• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نهاية الخيانة

نجاح الجيزاني / الأحد 21 آب 2022 / ثقافة / 1973
شارك الموضوع :

الخائنون لأوطانهم يتساقطون كأوراق الخريف عند أول منحدر وفي أول اختبار؛ ليس لأن المنحدر قاس أو وعر

كلّنا نحبُّ الوطن، ونعشق نسائم عطر ترابه، وكلّنا كذلك ندّعي إخلاصنا له، بل ونتحدى أن يأتي أحد ليزايد علينا وطنيّتنا وحبّنا وإخلاصنا.

فالحبُّ كالزهرة الجميلة، والوفاء هي قطرات الندى عليها، أما الخيانة _كما قيل _ هي الحذاء البغيض الذي يدوس على الوردة فيسحقها.

الخائنون لأوطانهم يتساقطون كأوراق الخريف عند أول منحدر وفي أول اختبار؛ ليس لأن المنحدر قاس أو وعر، بل لأنّ حبّهم المدّعى لأوطانهم هش ضعيف، لا إخلاص فيه ولا يقوى على السير.

فالخيانة أمر بغيض ونافر، ولا أحد يقبل بأن يُوصم بالخيانة من قريب أو بعيد، وهو أمر متفق عليه بين العقلاء الأصحاء.. كما أنها جلباب الفاسدين بشتى أصنافهم وألوانهم، ومهما ادّعى أحدهم الإخلاص زورا وبهتانا، فإنه لن يكون شفيعا له عند الاختبار.. وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

فالزوج الذي يبحث عن علاقات أخرى خارج اطار الزوجية، يصادق هذه ويواعد تلك، هو خائن لزوجته، وإن تسمّى زوجا صالحا. والزوجة التي تلين وتستكين وتتودد لهذا وذاك من الرجال، هي خائنة لزوجها وإن تسمّت بالزوجة الصالحة.

الموظف الذي يمضي جُلّ وقته في اللعب على طاولة عمله، يقتل ساعات الدوام بحل الكلمات المتقاطعة، أو يهدر وقته بالاتصالات الهاتفية، هو خائن لرب عمله وخائن للمؤسسة التي وظّفته. المعلم الذي لا يبذل قصارى جهده لطلابه، ولا يعير اهتماما لرسالته التعليمية، ولا يحرص على تطوير تلاميذه علميا وتربويا، هو خائن لرسالته في الحياة. 

الفلاح الذي يتكاسل عن أرضه، ولا يلتفت لما أعطاه الله من بركات وكنوز، فلا هو يحرثها ويزرعها، ولا يدع الآخرين يحيونها ويزرعونها، بل يذرها قاعا صفصفا هو خائن لترابها. المقاول الذي يغش في مواد البناء، ولا يأتي بالمواصفات المطلوبة، ولا يخاف الله سبحانه فيما تؤول إليه أمور الساكنين هو خائن لمهنته وضميره.

الإبن الذي لا يبرّ بوالديه ولا يطيعهما ولا يهتم بهما ولا يرقب فيهما إلاَّ ولا ذمة، بل ديدنه ال (اف) لهما، مثله مثل الخائن تماما.  الرئيس الذي يبيع وطنه للغريب ويعقد الصفقات السرية، ولا يرعى أمور شعبه، بل يكون عليهم سبعا ضاريا فيغتنم أكلهم ويعطل مصالحهم، بينما على  عدوه هيّنا ليّنا، هو خائن لا شك لوطنه وأبناء شعبه.

فما هي عقوبة الخيانة ياترى؟

هل سمعتم حكاية الطائر الخائن لبني جنسه؟ إليكم هذه الحكاية..

يروى أن قروياً صارت له علاقة صداقة مع طبيبٍ من المدينة.. وفي يوم من الأيام، دعا الطبيب صديقه القروي إلى تناول الغداء في بيته، وما إن استقر القروي في مجلس بيت الطبيب، حتى رأى شيئاً أثار استغرابه، حيث رأى الطبيب يضع في حضنه طير (حجل) ويعطيه كل إهتمامه، لا يأكل حتى يأكل الطير، ولا يشرب حتى يشرب الطير،

مما دفع القروي أن يسأل الطبيب عن سبب اهتمامه بطير (الحجل) فرد عليه الطبيب:

بعد أن نتناول طعام الغداء ستعرف سبب اهتمامي بهذا الطير. وبعد تناول طعام الغداء اصطحب الطبيب صديقه القروي إلى مكان خارج المدينة، وأخرج طير (الحجل) من قفصه، ووضعه على مكان مرتفع (تلة)، وراح هذا الطير يطلق صيحات علا صداها فبدأت طيور الحجل تتجمع بالقرب منه، ولما تجمّع عدد كبير منها، أخرج الطبيب بندقيته وأطلق منها الرصاص بإتجاه جميع الطيور، بعد عزل طيره الخاص عنها، فقتل عدداً كبيراً منها.

وهنا التفت الطبيب إلى صديقه القروي قائلاً:

هل عرفت الآن يا صديقي سبب اهتمامي بهذا الطير؟

فرد القروي :

نعم عرفت أريدك ان تبيعني إياه وأعطيك أي مبلغ تطلبه..

فامتنع الطبيب في البداية، ولكن صديقه القروي أغراه بالمال، فباعه إيّاه وما إن استلم القروي الطير، حتى قال لصديقه الطبيب:

أريد أن أجرّبه كما كنت تفعل.

 فرد الطبيب :

نعم هو الآن طيرك فافعل ما تشاء.

فوضع القروي الطير على نفس (التلة)، وقبل أن يبدأ الطير بإطلاق صيحاته، مدّ القروي يده إلى البندقية، واطلق النار عليه وقتله، وهنا صاح الطبيب على صديقه القروي: ماذا فعلت يارجل كيف تقتل مثل هذا الطير؟  

فقال له القروي :

هذا الطير يجب أن يموت، لأنه يفتح لك باب قتل أبناء جلدته، فموته يحفظ الآخرين يا صديقي الطبيب المتحضر!.

فكم منا ياترى يستلزم ازالة مرارته إلى غير رجعة؟ وكم منا ياترى من يحتاج إلى استئصال شأفته، بسبب خيانته للزاد والملح معا؟ كثيرون هم... اللهم لا تجعلنا منهم.

الوطن
الشخصية
السلوك
الاخلاق
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    النشر : الأحد 13 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    حل المشكلة بقطعة كيك!

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    بناء الذاكرات الجماعية

    النشر : الثلاثاء 18 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    تعاون مؤسساتي: دورة كوني ذكية للفتيات

    النشر : الثلاثاء 26 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    تأملات في سورة التغابن (٣): أول خطوات الربح.. تجنب الكون من أهل التغابن

    النشر : الأحد 27 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    هل الحجاب أصبح عصريا؟!

    النشر : الأربعاء 12 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 536 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 486 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 404 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 385 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 381 مشاهدات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1287 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 901 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 709 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 682 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 661 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 626 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 6 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 6 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 7 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة