدة؟
وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، فإن الرجال أقل تلقيًا لعلاجات الصحة العقلية من النساء في عام 2021. لكن هذا لا يعني أن الرجال لا يحتاجون إلى العلاج أو يستفيدون منه.
لكي نفهم الأمر توضح الدكتورة إيلينا توروني، استشارية علم النفس ومؤسسة مشاركة في عيادة تشيلسي لعلم النفس: «يمكن أن يجد الرجال صعوبةً أكبر في الانفتاح بشأن صحتهم العقلية وطلب الدعم، لأن ذلك قد يتعارض مع أنواع الرسائل التي تلقوها في أثناء نشأتهم».
وتتابع قائلةً: «إن العديد من الثقافات لديها صورة نمطية ثقافية صارمة حول الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الرجال، لا سيما فيما يتعلق بضبط عواطفهم والتظاهر بالقوة».
إضافةً إلى ذلك، الرجال الذين لا يتحدثون بانفتاح عن مشاعرهم -أو يشعرون أنهم لا يستطيعون- قد يواجهون صعوبةً في التعرف على أعراض اضطرابات الصحة العقلية لديهم.
الحصول على المساعدة بشأن الصحة العقلية.
جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية
إجراء بعض المكالمات أو إرسال إيميلات (بريد إلكتروني)
قبل تحديد موعد، تواصل مع المعالجين الذين تهتم برؤيتهم، وامنحهم بعض المعلومات الأساسية حول ما تريد مناقشته، بالإضافة إلى أي شيء تبحث عنه في المعالج: أتريد شخصًا متاحًا للمواعيد المسائية أو في عطلة نهاية الأسبوع؟ ماذا عن الرسائل الداعمة بين الجلسات؟ أأنت مهتم بتجربة العلاج عن بعد، أم تفضل الجلسات الشخصية؟
إذا كان لديك تأمين صحي، فهذا هو الوقت المناسب للسؤال عن ذلك أيضًا. لا يُكفل العلاج دائمًا، ولكن يمنحك بعض المعالجين الوثائق التي يمكنك تقديمها إلى شركة التأمين للتعويض.
في أثناء الموعد:
قد يقضي المعالج الجلسة الأولى أو جلستين للتعرف عليك. هذه أيضًا فرصةٌ لك لتعرف مسعاهم من العلاج، لذلك لا تتردد في طرح أي أسئلة حول ما يمكنك توقعه في الجلسات المستقبلية. ومن المهم أن تشعر بالراحة مع الخبير الذي تختاره. إذا شعرت بعدم التوافق مع معالجك بعد بضع جلسات، فيمكنك دائمًا النظر في الخيارات الأخرى. يتعين على الكثير من الأشخاص رؤية عدة معالجين قبل إيجاد من يناسبهم.
اعتمادًا على الأعراض قد يحيل المعالج الحالة إلى طبيب نفسي لتحري الحاجة إلى أدوية مثل مضادات الاكتئاب. وأبق في ذهنك أنه ليس بالضرورة أن تحتاج إلى الدواء بقية حياتك. في بعض الأحيان، قد يكون حلًا مؤقتًا للتعامل مع الأسباب الرئيسية لأعراضك. قد يساعدك الطبيب النفسي أيضًا على التغلب على أي آثار جانبية قد تواجهها.
التعامل مع أعراض الصحة العقلية
يستطيع الجميع الاستفادة من الرعاية الذاتية، حتى الرجال، وذلك يمنح فائدة كبيرة في أثناء العمل مع اختصاصي الصحة العقلية، توجد الكثير من الأشياء التي تستطيع القيام بها لدعم نفسك بين الجلسات.
تسلط توروني الضوء على النظام الغذائي والنوم والتمارين الرياضية كعوامل مساعدة، لكنها توضح أننا نحتاج أيضًا إلى التأكد من أننا نعتني بسلامتنا العاطفية، ويعني ذلك أحيانًا أن تكون قادرًا على الاعتراف بالمشاعر ومواجهتها -خاصةً غير المريحة منها- بدلًا من دفعها بعيدًا أو إنكارها.
لكن الحديث عن البقاء مع المشاعر غير المريحة أسهل من الفعل، فقد يزيد ذلك إمكانية الوقوع في آليات المواجهة غير المفيدة، مثل تعاطي مواد الإدمان أو تجاهل المشاعر.
في حين أن هذين الأخيرين قد يفيدان فترة قصيرة، إلا أنهما لن يقدما راحةً طويلة الأمد. بل حتى في بعض الحالات، قد يخلقان مشكلات على المدى البعيد.
قد يكون من المفيد تجربة التالي:
ممارسة بعض تقنيات التنفس البسيطة
اللجوء الى الأصدقاء
إن التكلم إلى صديق عما تمر به قد يساعدك كثيرًا، ولكن ذلك صعب إذا كان أصدقاؤك هم أيضًا رجال لديهم صعوبة بالبوح ومناقشة مشاعرهم. ولكن فور أنْ تبدأ المحادثة قد تنتهي بفائدة لكليكما.
يقول مارك ماير، المدير التنفيذي لمؤسسة Face It Foundation: «إنه من المهم أن يتعلم الرجال التعبير عن مشاعرهم، وأن يدركوا أن المشاعر السلبية مشاعر طبيعية وتتكرر طوال الحياة».
ويوصي بالعثور على شخص يمكنك التحدث معه بصراحة عن تحدياتك الشخصية، وتعميق العلاقات مع الآخرين. ومن المحتمل أن يكون معالجك ذاك الشخص، ولكن قد تجد أنه من المفيد أيضًا الانفتاح على زميل لك.
وإذا كنت ترغب، تستطيع أيضًا أن تتيح نفسك لصديق محتاج عبر عبارة بسيطة مثل: (لقد بدوت محبطًا نوعًا ما مؤخرًا)، (فقط أريدك أن تعرف أنني متواجد دائمًا للتحدث إذا كنت في حاجة لذلك).
قد يكون من الصعب التفكير في الصحة العقلية. ومعرفة أنك تواجه صعوبةً أو أنك قد تحتاج إلى مساعدة ليس بالسهل دائمًا، خاصةً بالنسبة للرجال.
ومع ذلك، فمن الأفضل التحدث، سواء إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة أو الطبيب إضافةً إلى طرق المساعدة لتدبير الصحة العقلية الذاتية.
اضافةتعليق
التعليقات