• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سُكّر مالح

زهراء وحيدي / الأربعاء 03 آب 2022 / ثقافة / 2028
شارك الموضوع :

لماذا يكون الانسان سكرا مالحا؟ في حين بإمكانه أن يكون حلوا وعسلاً مصفى

عندما ترمي قطعة من السكر في الماء بعد دقائق معدودة لن تجد أثرا لقطعة السكر التي رميتها، ولكنك عندما تتذوق الماء ستجد بأن طعمه تغير وأصبح حلوا، إنه حال بعض الناس.

كقطعة سكر يذوبون في حياتك وبعدما يخرجون منها تجد بأن وجودهم ذاب في دهاليز أيامك وجعل تفاصيلك حلوة، فتتذوق حلاوتهم بالرغم من غيابهم أو فقدانهم.

ولكن ماذا لو شربت من الكأس ووجدته ماءا أجاجا[1]؟

هذا هو حال فئة أخرى من الناس، أولئك الذين حتى وإن خرجوا من حياتك تركوا أثرا لاذعا على روحك ونفسيتك.

فلا ذكريات جميلة معهم ولا مواقف حلوة تذكر، كل ما تحمله لهم في ذاكرتك هي صور بشعة وشعور سيء ينتابك كلما مر على بالك شريط المواقف واسترجعت ما مررت به وما فعلوه بك.

هذا النوع من البشر يلعبون دورا سلبيا في حياة من حولهم ومن الممكن أن يكونوا سببا أساسيا في تدمير نفسية الآخرين وتحطيم أحلامهم وتقليل عزمهم، ومن الأفضل أن يبتعد الانسان عن هذه النوعية من الناس.

ويبقى السبب الذي وصلّ هذا النوع من الناس إلى أن يكونوا سكرا مالحا في حياة الآخرين سببا مجهولا، ولو حاولنا أن نخمن ربما وجدناه شعورا نابعا من النقص أو الغيرة المفرطة أو ضعف الشخصية أو حتى تأُثير البيئة أو العائلة التي نما وكبر فيها واكتسب منها العادات والعقد النفسية التي تقوده إلى تعكير حياة الآخرين.

وفي كل الأحوال ليس هنالك مبررا حقيقيا لأن يكون الانسان ضررا على غيره حتى ولو بنية سيئة ضمرها في قلبه ولم يطرحها، فكيف بكلمة جارحة أو غيبة خرجت من لسانه أو بفعل أو حسد عيشة أو خيانة صدرت منه؟

إنها والله لثقيلة عند الله، فالإنسان الذي لم يتعلم الأدب واحترام الآخرين في الصغر من الممكن أن يؤدب نفسه في الكبر.

يقول الإمام علي (عليه السلام): "تولوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها"[2]

وأمّا سبب اطلاقي تسمية "سكر مالح" على هذه النوعية من الناس هو لأنك في بادئ الأمر تنخدع بمظهرهم الخارجي لأنهم يشبهون السكر فيتشابه الأمر عليك ولن تتعرف على ماهيتهم الحقيقية إلا بعدما يمتزجون في حياتك وتتذوق شخصيتهم الفعلية وتكتشفهم بأنهم ليسوا سكرا إنما أجاج.

 يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):

 "خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ"[3]

فكم سيعيش الانسان حتى يترك أثرا سلبيا في حياة الآخرين ويكون حملا ثقيلا عليهم؟، فكم ذنبا سيكسب بسبب كلماته الجارحة وعينه الحاسدة ونيته الفاسدة؟

ألا يخاف أن ينتهي عداد عمره ولا تكون له فرصة ثانية يكفر بها عن ذنوبه ويعيد حقوق الناس إليها؟، فالموت لا وقت له وملك الموت لا ينتظرك لتصفي حساباتك الدنيوية..

إذ إن حياتنا محطات انتظار، يدخل ويخرج منها أناس كثيرون، منهم من يترك أثرا عميقا في الذاكرة ومنهم من لا يكون له أثرا يذكر.

فلماذا يكون الانسان سكرا مالحا؟ في حين بإمكانه أن يكون حلوا وعسلاً مصفى يضيف الحلاوة أين ما حل ويترك أثرا طيبا في نفس كل من شاهده وتعرف عليه..

 


[1] شديد الملوحة
[2] غرر الحكم: ١٦٩٣، ٢٩٤٧، ٨٨٨٦، ٨٨٨٦.
[3] نهج البلاغة

السلوك
الشخصية
المجتمع
الامام علي
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    نقطة تحول مُهدَرة

    النشر : الجمعة 02 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    نقش في حضرة التابوت!

    النشر : الأحد 24 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    بُعث رحمة لحياتكم فلا تجعلوا منها نقمة

    النشر : الخميس 04 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    السعادة المبطنة!

    النشر : الخميس 18 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: نيلسون مانديلا.. حواري مع نفسي

    النشر : الأحد 30 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    ندوة حوارية حول كتاب نساء حول الشمس في رحاب جامعة الزهراء (عليها السلام) للبنات

    النشر : الثلاثاء 12 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 862 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 734 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 677 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 455 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 355 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 355 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 955 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 908 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 862 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 781 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 734 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • الخميس 02 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة