أرادت أن تكمل تعليمها لكن الأوان قد فات، فقد أصبحت أماً لثلاثة أطفال من بينهم طفل مريض (من ذوي الاحتياجات الخاصة) وأصغرهم لم يكمل عامه الثالث، أما زوجها لم يرفض غير أنه لم يكن من المشجعين والداعمين لها حيث كان يرفض أن تلتحق بدورة تدريسية للتقوية إن احتاجت لذلك كما أن متابعتها للدروس على منصات التواصل الاجتماعي كانت غير مجدية، الأمر الذي أرهقها نفسياً مما دعاها للتخلي عن طموحها الذي احتضر في حضرة ظروفها القاهرة.
(أ-ء) شابة في عقدها الثلاثين لم ينصفها القدر في انهاء تعليمها حينما كانت تقطن في كنف أسرتها غير أن حلمها في حصولها على شهادة اكاديمية لم يفنى لكنه بات مستحيلا مما دعاها للتخلي عنه من جديد وإلى الأبد...
سلاح المرأة
حدثنا أحمد كامل/ حاصل على شهادة الماجستير في الاعلام قائلا:
الشهادة الاكاديمية تعد المقام الأول لكل شاب وشابة وبالأخص المرأة فهي سلاحها ، كما أن الشهادة تضيف لشخصية الفرد ثقافة ومعرفة فضلا عن اختلاطه بشخصيات مختلفة يكتسب منهم ويميز بينهم وتوسع دائرة معارفه وتطلعاته لاختياره الأصدقاء والرفاق.
وأضاف: وتعد الشهادة أيضا مصدر رزقه للفرد إذ التحق بعمل وفق تخصصه سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي فهي تؤمن معيشته.
مجرد رقم
وترى ابتهال الحسيني أن الشهادة مهمة جدا فقد انهت تعليمها بالدراسة الخارجية وكانت تتمنى ان تدخل الجامعة وقد حققت ذلك الحلم وهي اليوم طالبة جامعية وام لأربعة اطفال وزوجة وموظفة ايضا، حدثتنا قائلة:
كنت أتمنى أن يتحقق حلمي وألتحق بالجامعة بفضل الله وأبي وزوجي حققت ما أصبو إليه وجميع أسرتي فخورة بي وداعمةً ليّ، كما أني أطمح أن أكمل الدراسات العليا لأصبح أستاذة جامعية.
وأضافت: على كل فتاة أو شاب انهاء تعليمهم مهما كانت الظروف التي يمرون بها قاسية فالتعليم رسالة سامية تعزز مبادئ الفرد وتصقل شخصيتهم وأن لا يكترثون إلى تقدم العمر، فالعمر مجرد رقم.
فيما شقت أم مؤمل طريقها بالدراسة الخارجية بعد جهد مضاعف إلا أنها لم تستسلم وهي تواصل مشوارها الأكاديمي بأمل مشرق، وأكثر ما يشعرها بالندم في مشوار حياتها هو تخليها عن دراستها منذ أن كانت في مرحلة الابتدائية.
العلم نور
الشهادة الاكاديمية حلم يسعى الجميع لتحقيقه وان كان الطريق اليه عسيراً وليس من العيب ان يسعى المرء في انهاء تعليمه فقد اولت السنة النبوية أهمية للتعليم وبينت ذلك في احاديث كثيرة تحث على طلب العلم من المهد الى اللحد.
بهذا الجانب كان لـ (بشرى حياة) وقفة مع الاستشارية نور مكي الحسناوي حدثتنا قائلة:
يعد التعليم أول الخطى لطريق مستقبل الأفراد وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المستنيرة والمتسامِحة والمحرك الرئيسي للتنمية المستدامة، فهو يمنح السلام والتعاون وزيادة الوعي تجاه قضايا المجتمع المختلفة، كما يسهل حصول الأفراد على وظائف جيدة وبالتالي تكون لهم حياة أفضل، وهو من يقضي بالدرجة الأولى على الفقر في المجتمع ويحقق التقدم ويكون شخصية الفرد، فضلا عن كونه رسالة تربوية ممزوجة في المساقات الأكاديمية والتربوية.
ختمت الحسناوي حديثها: إن التعليم يفسح فرصة للابتكار والابداع والحث على التطور مما يمد المجتمع بالخبرات والكفاءات، اضافة إلى كسب الاحترام لأن أغلب أفراد المجتمع تحب وتفضل الشخص المتعلم كونه يستطيع فهم الجميع على اختلاف مستوياتهم الفكرية.
اضافةتعليق
التعليقات